أخبار لبنان

زاسبكين: لإعطاء الحكومة فرصة

تم النشر في 29 كانون الثاني 2020 | 00:00

كتبت صحيفة "نداء الوطن": انطلاقاً من تجارب الدول المحيطة يتخوف السفير الروسي ألكسندر زاسبكين على الوضع في لبنان واستعداد الولايات المتحدة للاستثمار في الواقع الراهن. مجرد تخوف وليس تشاؤماً، فتشكيل حكومة جديدة مؤشر ايجابي يمكن البناء عليه بالنسبة إلى السفير الروسي الذي تحدث عن تعاون بين روسيا ولبنان مرتبط بالمشاريع اللبنانية سواء في مجال الكهرباء أو التنقيب عن النفط.

متحفظ لا تتجاوز مواقفه العموميات في ما يتعلق بكثير من الملفات. بحيث تخرج مواقفه ديبلوماسية لدرجة تخفي واقع الاشياء، فالعلاقة مع إيران فيها "الكثير من الإيجابيات" ولا خلافات تعتريها، والملاحظات على صفقة القرن يفصح عنها بعد الاعلان عن الصفقة.

محلياً أكد زاسبكين وجوب اعطاء الحكومة الجديدة برئاسة حسان دياب "الفرصة كي تعمل على إنقاذ لبنان"، وان كان "المطلوب في لبنان إيجاد آلية لإدارة الأزمة تكون مقبولة من جميع الأفرقاء، لكن في الوضع الحالي، تم تشكيل حكومة من اختصاصيين يجب اعطاؤها الفرصة لتعمل على انقاذ لبنان". وفي معرض الحديث عن الفساد المستشري في لبنان وتحميل "حزب الله" المسؤولية ازاء ذلك شدد على "ضرورة عدم توظيف مسألة الفساد بالأهداف السياسية الأخرى"، رافضاً اتهام "حزب الله" بموضوع الفساد "لأن الجميع يعرف أن هذا الموضوع غير صحيح".

وخلال لقاء نظمته معه نقابة محرري الصحافة في لبنان نبه الى أن "الانتقال إلى نظام حكم جديد فيه مخاطر عديدة وهذا ما عاشته روسيا عند تفكك الاتحاد السوفياتي"، متمنياً ألا يشكل "عدم مشاركة البعض في الحكومة عقبة أمامها للعمل".

وربط موضوع الاصلاحات في هذه الحكومة "بالمساعدات الخارجية التي سيحصل عليها لبنان" و"ضرورة إتاحة الفرصة لهذه الحكومة من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمالية بعيداً من الأهداف السياسية التي يطمح اليها البعض"، لافتاً إلى أن "التعاون بين روسيا ولبنان مرتبط بالمشاريع اللبنانية إن كان في الكهرباء أو التنقيب عن النفط أو غيرها من المشاريع"، معتبراً أن "في لبنان يجب أن يبقى هناك توازن بين الشرق والغرب دون صراعات ولا يجب أن يحصل منافسة غير شرعية بين الأفرقاء".

وفصّل زاسبكين ثوابت السياسة الخارجية الروسية القائمة على ثلاث صفات أساسية "استقلالية النهج السياسي، العدالة، والدور الخاص لروسيا على الصعيد الدولي في كافة القضايا". وانطلاقاً من هذه الثوابت "فإن سياستنا الخارجية لا تنطلق من مبدأ المواجهة أو المنافسة" ولو أنّ "البعض يعمل على اتهامنا بكل ما هو سيئ".

وعن العلاقة الروسية - الأميركية لفت إلى أنّ "أميركا وحدها جمّدت العلاقات معنا في أواخر ولاية الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما وقد وصلنا إلى مرحلة تراكمت فيها المشاكل والأزمات لذا علينا ايجاد أطر جديدة للتعامل على الصعيد الدولي". متهماً الولايات المتحدة بالعمل "على تأجيج الصراعات عبر خروجها من الإتفاقيات الدولية وتوظيف الحركات الجماهيرية لأهداف خاصة بها".

وإزاء المشاكل التي تعتري هذه العلاقة رأى السفير الروسي في لبنان أن "الحل يكمن في اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير والذي يقوم على دعوة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن لإيجاد صيغ جديدة للتعاون على الصعيد الدولي"، نافياً ان تكون "هذه الدعوة سايكس بيكو، لأن العالم اليوم يختلف عن صورة العالم في السابق على كافة الصعد"، موضحاً أنّ الهدف من الاجتماع المشار إليه "تخفيف حدة الصراعات في العالم لعدم الوصول إلى صدام عالمي جديد".

بالنسبة الى زاسبكين فإن "خروج الجيش الأميركي من المنطقة لا يعني خروج النفوذ الأميركي منها"، أما عن العلاقة مع إيران فتحدث عن "تعاون كبير فيه الكثير من الإيجابيات خصوصاً وأننا نعمل سوية من أجل مكافحة الإرهاب"، نافياً كل ما يتردد "عن صراعات بين القوات الإيرانية والروسية والذي تردده جهات تتمنى ذلك".

وحول صفقة القرن التي تعتزم أميركا الإعلان عنها، قال السفير الروسي إن بلاده ستعلن ملاحظاتها بعد الإعلان عن تفاصيل الصفقة غير أن هذا لا ينفي بحسبه أنها "صفقة تتناقض مع الشرعية الدولية ومع عملية السلام في المنطقة ونحن نؤيد الموقف الذي سيصدر عن الفلسطينيين في هذا الموضوع لأننا نحترم سيادة الدول".