أخبار لبنان

العمار في قداس "مار مارون" : لبنان يستحق منا كل تضحية وصلاة

تم النشر في 9 شباط 2020 | 00:00

قال رئيس أساقفة صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار ان " وطننا لبنان هو أرض خصبة لإيماننا وحتى يبقى يجب ان نحضر انفسنا لنستحق هذه الأرض وهذا الوطن الذي يستحق منا كل تعب وكل تضحية وكل صلاة". ..

كلام المطران العمار جاء في عظة القاها خلال قداس احتفالي بمناسبة عيد مار مارون في كنيسة مار الياس في صيدا بحضور النائب ميشال موسى وجمع من الفاعليات ومن ابناء راعايا الأبرشية .

استهل المطران العمار عظته بالدعاء الى الله أن " يمكننا من اجتياز المحن التي يعيشها وطننا ويمنحنا الحكمة لإعادة ترتيب الأولويات في حياتنا ويعطينا العزم والشجاعة لنكمل الرسالة التي بدأناها اهلنا في الشرق وفي هذه المنطقة وان نصل بشفاعة مار مارون وجميع قديسينا الى بر الأمان" .وقال" هذا العام كنيستنا ووطننا يمران في ظروف صعبة حيث على الانسان ان يتأمل اكثر ويفكر اكثر ويقرأ التاريخ ويأخذ العبر منه " .

وتوقف المطران العمار عند نص انجيلي يحكي عن حبة الحنطة وفيه أن "حبة الحنطة ان لم تقع وتمت في الأرض تبقى مفردة وان ماتت أتت بثمار كثيرة .. " مشبهاً حبة الحنطة بإلإنسان في الكنيسة وفي لبنان ، وموردا امثلة على عدة انواع من زرع حبة الحنطة " ما وقع منها على جانب الطريق فالتقطته الطيور .. وما وقع على ارض صخر ليس فيها تراب وجذرر فيبس في الشمس.. وما نبت وكبر منها مع الشوك الذي يمثل هموم العالم وكم هي كثيرة هذه الأيام وما نعيشه همّ فوق همّ ... وحبة وقعت في أرض جيدة وفي زمن مناسب فأنبتت وأعطت". وقال " نعتبر وطننا لبنان ارضاً خصبة لإيماننا وحتى يبقى كذلك يجب ان نحضر انفسنا لنستحق هذه الأرض الخصبة وتستحق جهودنا وعرقنا جبيننا والدم الذي نبذله لأجله عليها".

اضاف " نعرف ان قسماً كبيراً من شبابنا هاجروا وسافروا الى الخارج . والسؤال الذي نطرحه : لمن نترك هذا الوطن ؟ هل نتركه لمن لم يتعلم ام لمن لا يحبه ويستغله فالوطن هنا سوف يخرب.. وطننا ليس سوبرماركت نشتري منه ما نريده ، والذي لا نريده نذهب الى الخارج، والذي يحول وطنه مركزاً للعمل فقط هذا ليس وطن ،وطننا ليس فقط لنعمل فيه ، وطننا هو لنفكر كيف نعمل فيه. لا نريد ان يقدموا لنا العمل على طبق من فضة ونضع الحق على المسؤولين والسياسيين .. ربما عليهم بعض الحق ولكن يوجد حق تربوي علينا جميعًا ".

وقال" نحن لا نتربى على قاعدة كيف نفكر لنطور وطننا وكيف نتطور نحن بالوطن .لا يجب ان ننتظر من يقدم لنا الوطن على طبق من فضة فمن يعطينا الوطن على طبق من فضة يأخذه منا على طبق من ذهب. ولكن من يفكر من خلال ظروف وطنه كيف يستثمر وكيف يكون خلاقاً هذا الذي يستحق الوطن . ونحن في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها ، بحاجة الى شبيبة خلاقة تستطيع ان تعيش كيفما كان وتضع الأولويات وبكرامة وبحرية وبرأس مرفوع في وطننا وهذه هي نوعية الشباب التي نحن بحاجة لها والتي يجب ان نربيها ونحافظ عليها حتى نستحق هذا الوطن وهذه الأرض . هناك الم صحيح. وهناك صعوبات ولكن أيضا هناك انتصارات وخير وبركة ونعم من الرب وقداسة وهذه اهم بكثير من الصعوبات التي نمر بها ".

وختم المطران العمار بالقول "نحن وطننا في قلبنا وفي تاريخنا وحضارتنا ومحبتنا واستعدادنا للتضحية لأجله . هكذا يعلمنا مار مارون وتاريخ كنيستنا ويعلمنا اهلنا ، وان شاء الله نعيد ترتيب الأمور ووضع الأولويات ونكمل بهذا الوطن الذي يستحق منا كل تعب وكل تضحية وكل صلاة .. "