20 آذار 2020 | 20:12

منوعات

أمهات السينما العربية في عيد الأم: أيقونات فنية من جيل العملاقة

أمهات السينما العربية في عيد الأم: أيقونات فنية من جيل العملاقة

برعن في تجسيد دور "الأمومة"(٢/١)

زياد سامي عيتاني*

في الحادي والعشرين من شهر آذار كل عام، يحتمل العالم بأسره بأعظم عيد على الإطلاق ألا وهو عيد الأم، التي تعجز كل الكلمات في توطيف عظمة هذه المناسبة الجليلة...

ومع هذا الإحتفال المجيد نذتذكر أيقونات فنية من جيل العمالقة من أبرع وأبرز الممثلات اللواتي جسدن دور الأم في تاريخ الأفلام والدراما العربية، واللواتي أصبحن مثالاً للأمومة بما تختزن وترمز إليه من عطاء وتضحية وحنان بلا حدود...

وتجسيد دور الأم على الشاشة ليس بالأمر البسيط كما يعتقدالكثيرون، فمشاعر الأمومة ليس من السهل أن تجسدها فنانة لم تذق طعمها، لكن الغريب أن أمهات السينما المصرية لم يذقن طعم الأمومة في حياتهم الخاصة، ومع ذلك إستطعن أن يجسدن دور الأم ببراعة، مما جعلهن يحصلن على لقب أمهات السينما المصرية، فمشاعر الأمومة الجياشة التي كانت تؤديها كل منهن على حدى كانت تجعلك تشعر وكأنها والدتك الحقيقية التي تخاف عليك، وتبكي عليك وتسهر على راحتك.

وبمناسبة عيد الأم، نوجه تحية وفاء وتقدير لأبرع الممثلات اللواتي أدينا بصدق وحنان متدفق دور الأم، من خلال الإضاءة على أعمالهن، عبر جزئين متتاليين:

•فردوس محمد " أم السينما المصرية ":

(13 حزيران1906 - 30 كانون الأول 1961)

‫لقبت فردوس محمد بـ"أم السينما المصرية"، إذ ساعدتها ملامحها المصرية الخالصة، وطيبتها التى تميز أمهات مصر أن تنال هذا اللقب، فظهرت فى العديد من الأفلام بصورة الأم المثالية التى تفنى أيامها فى سبيل تربية أبنائها، ‬

ولعبت الفنانة فردوس محمد دور الأم لأغلب فناني السينما المصرية على الرغم من أنها كانت فى بعض الأحيان أصغر سنًا من غالبيتهم ، ولكن موهبتها وقدرتها على أداء دور تجتاز هذه المفارقة بنجاح باهر فهي مثلا أصغر سنًا من كل من أم كلثوم ، ويوسف وهبي ، ومحمد عبد الوهاب، وعديد من الممثلين الكبار التي عملت معهم.

ويرجع البعض براعة فردوس محمد فى أداء دور الأم إلى أنها عاشت يتيمة الأبوين وتزوجت وانفصلت وهى صغيرة السن، ثم إنضمت إلى فرقة عبدالعزيز خليل وعملت خلالها فى عديد من الأوبريتات.

وبالرغم من لقبها "أم السنما المصرية" فأنها حرمت من هذا الإحساس، فلم تكن محظوظة مع الإنجاب في الواقع. إذ توفي لها ثلالثة أبناء بعد ولادتهم، وحين رزقت بالمولودة الرابعة، أعلنت أنها تبنتها خوفاً من الحسد، وذلك كما نصحتها إحدى صديقاتها المقربات، بأن تخفي الأمر، وتقول إن المولود توفي كالعادة. ولكن لم تستطع أن تمنع مشاعرها عند زواج إبنتها "سميرة"، لتعترف أمام الجميع بأنها إبنتها، وإلى جانب هذا كانت مريضة بالسرطان، وعانت في أواخر حياتها بشدة من المرض حتى رحلت عن عمر يناهز ٥٥ عاماً.

فلا تنسى أدوار فردوس محمد كأم لشكري سرحان في "شباب امرأة"، ومربية لليلي مراد في "غزل البنات"، والأم التي تردد الأمثال الشعبية في "قمر 14"،  والتي ترفض المال الحرام من فريد شوقي ابنها في "الأخ الكبير"، ودورها في "إحنا التلامذة"، ومع العندليب في "حكاية حب"، وأم عنترة في "عنتر بن شداد"، والأم القوية في "صراع في المينا"، وأم الضابطين في "رد قلبي".

