عبدالله بارودي
في مثل هذا اليوم منذ اثني عشرة سنة دوى انفجار رهيب في بيروت ذهب ضحيته الرائد في قوى الأمن الداخلي الشهيد وسام عيد والمعاون وسام مرعب بعد ان وصل الى مسامع المجرمين القابعين في غرفهم السوداء الموحشة والمظلمة بأن ضابطاً يافعاً متخصصاً في مجال هندسة الاتصالات بدء يصل الى خيوط ودلائل واضحة في جريمة استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه ظهر ١٤ شباط ٢٠٠٥ ، عبر تفكيك شبكة وداتا الاتصالات وخيوطها العنكبوتية.
وكانت المؤشرات تدلّ بأنه في حال استمر عيد على نفس المنوال وبذات الزخم فسيصل قريباً الى نتائج ملموسة تكشف عن مرتكبي جريمة ١٤ شباط ومن يقف وراءهم. فاتخذ القرار الأسود باغتيال عيد ووقف كل المحاولات الآيلة الى كشف مرتكبي جريمة العصر في لبنان والمنطقة.
استشهد وسام عيد وحقق المجرمون مبتغاهم وهدفهم في ازاحة "وسام" عن مسرح الأحداث، لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً في وقف المهمة التي كان يقوم بها عيد ورفاقه الأبطال واستمرت التحقيقات وتوسعت أكثر، وتكشفت الخلايا ثم ودوت أسماء المجرمين في غرف المحكمة الدولية وعبر شاشات التلفزة وسمع العالم كله ما أراد الشهيد عيد اخباره لهم ولا تزال المحاكمة تأخذ مجراها الطبيعي وصولاً الى تحقيق العدالة بشكل كامل على الأرض، وحسبنا ان العدالة السماوية والالهية تسير بوتيرة أسرع لتشفي معها في كل مرة "غليل" قلوب أسر وعائلات الشهداء الذين سقطوا تباعاً منذ زلزال ١٤ شباط ٢٠٠٥ .
وسام عيد، ابن بلدة دير عمار الشمالية، رحل منذ ١٢ عاماً عن عالمنا ووطننا لبنان لأنه رفض الانصياع للاجرام والفوضى، كان هدفه الأول الحفاظ على لبنان وسلمه الأهلي.
في الذكرى ١٢ على استشهاد وسام عيد ورفيقه، حذارِ ان تذهب دماء الشهيد عيد ورفيقه مرعب هدراً وان نفتح بأيدينا ابواب النار وعواصف الدمار على بلدنا عن قصدٍ أو من دونه.. حينها نثبت بأننا لا نستحق شهادة وسام وتضحياته، ولا كل تضحيات شهداء لبنان.
وسام عيد رحل، لكنه ترك للبنانيين عزّ وكرامة وقيمة لبيروت علينا المحافظة عليها وحمايتها برموش أعيننا، حتى ترقد عيون وسام عيد وكل شهداء لبنان بسلام!..