وجّه "اللقاء الشبابي الاسلامي -المسيحي" الذي انعقد في مركز التنمية والحوار في مجدليون نداءً الى كافة الشبيبة اللبنانية ضمن الهيئات الدينية او خارجها، للإستفادة من اللحظة التاريخية التي يعيشها الوطن ليعمقوا التزامهم في بناء لبنان الجديد ولتوسيع مساحات الحوار كي يتسنى للجميع المشاركة في مناقشة المشاكل الحالية والتقييم المستمر من اجل بلورة رؤية وطنية تهدف لتخطي الأزمات الراهنة وتؤسس لقيام جمهورية جديدة تلّبي طموحات اللبنانيين ".
اللقاء الذي انعقد في مركز التنمية والحوار في مجدليون تحت عنوان " معاً من أجل لبنان" بدعوة من المعهد المسكوني للشرق الأوسط وحلقة التنمية والحوار وحركة الشبيبة الارثوذكسية وشبيبة الأبرشية من اجل الكنيسة ،شارك فيه حوالي 70 شاباً وشابة مسلمين ومسيحيين وتضمن حلقات حوارية حول مواضيع العدالة والمواطنة كمدخلين اساسيين تتعاون عبرها الشبيبة لبناء تصور عملي يترجم تطلعها للبنان الجديد يكون للشبيبة المؤمنة فيه دور نهضوي اساسي واختتم بمشاركة البطريرك السابق للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام ورجال دين مسيحيين ومسلمين.
استهل اللقاء بكلمة ترحيب من رئيس التنمية والحوار اميل إسكندر والدكتور زاهي عازار باسم المعهد المسكوني للشرق الأوسط ، ثم استؤنفت اعمال اللقاء بـ"مدخل حول المواطنة" للصحافية بادية هاني فحص تلاها الأمين العام لحركة الشبيبة الأرثوذكسية فادي نصر بـ"مدخل الى العدالة الاجتماعية ". ثم توزع المشاركون على حلقات عمل توجت بجلسة عامة شارك فيها عدد من رجال الدين المسلمين والمسيحيين وتخلله نقاش وحوار حول نتائج الحلقات مع تطلعات مستقبلية لدور الشبيبة في رسم صورة لبنان الجديد على قاعدة التنوع والعيش الواحد.
بعد ذلك وجه المشاركون نداءهم الذي اكدوا فيه "ان لبنان وطنًا لجميع ابنائه ووطن الرسالة والحوار والانفتاح، وان اساس قيام الدولة هو عمل المؤسسات في ظل المساواة والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الانسان ، وإن الدولة المدنية الحديثة القائمة على مبدأ المواطنة هي الكفيلة بوقف النزاعات وهدر الطاقات ووضع لبنان على خارطة الدول المتقدمة".
واعتبر المشاركون في ندائهم" إن الأزمة العميقة التي يمّر بها الوطن حاليًا والمطالب الشعبية ضدّ الهدر والفساد واللاعدالة الاجتماعية لا بد ان تسهم مع كل مكونات المجتمع المدني في بناء لبنان الجديد الذي يلّبي طموحات أبنائه وبخاصة جيل الشباب، منادين كافة الشبيبة اللبنانية ضمن الهيئات الدينية (مسلمين ومسيحيين) او خارجها، للاستفادة من اللحظة التاريخية التي يعيشها الوطن منذ 17 تشرين الأول 2019 ليعمقوا التزامهم ببناء لبنان الجديد " ولأن يكونوا باستمرار صمام امل جديد يرفع دومًا الشعب اللبناني نحو آفاق جديدة واعدة ".
واكد المشاركون على" أهمية التواصل الاجتماعي البنّاء والاعلام المرافق كعناصر أساسية لتمتين المدّ الشبابي الملتزم هذا البناء التجديدي وعلى أهمية تنمية الوعي البيئي بكافة مكوناته وقونانته كتوجه أساسي في بناء وطن يشبه تطلعات الشبيبة".
ورأى المشاركون ان "الايمان الديني يمكن ان يكون معززًا لبناء العدالة الاجتماعية والمواطنة اذا ما تبلور وعي الشبيبة انه ممكن تحرير الايمان من الطائفة، آملين في ان تتوسع هذه الحلقات الحوارية لتشمل الجمعيات والمدارس والجامعات لمناقشة المشاكل الحالية مع اعتماد تقييم مستمر من اجل بلورة رؤية وطنية واحدة تهدف الى تخطي الازمات الراهنة وتؤسس لقيام جمهورية جديدة تلّبي طموحات اللبنانيين في الاستقرار والازدهار والحفاظ على دور لبنان الحضاري في محيطه العربي والعالم اجمع".
وانتهى اللقاء بكلمة ودعاء من الأب وليد الديك الذي دعا الله " ان يلهمنا في هذا الزمن المضطرب الى طيّ صفحة الماضي بآلامه ومحطاته السوداء بعد ان تعلمنا دروسًا كثيرة في المصالحة والانتماء والمواطنة والعدالة الاجتماعية والحوار والشراكة". وقال" اننا إذ نقف اليوم على عتبة مرحلة جديدة نستشرف من خلالها مستقبلاً يضمن لأجيالنا مناخًا واثقًا من الحرية والعدالة والعيش الكريم نرى ان هذه الأمور لن تتأتى الا من خلال عمل دؤوب وبرنامج واضح لتأسيس نظام سياسي ينفض عنه اثقال الطائفية في السياسة والإدارة وكل جوانب الحياة العامة .. كما ندعو الى نبذ كل الموروثات البالية التي قبضت على الحياة السياسية والإدارية .." .وحثّ الشباب على التشبث بوطنهم وارضهم ووحدتهم معتبرا ان " لبنان الجديد لن يبنى الا بسواعد شبابه وارادتهم " داعياً اياهم لـ"خوض غمار الحياة السياسية والمشاركة في الانتخابات القادمة والسهر على محاسبة السلطات والمسؤولين حتى نتجاوز لبنان الطوائف والمحاصصة والعنف والشعارات الى لبنان الجديد الذي يلبّي طموحاتكم واحتياجاتكم ويكون قادرًا على مواكبة العصر ".
وختم بالدعاء "اللهم ربنا، رب الخليقة واله البشرية جمعاء، ساعدنا لتجعل من حياتنا مستودعا لرحمتك ومن قلوبنا عرشا لمحبتك ومن ارادتنا اداة لعنايتك ولتحقيق مقاصدك.. ساعدنا لكي نعيش مع بعضنا البعض بسلام وإخاء وان نبتعد عن تجارب الحقد والكراهية والكبرياء".