أخبار لبنان

عون: لبنان يعمل على توجيه الإنتاج ليكون صناعياً وزراعياً

تم النشر في 30 كانون الثاني 2020 | 00:00

شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على "أهمية دعم إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة ‏في لبنان لتصنيع مواد للاستهلاك المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي بما ينعكس إيجاباً على ميزان ‏المدفوعات"، مشيرًا إلى أن "لبنان يعمل على توجيه الإنتاج الوطني كي يكون صناعياً وزراعياً، ‏بعد ما حققه من نتيجة باهرة على المستوى السياحي قبل أن تبدأ أحداث 17 تشرين الأول ‏الماضي". وأكد "اهتمامه بمعالجة ما يعانيه الصناعيون من مصاعب في هذه الفترة من تاريخ ‏لبنان‎".‎

كلام الرئيس عون جاء استقباله في قصر بعبدا، أعضاء مجلس إدارة جمعية الصناعيين اللبنانيين ‏برئاسة فادي الجميل الذي ألقى كلمة عرض فيها لواقع القطاع الصناعي والصعوبات التي ‏تواجهه في الظرف الراهن، ومما قال: "نحن اليوم أمام تحدٍّ مفصلي من حيث أننا نعاني من عدم ‏إمكانية تحويل قيمة حاجاتنا من مواد أوّلية للصناعات التي لا تصدّر، ونحن لا نفهم أبدا هذا ‏الإجراء الذي يطال حتى اصحاب الودائع الذين يُحرمون من تسديد التزاماتهم. ونضع بين أيديكم ‏هذه المعادلة البسيطة حيث نحتاج إلى 3 مليارات دولار سنوياً من اجل إنتاج يصل الى 13 مليار ‏دولار منها: 10 مليارات للأسواق المحلية، و3 مليارات دولار للتصدير"‏‎.‎

أضاف: "إذا كنا نجلب النقد النادر الى لبنان عبر صادراتنا وقدرتها اكبر حيث بلغت 4.5 ‏مليارات عام 2011، ومن حيث توفير المنتجات الى الأسواق المحلية، ونحن إذا حرمنا من ‏المواد الاوّلية للسوق المحلية فإن الـ10 مليارات دولار تكون مهدّدة، أي بمعنى آخر سنضع مزيداً ‏من الضغط على الاستيراد‎.‎‏ إننا مسؤولون عن الأمن الغذائي والاستهلاكي، والاجتماعي، ونحن ‏نطالب بضرورة تأمين حاجاتنا من المواد الأوّلية التي تبلغ 3 مليارات دولار سنوياً، لكن هناك ‏ضرورة قصوى لضخّ حوالي 300 مليون دولار في أسرع وقت. ولا بد من الاستفادة مما آلت ‏إليه الحالة، فنحن كلنا ثقة بأنه لو تمّت الاستجابة لطلبات واقتراحات الصناعة في الماضي لكنا ‏تفادينا البطالة الشرسة التي نعاني منها، وكذلك الضائقة الاقتصادية"‏‎.‎

وتابع: "فكما أكدتم مراراً أن الاقتصاد المنتج وحده قادر على وضع الحلول الاقتصادية ‏والاجتماعية، وأكدت هذه الضرورة دراسة‎ Mackenzie "‎ماكنزي" التي عابت على ‏السياسات السابقة عدم إعطائها الاهمية المطلوبة للقطاعات الإنتاجية من صناعة وزراعة. ‏ولذلك، نطالب بأن تقوم الحكومة الحالية بمعالجة مطالب الصناعة في أسرع وقت ونختصرها ‏على الشكل التالي: منع التهريب، وقف الإغراق وإكمال التدابير المتعلقة به، معالجة الاكلاف ‏الاضافية لا سيما أكلاف الطاقة لقطاعات الطاقة المكثفة بحسب المشروع المقدم من قبل وزارة ‏الصناعة باستثمار سنوي قدره 35 مليون دولار تطال افادته 7000 عائلة، ويعزز قيمة طاقاتنا ‏المعنية في الدورة الانتاجية من مصانع زجاج وتدوير ورق، وبلاستيك وعدد من الصناعات ‏الاساسية الاخرى"‏‎.‎

وختم: نحن مع النظام الاقتصادي الحر، ولكن هذا النظام لا يمنع ابداً تفعيل الطاقات الذاتية لكل ‏بلد، ونحن نزخر بطاقات ونعتبر لبنان بلداً صغيراً إنما بلد الفرص الكبيرة، ونطمح إلى أن نكون ‏فنيقيي الألفية الثالثة. وكفى تصدير شبابنا، فلنصدّر منتوجاتنا‎.‎

وردّ الرئيس عون فرحّب بالوفد، مؤكداً متابعته لما يعانيه الصناعيون من مصاعب في هذه ‏الفترة الصعبة التي يعيشها لبنان، في ضوء الاجراءات المالية والمصرفية المتخذة التي تنعكس ‏على قدرتهم على استيراد عدد من المواد الضرورية لتلبية احتياجات صناعاتهم الوطنية ‏المتنوعة‎.‎

وأكد انه ينظر الى مطالب الصناعيين على الصعيد المالي على أنها من الاحتياجات التي يجب ‏تأمينها، مؤكداً انه سيتابعها مع حاكم مصرف لبنان وسيبذل ما في وسعه من اجل تلبيتها وتخفيف ‏الأعباء قدر الإمكان عن الصناعيين الذين يوفرون بدورهم فرص العمل للبنانيين‎.‎

وشدد الرئيس عون على انه يدعم انشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة في لبنان لتصنيع مواد ‏للاستهلاك المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي بما ينعكس إيجاباً على ميزان المدفوعات، مشيراً الى ‏انه سيتابع ايضاً مسألة الضرائب الموضوعة على بعض السلع المستوردة لتأمين كل التسهيلات ‏اللازمة لتشجيع الصناعة اللبنانية‎.‎

وكشف ان لبنان يعمل على توجيه الانتاج الوطني الى صناعي وزراعي بعد ما حققه من نتيجة ‏باهرة على المستوى السياحي التي وصلت عائداته حتى تشرين الاول الماضي حوالي سبعة ‏مليارات دولار ونصف المليون والذي كان ليبلغ تسعة مليارات فيما لو بقي الوضع على ما كان ‏عليه في فترة الاعياد، مشجعاً اعضاء الوفد على المضي قدماً في العمل من اجل تقدّم الصناعة ‏اللبنانية وازدهارها‎.‎