عرب وعالم

‎"‎يوم عنيف" بالعراق.. قتلى وجرحى بالعشرات

تم النشر في 26 كانون الثاني 2020 | 00:00

أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، الأحد، أنها وثقت مقتل 12 متظاهرا مع ‏استمرار الاحتجاجات الشعبية في مدن عدة بالبلاد‎.‎

وأوضحت المفوضية أن 9 قتلى قد سقطوا في بغداد، فيما قتل ثلاثة آخرون في محافظة ذي ‏قار، وقالت إنها وثقت إصابة 230 من المتظاهرين والقوات الأمنية في محافظات بغداد وذي ‏قار والبصرة‎.‎

وأشارت المفوضية في البيان الصادر عنها إلى اعتقال قوات الأمن نحو 89 متظاهرا في ‏محافظتي بغداد والبصرة‎.‎

ويطالب المتظاهرون برحيل النخبة الحاكمة التي يعتبرون أنها فاسدة وبإنهاء التدخل الأجنبي في ‏السياسة الداخلية خاصة من إيران التي هيمنت على مؤسسات الدولة منذ الإطاحة بنظام صدام ‏حسين في 2003 في غزو قادته الولايات المتحدة‎.‎

وجاءت أحدث محاولة من السلطات لمواجهة المحتجين واستعادة النظام بعد ساعات من إعلان ‏رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، والذي له أنصار كثر في بغداد والمدن الجنوبية، أنه سيتوقف ‏عن المشاركة في المظاهرات المناهضة للحكومة‎.‎

وقال أحد المحتجين في بغداد لوكالة رويترز، طالبا عدم ذكر اسمه "نحتج لأن لدينا قضية... لا ‏أعتقد أن مقتدى الصدر أو أي سياسي آخر سيغير رأينا‎".‎

‎ ‎ودعم مؤيدو الصدر الاحتجاجات المناهضة للحكومة العراقية وفي بعض الأحيان وفروا الحماية ‏للمعتصمين من هجمات قوات الأمن ومسلحين مجهولين، لكنهم بدأوا في مغادرة مخيمات ‏الاعتصام في وقت مبكر من صباح أمس السبت بعد إعلان الصدر‎.‎

وشرعت قوات الأمن بعدها في إزالة حواجز خرسانية قرب ساحة التحرير، حيث يعتصم ‏المحتجون منذ شهور، وعلى جسر رئيسي واحد على الأقل على نهر دجلة‎.‎

الى ذلك، أوردت "رويترز" أن المحتجين في العاصمة يسعلون ويحاولون غسل وجوههم وأعينهم ‏للتخلص من آثار الغاز المسيل للدموع بينما قدم مسعفون في الصليب الأحمر العراقي إسعافات ‏أولية إذ لا يمكن لسيارات الإسعاف الوصول للموقع‎.‎

واستعان متطوعون بمركبات توك توك لإجلاء المحتجين المصابين وسط سحب من الغاز ‏والدخان الأسود المتصاعد من حرق إطارات سيارات‎.‎

وتجمع مئات من طلبة الجامعات في وقت سابق اليوم الأحد في ساحةالتحرير التي تضم مخيم ‏الاعتصام الرئيسي وهم يهتفون بشعارات مناهضةللولايات المتحدة وإيران‎.‎

في سياق متصل، أعلنت الشرطة ومصادر طبية أن الاشتباكات مع قوات الأمن في مدينة ‏الناصرية جنوب البلاد أسفرت عن إصابة 17 محتجا على الأقل أربعة منهم برصاص حي‎.‎

وقال شاهد من "رويترز" إن محتجين أضرموا النيران في مركبتين أمنيتين في وسط المدينة بينما ‏سيطر مئات منهم على جسور رئيسية فيها‎.‎

وذكر شاهد آخر من رويترز أن أكثر من ألفي طالب من جامعاتم ختلفة تدفقوا على مخيم ‏الاعتصام في مدينة البصرة جنوب البلاد‎.‎

وقالت مصادر في الشرطة وشهود من رويترز إن الاحتجاجات استمرت أيضا في كربلاء ‏والنجف والديوانية في تحد لمحاولات قوات الأمن فض اعتصامات قائمة منذ أشهر‎.‎

يذكر أن الاضطرابات تجددت الأسبوع الماضي، بعد فترة من الهدوء النسبيا ستمرت عدة ‏أسابيع، إثر الضربات الجوية الأميركية التي قتلت القائد العسكري البارز في الحرس الثوري ‏الإيراني قاسم سليماني‎.‎

وتسبب مقتل سليماني، الذي ردت عليه إيران بهجمات بصواريخ باليستية على قاعدتين ‏عسكريتين في العراق توجد بهما قوات أميركية،في إحياء التوتر في المشهد السياسي الداخلي في ‏العراق وتأجيل تشكيل حكومة جديدة‎.‎