أخبار لبنان

‏"ثلاثاء الغضـب" يشعل وسط بيروت.. توتر ومواجهات تزامنا مع "جلسة الثقة"‏

تم النشر في 11 شباط 2020 | 00:00

لم تمنع التعزيزات الأمنية ولا الجدران الإسمنتية أو القنابل المسيلة للدموع ولا خراطيم المياه من ‏توافد الثوار وبأعداد كثيفة الى وسط بيروت مطلقين شعار "لا ثقة" في وجه حكومة ‏حسان دياب.‏

ففي "ثلاثاء الغضب"، حاول المتظاهرون تخطي العوائق الحديدية بالقرب من جريدة النهار، ‏وسط تعزيزات أمنية غير مسبوقة وانتشار أمني كثيف، ومنعت عناصر قوى الأمن المحتجين ‏حتى من الدخول سيراً على الاقدام الى منطقة البيال. وجرى تحويل السير من الصيفي باتجاه ‏الأشرفية بسبب إقفال الطريق باتجاه مبنى "النهار"، وإقفال تام في منطقة باب إدريس واستحداث ‏طوق من الإسمنت، كما جرى التدقيق في هويات الموظفين الذين يعملون في المنطقة.‏

وتمكن الثوار من فتح ثغرات في الجدار الاسمنتي الذي أقيم بين فندق "لوغراي" وصحيفة ‏‏"النهار"، وحاولوا نزع البلوكات الاسمنتية أمام مبنى النهار. وحصل تراشق بالحجارة بين ‏المتظاهرين والقوى الأمنية التي رمت المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع كما استخدمت خراطيم ‏المياه. وعمل الصليب الأحمر على إسعاف عدد من المتظاهرين نتيجة القنابل المسيلة للدموع أمام ‏مبنى "النهار".‏

إلى ذلك، أقفل المحتجون محيط فندق "فينيسيا" بالعوائق البلاستيكية فيما افترش عدد منهم ‏الأرض في محيط فندق "مونرو".‏

كذلك قطع السير عند تقاطع برج المر لبعض لوقت، وحاول محتجون في زقاق البلاط إقفال ‏الطريق المؤدي الى السرايا.‏

كما تحولت الطريق البحرية في بيروت الى شبه منطقة عسكرية نتيجة الإجراءات الأمنية المتخذة ‏لمنع المتظاهرين من الوصول الى المجلس النيابي.‏

في المقابل، وصلت مجموعة كبيرة من المحتجين الى نقطة زقاق البلاط وعناصر قوى الامن ‏والجيش تمنعها من الاقتراب باتجاه السراي الحكومي.‏

وبالقرب من مبنى الاسكوا، رمى بعض الاشخاص الحجارة على المتظاهرين.‏

في الموازاة، وصل عدد من الباصات من منطقة صيدا وانضم من فيها الى المتظاهرين في ‏القنطاري.‏

وتزامناً مع انعقاد الجلسة النيابية، تابع المحتجون كلمة حسان دياب، مطلقين هتافات "لا ثقة لا ‏ثقة وعالمجلس بدنا نفوت"، واستمر الكرّ والفرّ في محيط المجلس بين المتظاهرين والقوى ‏الأمنية حتى ساعات ما بعد الظهر، وعمّت حالة من الفوضى من محيط "النهار" وصولا الى ‏مسجد الامين، وذلك بسبب المواجهات بين المتظاهرين والقوى الامنية التي أطلقت القنابل ‏الصوتية.‏

وأقدم عدد من المحتجين على إحراق بنك "لبنان والمهجر" وسط بيروت بالقرب من مبنى ‏اللعازارية، واستقدمت القوى الأمنية المزيد من العناصر لمواجهة المحتجين وإبعادهم لناحية ‏ساحة الشهداء، فأطلقت القنابل المسيلة للدموع، فناشد المتظاهرون سيارات الاسعاف التوجه الى ‏محيط مبنى "النهار" وساحة الشهداء لإسعاف من تعرضوا لحالات اختناق. ‏