‫ولعل أبرز مثال لحملها لقبها فيلم "شباب امرأة"، حيث جسدت دور الأم التى تسعى لتوفير النفقات لنجلها الذى يسافر إلى العاصمة للالتحاق بالتعليم الجامعى، كما قدمت دور الأم البسيطة التى تسعى للحفاظ على حياة أبنائها الخاصة فى فيلم "عفريتة إسماعيل يس" فكانت طيلة أحداث الفيلم تسعى لإصلاح حياة نجلها الوحيد، وظهرت فى دور الأم الكفيفة التى على الرغم من عجزها تسعى لتربية نجليها وذلك فى فيلم "حكاية حب، هذا هو الحب، إبن النيل، الأفوكاتو مديحة" وكان دورها الأشهر فى فيلم عنتر ابن شداد وتجسيد معاناتها تضامنا مع مشكلة نسب ابنها عنتر خاصة مشهد معرفتها بخبر هلاكه.‬

•أمينة رزق " عذراء السينما المصرية ":

(15 نيسان 1910 - 24 تموز 2003)

"عذراء السينما المصرية" ليس مجرد لقب منح للراحلة أمينة رزق، لكنه كان واقع حقيقي، فأمينة رزق تزوجت الفن، وكانت أمينة رزق تحظى بإحترام كل العاملين في المجال الفني، وتعتبر مثالا يحتذى به في التفاني في عملها وإنضابطها، واعتبرها الجميع بمثابة أم حقيقية لهم، فكانت الراحلة تتمتع بطيبة قلب، فكان الجميع يناديها ماما أمينة، رغم أنها لم تتزوج، ولم تعش إحساس الأمومة الحقيقي ولكنها أدته أفضل ما يكون الأداء.

وتميزت الفناة القديرة أمينة رزق بملامح وجهها المصرية البسيطة، وحنانها الجارف وجهها المليئ بمشاعر الأمومة مع مسحة من الحزن، الذى جعلها تتربع ملكة على عرش "الأم" وتمثيللها ببراعة.

برعت أمينة رزق فى تقديم أدوار التراجيديا، التى أجادتها، وتميزت بأدائها لدور الأم المثالية.

وبالطبع لا ينسى دورها العظيم في فيلم "بداية ونهاية" للكاتب العالمي نجيب محفوظ، وكذلك أدوارها في أفلام "التوت والنبوت"، و"قنديل أم هاشم"، و"عودي يا أمي"، و"المجرم"، و"بورسعيد"، و"التلميذة"، و"بائعة الخبز" "الشموع السوداء"، وأيضا دورها المميز في فيلم " دعاء الكروان"، للكاتب الكبير الراحل طه حسين...

وكان أول دور أم جسدته أمينة رزق عام ١٩٤٥ في فيلم "الأم" ولم تكن تجاوزت عمر الـ٣٥ سنة .

‫•آمال زايد "الأم المقهورة":‬

(27 أيلول 1910 - 23 أيلول1972)

تعد آمال زايد من أشهر من مثلن دور الأم في السينما المصرية في حقبة الستينات، وتنوعت أدوارها بين الكوميديا والتراجيدى، فلا يستطيع أحد أن ينسى دورها الكوميدى في فيلم "طاقية الإخفاء"، وفيلم "عفريت مراتى". أما على الصعيد التراجيدى فقد برعت فيه في العديد من الأفلام على رأسها بين "القصرين"، و"شيء من العذاب"، و"شيء من الخوف"، و"بياعة الجرايد".

‫وقد تركت آمال زايد علامة مميزة وبصمة حقيقة عن شخصية الأم المصرية فى السينما، وذلك من خلال دورها المميز فى فيلم "بين القصرين"، إذ وصفت هذه الشخصية بأنها الأقرب لواقع الأمهات الطيبات المصريات اللواتي يعانين من تسلط الأزواج مع الزوجات والأبناء، لكنها على الرغم من ذلك تسعى لتكون الجانب العكسى لشدة الآباء، وتحتضن أبناءها.‬

كذلك، من الصعب نسيان" الست أمينة" الأم الفطرية زوجة السيد عبد الجواد "يحي شاهين في فيلم "قصر الشوق".

‫كما أجادت تجسيد دور الأم المغلوب على أمرها فى فيلم "شىء من الخوف" بطولة شادية ومحمود مرسى وإخراج حسين كمال.‬

-يتبع: هدى سلطان، عزيزة حلمي، فاتن حمامة، شاديا، وكريمة مختار.

*إعلامي وباحث في التراث الشعبي.








يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

20 آذار 2020 20:12