فن

"ديفا" لــ سيرين عبد النور... حبكة ضائعة رغم كل عناصر الإبهار

تم النشر في 7 شباط 2020 | 00:00

مرّت تجربة "ديفا" لـسيرين عبد النور، المسلسل القصير أولى إنتاجات منصة "شاهد" الإلكترونيّة مرور الكرام، أقلّه في لبنان حيث انطلقت أولى حلقاته مع بدء الحراك الشعبي، وما رافقه من تغيير في مزاج المشاهد اللبناني.

في العالم العربي، لم تكن أصداء المسلسل قويّة لأسباب عدّة، فالعمل الذي يسلّط الضوء على حياة النّجوم وراء الكواليس، من خلال مشاركة ثلاثة نجوم (سيرين عبد النور، والممثل السعودي يعقوب الفرحان والممثل المصرية بوسي) في لجنة تحكيم برنامج للهواة، حيث تدور معظم أحداث المسلسل، فقد عنصر الجذب، إذ أنّ مدّة حلقاته لم تتعدّ الربع ساعة للحلقة الواحدة، تعرض مرّة واحدة أسبوعياً، في حين أنّ مشاهدي الستريمنغ، اعتادوا مشاهدة المسلسلات كاملة عبر المنصات الإلكترونية، لا انتظار أسبوع بين حلقة وأخرى.

كما أنّ المسلسل افتقد بنصّه إلى الحبكة، بدا أشبه ببرنامج "ذا فويس" و "أراب أيدول"، حيث يدور صراع أعضاء لجان التحكيم على الهواء مباشرةً، وخلف الكواليس ويتسرّب معظمه للصّحافة.

المسلسل، كشف ما يجري في تصوير برامج الهواة، من توتّر اللحظات الأخيرة قبل بدء البث المباشر، إلى الأخطاء التي تقع خلف الكاميرا ويحتويها فريق العمل دون أن ينتبه لها المشاهد، والمزاجية التي تحكم عمل بعض القيّمين على البرامج، بعيداً عن المهنيّة وأصول العمل المحترف.

كما يسلّط الضّوء على حياة النجوم، من خلال ريما التي تؤدّي دورها سيرين، المطربة التي يعلو نجمها حينها ويأفل حيناً وصراع البقاء في الضّوء، وحبّها لمدير أعمالها الذي يصرّ على عيش قصّتهما وراء الأضواء، وبحثها عن الشهرة بطرق ملتوية، وصراعها بين الرغبة في النجومية وفي الخصوصيّة، وما يرافقها من قرار متسرّع باعتزال لم يحصل، ومشاكلها الأسريّة التي جعلت منها شخصية مضطربة.

عناوين عريضة مرّ عليها المسلسل مرور الكرام، إذ كانت أحداثه تدور في كواليس تصوير البرنامج، مع استعراض لفساتين سيرين وبوسي، دون الدّخول في عمق الصراع النفسي الذي تعيشه كلّ منهما، مع مقاربة سطحية للمشاكل التي تدور بينهما في الكواليس، والتي تذكّر بمشاكل دارت بين فنانين جمعتهما لجنة تحكيم واحدة.

المسلسل مبهر بتنفيذه وطريقة إخراجه تحت إدارة المخرجة رندة علم، وقد تمكّنت سيرين من أداء دورها بصورة محترفة، فخرجت من صورة المرأة الطيبة التي جسّدتها في أدوارها الأخيرة، لتلعب دور المرأة الشرسة التي تحارب الجميع والجميع يحاربها.

نقطة ضعفه، في السيناريو غير المحبوك، وفي الفكرة غير الواضحة، فما هو "الديفا"، سؤال قد يجد المشاهد نفسه صعوبة في الإجابة عليه، إلا أنّ النقطة الإيجابية، هي في طريقة التنفيذ المحترف، الذي إذ ما اقترنت بنصٍ قوي تبشّر بالكثير.