كما لجأ عدد من المحتجين إلى جامع الأمين، إلا أن القوى الامنية لاحقتهم حتى الداخل. ولاحقاً ‏جرت وساطة من إمام جامع الأمين ساهمت بإخراج عدد من المتظاهرين من ساحة الشهداء إلى ‏خلف بيت "الكتائب"، إلى أن عاد الهدوء الى وسط بيروت، في محيط مبنيي النهار واللعازارية، ‏في ساعات ما بعد الظهر.‏

منع المواكب من المرور

حاول الثوار منع النواب من الوصول الى المجلس النيابي والمشاركة في الجلسة، رغم التعزيزات ‏الأمنية المكثّفة واطلاق قنابل مسيلة للدموع اضافة الى الجدران الإسمنتية التي ارتفعت في وسط ‏بيروت.‏

وفي كل مرة كان يقترب فيها موكب أحد النواب أو الوزراء من محيط المجلس النيابي كانت ‏القوى الأمنية وعناصر الجيش تبعد الثوار بالقوّة لتسهيل وتأمين مرور الموكب، ما أدى الى ‏سقوط عدد من الجرحى، نقل بعضهم الى المستشفيات.‏

واعترض المحتجون سيارة أحد النواب، عند فندق "فينيسيا"، وأجبروها على التراجع. كما علقت ‏إحدى سيارات النواب بين المتظاهرين الذين حاولوا منعها من الدخول إلى مجلس النواب إلا أنّ ‏القوى الأمنية أمّنت لها الطريق بعد إزالة الشريط الشائك من أمامها.‏

ونالت سيارة النائب علي عسيران نصيبها من الهجوم بالبندورة خلال توجهه الى البرلمان. وتم ‏رشق سيارة وزير البيئة وشؤون التنمية الادارية دميانوس قطار بالبيض، وعملت القوى الامنية ‏على فتح الطريق وإبعاد المتظاهرين من أمام السيارة.‏

كما أقدم عدد من المتظاهرين على رمي بالونات مملوءة ببودرة تتحول إلى تلوين مائي على أحد ‏المسؤولين الذي فتح نافذة السيارة للتحدث معهم أثناء مروره بالمكان. إلى ذلك، رميت قنابل ‏الغاز على المتظاهرين لتسهيل مرور موكب النائب علي حسن الخليل.‏

من جهته، وصل وزير الأشغال العامة ميشال نجار وصل إلى المجلس على متن دراجة نارية.‏

كذلك، لاحق المنتفضون "جيب ميتسوبيشي أسود" حاول المرور من القنطاري باتجاه البرلمان ‏وتعرضوا له بالحجارة ويقال انه للنائب مروان حمادة، لكن في وقت لاحق نفى حمادة الأمر.‏

القوى الأمنية


الى ذلك، طلبت القوى الأمنية من المتظاهرين الحفاظ على سلمية التظاهر وعدم القيام باعمال ‏شغب والإبتعاد عن السياج والجدار الاسمنتي حفاظا على سلامتهم.‏

كما طلبت قوى الأمن الداخلي من المواطنين تجنّب سلوك جميع الطرقات المؤدية إلى وسط ‏بيروت.‏

وأصدرت قيادة الجيش بياناً أكدت فيه "أن أعمال الشغب والتعدي على الأملاك العامة والخاصة ‏يشوّه المطالب ولا يحققها ولا يندرج في خانة التعبير عن الرأي".‏

وفي وقت لاحق، نشر الجيش تغريدة عبر "تويتر" جاء فيها "المحافظة على سلمية التحرك ‏ضرورة لحماية الجميع".‏

من جهة أخرى، ناشدت إدارة فندق "لو غراي" في بيان، "القوى الامنية ووسائل الاعلام ‏المساعدة على حماية الفندق والعاملين فيه، بعدما تم تكسير الواجهة والدخول الى الفندق".‏

الصليب الاحمر

‏ بدوره، أعلن الصليب الاحمر نقل 40 جريحاً إلى المستشفيات الموجودة في وسط بيروت ‏وإسعاف 260 مصاباً في المكان حتى الساعة نتيجة المواجهات المستمرة بين المتظاهرين ‏والقوى الامنية في نقاط متعددة في وسط بيروت. ورفع عدد الفرق المستجيبة الى ١٣ لتلبية ‏الحاجة المتزايدة لخدماته.‏