أخبار لبنان

خيبة أمل فلسطينية من زيارة ساوندرز : لا حلّ منظوراً لأزمة الأنروا المالية !

تم النشر في 17 شباط 2020 | 00:00

لم يحمل اليوم الأول من زيارة المفوض العام لوكالة الأنروا بالإنابة كريستيان ساوندرز للبنان والتي استهلها بتفقد عدد من المخيمات الفلسطينية  ما كان ينتظره اللاجئون الفلسطينيون ويطالبون به الوكالة الدولية من تحديد موعد لبدء تنفيذ خطة طوارىء اغاثية عاجلة لمساعدتهم في مواجهة الظروف الطارئة والصعبة التي يمرون بها ، بل جاءت الزيارة أقل من عادية ولم تخرج عن طابعها الإستطلاعي الذي خيمت عليه كما على مواقف ساوندرز نفسه أزمة ألأنروا المالية والمستمرة بالمزيد من التفاقم .

ساوندرز الذي كانت ابرز محطات يومه الأول في لبنان ، مخيم عين الحلوة ، توقف في بعض مؤسسات الأنروا مثل تجمع المدارس حيث التقى ممثلين عن برلمانات الطلاب يرافقه مدير عام الأنروا في لبنان كلاوديو كوردوني ومدير الوكالة في منطقة صيدا ابراهيم الخطيب وعدد من كبار موظفيها ، حيث شدد ساوندرز  على اهمية التعليم بالنسبة للاجئي فلسطين ودعا الطلاب للتمسك به وباحلامهم وطموحاتهم. ومن ثم التقى في وقت لاحق ممثلي اللجان الشعبية الفلسطينية ومؤسسات مجتمع مدني فلسطيني واستمع منهم الى عدد من المطالب وخاصة ما يتعلق بانعكاس الأزمة المالية اللبنانية سلباً على أوضاع اللاجئين والتي يفاقمها ايضا تراجع خدمات الأنروا بشكل كبير .وتناول اللقاء مجموعة من القضايا الحياتية والإنسانية والصحية والتعليمية والإجتماعية للاجئين .

وقدم امين سر اللجان الشعبية في منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صيدا عبد الرحمن أبو صلاح عرضاً مفصلا عن هذه المطالب وابرزها : "تطبيق خطة إغاثة عاجلة للمخيمات وتحميل ساوندرز بما يمثل رسالة الى المجتمع الدولي بضرورة الوفاء بكامل الإلتزاماته تجاه قضايا وحاجات اللاجئين، بما في ذلك إعتماد موازنة ثابتة للأونروا، للتخلص من " الإبتزاز" الأميركي الاسرائيلي لها ، و تفعيل برنامج الشؤون الإجتماعية، ورفع قيمة المستحقات المالية للحالات المعوزة ومتابعة برنامج رعاية المعوقين، تسديد إستحقاقات مشروع ترميم بيوت اللاجئين في المخيمات بالدولار وبما يتناسب والإرتفاع المتسارع في أسعار مواد البناء وإعادة العمل ببرنامج المنح الجامعية وإيلاء المزيد من الرعاية والإهتمام لصحة اللاجئين الفلسطينيين وزيادة دعم العمليات الجراحية للمرضى .. " وغيرها من المطالب الصحية والتربوية والاجتماعية .

بالمقابل حرص ساوندرز على مصارحة من التقاهم في عين الحلوة بالواقع المالي المتأزم الذي تمر به الأنروا ، محيلاً ما حملوه اياه من مطالب لحين توافر الموارد المالية . وقال " ان فريق عمل الوكالة في لبنان كان اعد خطة للتدخل الطارىء لتقديم مساعدات نقدية للاجئين الفلسطينيين ونحن نسعى لإيجاد تمويل لهذه الخطة كي نتمكن من صرف هذه المساعدات ، وطالما نحن والأمم المتحدة ليس لدينا الموارد المالية الكافية فمن الصعب جدا ان نزيد من الخدمات المقدمة للاجئي فلسطين" . ورأى ان "مشكلة التمويل لا تؤثر فقط على عمل الأونروا في لبنان بل يشمل تأثيرها مناطق عمل الوكالة الخمس أي" لبنان والأردن وسوريا والضفة الغربية وغزة "، و"اننا في كل ميادين عمل الأنروا نواجه نفس التحدي وهو موضوع التمويل وفي نفس الوقت المحافظة على نفس مستوى ونوعية الخدمات رغم نقص الموارد المالية" .

