أخبار لبنان

عدم إرتياح خليجي لحكومة "اللون الواحد" ‏

تم النشر في 5 شباط 2020 | 00:00

لم يطرأ أمس اي جديد سياسي داخلياً باستثناء استمرار التحضير لجلسة الثقة بالحكومة، في ظل ‏التساؤلات عمّا سيكون التعاطي العربي والدولي مع هذه الحكومة بعد إعلان العواصم الغربية انها ‏ستحدد موقفها في ضوء ما ستلتزمه الحكومة من إصلاحات مطلوبة دولياً، ولاسيما منها ‏الاصلاحات التي اشترطها مؤتمر «سيدر» لتقديم قروض ميسّرة للبنان بقيمة 11 مليار دولار‎.‎

وأكدت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» أنّ الدول العربية، ولاسيما منها يعض الدول ‏الخليجية، تنتظر ما ستلتزمه الحكومة في بيانها الوزاري من إصلاحات ومواقف على كل ‏المستويات، حتى تبني على الشيء مقتضاه في شأن التعاطي مستقبلاً مع لبنان. علماً أنّ بعض ‏المؤشرات تدلّ حتى الآن الى عدم ارتياح بعض العواصم الخليجية الى التشكيلة الوزارية للحكومة ‏وتعتبرها «حكومة اللون الواحد‎».‎

وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» إنّ الأوساط السياسية منقسمة في توقعاتها حيال ما سيكون ‏عليه التعاطي العربي والدولي مع الحكومة، إذ أنّ فريقاً منها يرى أنّ هذه الحكومة ستُعطى ‏فرصة حتى تُثبت جدارتها وقدرتها على تحمّل المسؤولية وإجراء إصلاحات مقنّعة للعرب ‏والدول الغربية، فإذا نجحت سيتم في هذه الحال تقديم المساعدات والدعم الموعود في إطار ‏مؤتمر «سيدر» وغيره من قروض ميسّرة ومن صناديق دولية وعربية وعالمية‎.‎

في المقابل، فإنّ فريقاً آخر يرى أنّ كثيراً من العواصم العربية والغربية لن تعطي الحكومة اي ‏فرصة، وانها أصدرت أحكامها المسبقة عليها منذ تأليفها، وهي تنظر اليها على أنها «حكومة ‏حزب الله وحلفائه»، وانّ هؤلاء باتوا يُمسكون بالسلطة والقرار في لبنان وبالتالي من الصعب ‏التعاون معهم، خصوصاً انّ الخيارات السياسية متناقضة في الوقت الذي لم يظهر حتى الآن أنّ ‏الازمات المحتدمة في المنطقة اقتربت من الحلول، بل إنّ ما يحصل هو تصعيد يومي، خصوصاً ‏في سوريا واليمن هذه الايام‎.‎

لكنّ المصادر نفسها تشير الى انّ العواصم الغربية ليست متّفقة على نظرة واحدة الى حكومة ‏الرئيس حسان دياب، وقالت انّ فرنسا مثلاً تتمايَز في الموقف عن الولايات المتحدة الاميركية ‏ودول غربية أخرى، حيث انها ترى وجوب التعاطي إيجاباً مع الحكومة اللبنانية الجديدة انسجاماً ‏مع منطق التهدئة الذي يتحرّك على «النوتة» نفسها بين لبنان والعراق. ففي لبنان تعمل حكومة ‏دياب على إعداد بيانها الوزاري على وقع استمرار الحراك ولكن بوتائر مخفوضة الى حد كبير، ‏وفي العراق تم تكليف محمد توفيق علاوي تشكيل الحكومة في ظل أجواء عراقية مشابهة للأجواء ‏اللبنانية‎.‎

وفي غضون ذلك لاحَت في أوساط بعض المرجعيات الرسمية والسياسية ملامح عدم ارتياح الى ‏مضمون البيان الوزاري في ضوء نص المسودة التي تناولتها وسائل الاعلام قبل يومين، وذهب ‏بعض هذه المرجعيات الى اعتبار انّ هذا البيان ليس في المستوى المطلوب من حيث الخطوات ‏الحكومية الفعّالة المطلوبة لمعالجة الأزمة المستفحلة مالياً واقتصادياً ومعيشياً، والتي تستنزف ‏اللبنانيين جميعاً وبكل مستوياتهم المعيشية‎.‎

وذهب البعض الى وَصف بعض بنود البيان بأنها إنشائية وتفتقر الى تحديد الوسائل العملية لتنفيذ ‏مضمونها قياساً على ما هو معلّق من آمال على حكومة الاختصاصيين لنقل البلاد المأزومة الى ‏آفاق الانفراج‎.‎