6 نيسان 2020 | 09:53

عرب وعالم

كيسنجر: تداعيات "كورونا" قد تستمر لأجيال.. وستغيّر النظام العالمي

كيسنجر: تداعيات

توقّع وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر أن "جائحة كورونا ستغيّر النظام العالمي ‏للأبد، وتداعياتها قد تستمر لأجيال عديدة".‏

وفي مقال له بصحيفة “وول ستريت جورنال”، أوضح كيسنجر أن الأضرار التي ألحقها تفشي ‏فيروس كورونا المستجد بالصحة قد تكون مؤقتة، إلا أن الاضطرابات السياسية والاقتصادية ‏التي أطلقها قد تستمر لأجيال عديدة.‏

وقال: "إن الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم الآن بسبب الوباء الفتاك، أعادت إلى ذهنه ‏المشاعر التي انتابته عندما كان جنديا في فرقة المشاة خلال مشاركته في الحرب العالمية الثانية ‏أواخر عام 1944، حيث يسود الآن الشعور نفسه بالخطر الوشيك الذي لا يستهدف أي شخص ‏بعينه، وإنما يستهدف الكل بشكل عشوائي ومدمر".‏

أضاف كيسنجر أنه رغم أوجه الشبه بين تلك الحقبة البعيدة وما نعيشه اليوم، فإن هناك فرقا مهما ‏يتمثل في كون قدرة الأمريكيين على التحمل في ذلك الوقت عززها السعي لتحقيق غاية وطنية ‏عظمى، بينما تحتاج الولايات المتحدة في ظل الانقسام السياسي الذي تعيشه اليوم إلى حكومة ‏تتحلى بالكفاءة وبعد النظر للتغلب على العقبات غير المسبوقة من حيث الحجم والنطاق العالمي ‏المترتبة على تفشي الوباء.‏

وأشار إلى أن "قادة العالم يتعاطون مع الأزمة الناجمة عن الوباء على أساس وطني بحت، إلا أن ‏تداعيات التفكك الاجتماعي المترتب على تفشي الفيروس لا تعترف بالحدود".‏

واعتبر أن الجهود المبذولة لمواجهة تفشي الوباء، رغم ضخامتها وإلحاحها، ينبغي أن لا تشغل ‏قادة العالم عن مهمة أخرى ملحة تتمثل في إطلاق مشروع موازٍ للانتقال إلى نظام ما بعد ‏كورونا.‏

وأكد أنه "لا يمكن لأي دولة، حتى وإن كانت الولايات المتحدة، أن تتغلب على الفيروس بجهد ‏وطني محض، وأن التعاطي مع الضرورات المستجدة الآن ينبغي أن يصاحبه وضع رؤية ‏وبرنامج لتعاون دولي لمواجهة الأزمة، مبينا أن الإخفاق في العمل على المحورين في آن واحد ‏قد تترتب عليه نتائج سيئة".‏

وحث كيسنجر الإدارة الأميركية على التركيز على ثلاثة مجالات رئيسية لمواجهة تداعيات الوباء ‏محليا وعالميا، أولها تعزيز قدرة العالم على مقاومة الأمراض المعدية، وذلك من خلال تطوير ‏البحث العلمي، ثانيا السعي الحثيث لمعالجة الأضرار التي لحقت بالاقتصاد العالمي جراء تفشي ‏الوباء والتي لم يسبق أن شهدت البشرية مثيلا لها من حيث السرعة وسعة النطاق، ثالثا حماية ‏مبادئ النظام العالمي الليبرالي.‏

وختم كيسنجر مقاله قائلا: “إن التحدي التاريخي الذي يواجه قادة العالم في الوقت الراهن هو ‏إدارة الأزمة وبناء المستقبل في آن واحد، وإن الفشل في هذا التحدي قد يؤدي إلى إشعال العالم”.‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

6 نيسان 2020 09:53