لم تتأخر عاصمة الجنوب صيدا كعادتها منذ 14 شباط 2005 عن موعدها الدائم مع ابنها الرئيس الشهيد رفيق الحريري .
فالسنوات الـ15 التي مرت على استشهاد الرئيس رفيق الحريري وما حفلت به من ظروف واحداث كبرى ، ولا ما يعيشه لبنان حالياً من اوضاع سياسية واقتصادية وما يتعرض له تيار المستقبل والحريرية السياسية من استهداف ومحاولات اضعاف ، كل ذلك لم يخفف من عزيمة واصرار محبي الرئيس الشهيد وابناء تيار المستقبل في مدينته صيدا على التعبير عن وفائهم له .
من مختلف احياء المدينة وقطاعاتها ومرافقها ، من شبابها وشاباتها ، من رجالها ونسائها واطفالها ، جمعتهم الذكرى في وجهة واحدة قلب العاصمة بيروت لملاقاة باقي المناطق عند ضريحه وإحياء ذكراه في بيت سعد الحريري مجددين العهد له ومعه على متابعة مسيرة الرئيس الشهيد.
على مقربة من مقر تيار المستقبل في وسط مدينة صيدا ، وقف رياض الأسير ينتظر انطلاق الحافلات التي تقل المشاركين من المدينة في احياء الذكرى ، ذلك كان دأبه في هذا اليوم من كل عام طيلة السنوات الـ14 الماضية ..
" أبو العبد " الذي رغم سنواته الـ86 التي امضى نحو نصفها ناشطاً ومثابراً على العمل الاجتماعي والكشفي في مؤسسة الحريري وكشافة لبنان المستقبل ، حرص على المشاركة في احياء الذكرى في بيت الوسط ، وبكر في الحضور الى نقطة الانطلاق تعبيراً عن محبته للرئيس الشهيد .
يقول أبو العبد ، رفيق الحريري ظاهرة لن تتكرر وذكراه لا تمحى ابداً واعماله كما الشمس لا تغيب وان حجبتها بعض الغيوم لوقت قصير ، خسرته صيدا بل خسره كل لبنان وخسره اللبنانيون والطبقة العاملة خصوصاً لأنه كان رمزاً للعلم وللعمل والانتاج والانجاز ، علم 35 الف شخص وسلحهم بالعلم لمحاربة الجهل ولإنقاذهم من براثن الحرب ، وجعل منهم عقولاً وسواعد تعمل وتبني وتنير وتشق طريق غيرها فتخرجوا مهندسين واطباء ومحامين ورجال اعمال وعلماء ومبدعين ..".
ويضيف " نتوجه اليوم الى ضريح الرئيس الشهيد والى بيت الوسط لنحيي ذكراه ولنقول للشيخ سعد اننا معه والى جانبه ونشد على يديه ، واننا نفتخر به ونعتز بمواقفه وبطيبة قلبه التي لا تتوافر عند اي سياسي آخر رغم انه تلقى الكثير من الطعنات لكنه بقي صامداً ولم يتنازل بل عض مراراً على الجرح لأجل لبنان ".
ويرفض " ابو العبد " مقولة البعض ان الحريرية انتهت او تكاد ، فيقول" لا ، الحريرية السياسية والوطنية لم ولا تنتهي طالما هناك شعب مخلص ووفي حاضنا لها ، لأن تقوم على جذور الخير والمحبة للبنان والإخلاص والتضحية لأجله ، هذه المحبة وتلك القيم السامية التي غرسها رفيق الحريري ويتابعها الشيخ سعد والسيدة بهية الحريري التي نضالت وكافحت من اجل تجنيب لبنان الفتنة التي اريد له الوقوع فيها منذ جريمة الاغتيال ".
وتقول رانيا عوكل ( من منطقة "الفيلات" الشعبية في صيدا ) " رفيق الحريري هو شهيد الوطن الذي علمنا الوفاء وعلمنا ان نصون بلادنا ووحدتنا الوطنية وكان المثال والقدوة في ذلك وهو رجل عظيم لن يأتي الزمان بمثله . ونحن اليوم " نازلين " لنعبر عن وفائنا لذكراه ولنحيي الرئيس سعد الحريري ونقول له "الله يحميك ونحن على العهد مستمرون معه حتى آخر العمر " وان تيار المستقبل باق باق باق والسماء زرقاء وان شاء الله ربنا حامينا لأننا اهل حق والحق سلطان ".
ومن المفارقات ان يكون من بين المشاركين شاب يحمل اسم " سعد الحريري " يعبر بالتزامه بنهج الرئيس الشهيد عن رمزية المشاركة الصيداوية في هذه المناسبة الوطنية . فيقول " نازلين كرمال ذكرى الرئيس رفيق الحريري ، وبالنسبة لنا كل يوم منذ العام 2005 هو 14 شباط ، لأننا لا ننسى رفيق الحريري حتى نتذكره و، ولكن هذا اليوم هو لنجدد العهد للرئيس الشهيد بقيادة الشيخ سعد الحريري ولنقول له ان الحق لا يموت .. ونحن معه و"يا جبل ما يهزك ريح ".
ويقول خالد الصباغ " 14 شباط ذكرى لا تنسى .. ورفيق الحريري اقوى من النسيان .. وهو شهيد لبنان الذي اغتالوه جسدا ولم يقدروا عليه نهجاً ومشروعاً .. واغتياله كان خسارة ليس لأبناء صيدا فقط وانما لكل الشعب اللبناني .. الفقير وغير الفقير .. ونحن على درب الرئيس الشهيد ومكملون المسبرة مع الشيخ سعد شاء من شاء وأبى من أبى" .