وأشار ساوندرز الى ان زيارته اليوم هي "لنرى كيف يمكن ان نحسن من خدماتنا للاستجابة بشكل أفضل الى مطالبكم، وكيف يمكن ان نستغل الموارد المتاحة - على قلتها - كي نخدم اللاجئين الفلسطينيين بشكل اكثر فاعلية والأهم في هذا الموضوع هو ان يتم تأمين موازنة للأنروا قابلة للاستدامة لسنوات " كاشفاً عن انه "ليس لدى الأنروا في المدى المنظور حلّ لأزمتها المالية التي قال انها تطال ايضاً كل المؤسسات الدولية "، لافتاً الى أن " الامين العام للأمم المتحدة كان وجه خطابات الى كل الدول الأعضاء يطالبهم فيها بتسديد المستحقات وتسديد التمويل لأنه غير كاف حتى للقيام بخدمات الأمم المتحدة الأخرى".

ساوندرز اجاب على سؤال حول الموقف من صفقة القرن ولا سيما بند اللاجئين فيها ، فقال"الاونروا أنشئت بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة وهي مستمرة في تقديم خدماتها طالما طُلب منها ذلك الى ان يتم ايجاد حل عادل ودائم لقضية الشعب الفلسطيني ".

وتعليقاً على زيارة ساوندرز قال مسؤول العلاقات السياسية في حركة الجهاد الاسلامي في منطقة صيدا عمار حوران " ان هذه الزيارة جاءت مخيبة للآمال . فبعد اربعة اشهر منذ بدء الأزمة في لبنان جاء الموفض العام بالانابة والمدير العام كوردوني ليقولا لنا انه " لا توجد اموال " وأكثر من ذلك جاءوا ليطلبوا منا ان نساعدهم لحث الدول المانحة على تمويل الأونروا !. لذا يجب تكثيف الجهود وتعزيزها وتوحيد كل الطاقات وحشد تحركات شعبية في المخيمات وخارجها لمطالبة الأنروا بالقيام بواجباتها تجاه شعبنا الفلسطيني الذي اصبح كله بحاجة نتيجة الأزمة المالية في لبنان".

وكان ساوندرز وصل صباحا الى عين الحلوة حيث كان في استقباله عند المدخل الشمالي للمخيم "قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب، وأمين سر حركة فتح ومنظمة التحرير في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، وقائد "القوة الفلسطينية المشتركة" العقيد عبد الهادي الأسدي. وسبق ذلك زيارة قام بها ساوندرز  لمركز سبلين للتدريب واطلع على الخدمات والمبادرات التي تقوم بها الوكالة لتمكين لاجئي فلسطين خصوصا منهم الشباب. وتوقف في مختبر الابتكار وتعرف على الأنشطة المختلفة التي يقدمها والجهود التي تقوم بها وحدة الشباب التابعة للأونروا بشكل عام، وابدى ساوندرز اعجابه بالمبادرات الشبابية المختلفة. وفي لقاء مع مجموعة من الشباب في المركز، استمع منهم للتحديات التي يواجهونها ولطموحاتهم وتطلعاتهم للمستقبل خصوصاً في ظل الظروف الصعبة الحالية.

واختتم ساوندرز جولته  في مخيم الرشيدية في منطقة صور حيث اطلع هناك على موقع اعادة التدوير وعلى البيوت المواجهة للبحر والتي تضررت بسبب العواصف الاخيرة. وكان له لقاء مع مجموعة العمل لتحسين المخيم ومع اللجنة الشعبية ومسؤولين فلسطينيين حيث ناقش معهم ظروفهم الحياتية والمعيشية والمشاكل والتحديات التي يواجهونها.