5 أيار 2020 | 16:42

عرب وعالم

إيران "متورطة" بنقل كورونا إلى الشرق الأوسط.. بالتفاصيل والوثائق!

إيران


ساهمت شركة الطيران الإيرانية " طيران ماهان" في انتشار كوفيد-19 في أنحاء الشرق الأوسط، منتهكة بذلك قرارات حظر فرضتها دول عدة، وفق تحقيق أجرته "بي بي سي عربي" الذي أظهر أن "ماهان" سيرت رحلات من إيران إلى العراق والإمارات العربية المتحدة وسوريا وبالعكس منتهكة مئات المرات قرارات الحظر المفروض على الشركة بين أواخر كانون الثاني/ يناير وآذار/مارس. وقال التحقيق لا بد أن تكون جميع هذه الدول قد منحت طيران "ماهان" إذنًا بالهبوط.

ووجهت انتقادات كثيرة لـ "ماهان" لمخاطرتها بصحة المسافرين والطواقم الجوية. وأُسكت أفراد الطاقم بعد تهديدهم بالإحالة إلى القضاء، عندما عبروا عن مخاوفهم بشأن "نشر الفيروس إلى أحبائهم وبلدهم".



وفي أواخر شباط/ فبراير ذكرت مصادر من داخل شركة ماهان أن أعراض الإصابة بكورونا بدأت بالظهور على أكثر من 50 فرداً من أفراد طاقمها.

فلجأ أفراد الطاقم إلى وسائل التواصل الاجتماعي للشكوى من عدم منحهم معدات خاصة أو ملابس واقية.

وفي مقال نشرته صحيفة "روزنامة شرق"، عبر العاملون في طيران "ماهان" عن قلقهم من عدم السماح لهم بالعزل الانفرادي بعد عودتهم من الصين وأنهم أُجبروا على مواصلة العمل.

وفي 18 نيسان/ أبريل، وقّع 1300 من العاملين في طيران "ماهان" على رسالة مفتوحة يتهمون فيها شركة الطيران بسوء إدارة الأزمة.

كما ذكرت الرسالة التي نُشرت في "أفيا نيوز" أن مطالبات العاملين بمعدات الوقاية الشخصية التي أوصى بها اتحاد النقل الجوي الدولي قد أهملت بصورة متكررة

وحصلت "بي بي سي" على نسخة اتفاق التزام بالسرية وُزع على العاملين في طيران ماهان، يهددهم بمحاكمة جنائية إذا جاهروا بمخاوفهم.

وكانت إيران أوقفت كل رحلاتها من الصين وإليها في 31 كانون الثاني/يناير ثم منعت دول عدة الرحلات القادمة من إيران في شباط/ فبراير وآذار/ مارس الماضيين، بعدما أصبحت إيران بؤرة وباء فيروس كورونا في الشرق الأوسط.



وبتتبع بيانات خطوط الرحلات والتحدث مع مصادر في لبنان والعراق، استطاعت بي بي سي عربي تأكيد أن أولى حالات الإصابة بكوفيد-19 في هذين البلدين كانت لمسافرين في رحلات طيران ماهان.

ففي 19 شباط/ فبراير الماضي، سافر طالب إيراني في رحلة طيران ماهان رقم W55062 من العاصمة الإيرانية طهران إلى مدينة النجف في العراق.

وقد سُجل كأول حالة رسمية للإصابة بكوفيد-19 في 24 شباط/ فبراير في البلاد.

وفي 20 شباط / فبراير الماضي، عادت امرأة لبنانية في الحادية والأربعين من عمرها إلى العاصمة اللبنانية بيروت بعد زيارة مدينة قم، في رحلة طيران ماهان رقم W5112.

وفي اليوم التالي سُجلت كأول إصابة مؤكدة بالفيروس في لبنان.

ورغم هاتين الحادثتين اللتين أثارتا غضباً في البلدين كليهما، واصلت شركة طيران ماهان رحلاتها.

في 20 شباط/ فبراير علقت الحكومة العراقية رحلات الطائرات من إيران وإليها، لكن ما لا يقل عن 15 رحلة أخرى جرت بعد صدور قرار المنع. وأقلت العديد من تلك الطائرات زواراً من إيران إلى المدن العراقية المقدسة بموافقة الحكومة العراقية.

وقالت الحكومة العراقية إن الرحلات كانت رحلات عودة حصلت على موافقة هيئة الطيران المدني العراقي، وأن الرحلات الجوية من العراق إلى إيران ستستمر ، لكن المسافرين من إيران ممنوعون من دخول العراق.

وفي ذروة انتشار كوفيد 19 في الصين، واصلت "ماهان" رحلاتها بين إيران والمدن الصينية الكبرى الأربع، وهي بيجين، وشنغهاي، وغوانزهو، وشينزين.

ولا بد أن تكون إيران قد منحت شركة ماهان إذنًا بخرق حظر السفر مع الصين الذي فرضته الحكومة الإيرانية ذاتها في 31 كانون الثاني/ يناير

ونشرت " ماهان" صوراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي الصينية تظهر أن ستاً من رحلاتها بين أواخر كانون الثاني/ يناير، والعشرين من نيسان/ أبريل قد استخدمت للإغاثة، وحددت أربعاً منها استخدمت لإجلاء مواطنين إيرانيين من الصين، وكان آخر تلك الرحلات في 5 شباط / فبراير الماضي.



وبإجراء مزيد من التحليل لبيانات تعقب الرحلات يمكن الكشف عن أن 157 رحلة للشركة قد أقلعت بعد ذلك التاريخ، في تحد لحظر الطيران الإيراني مع الصين.

كما استمرت الشركة في لعب دور رئيس في نقل المسافرين من إيران إلى دول أخرى خلال ذروة انتشار الفيروس فيها.

ورغم حظر الرحلات من إيران إلى الإمارات في 25 شباط/ فبراير سيرت "ماهان" 37 رحلة أخرى حتى آذار/ مارس

وفي 8 آذار/ مارس علقت سوريا كل الرحلات من إيران وإليها. لكن "ماهان" سيرت ثماني رحلات أخرى بعد دخول ذلك القرار حيز التنفيذ.

كما قامت شركة طيران ماهان أيضاً بتسيير 37 رحلة إلى دبي، و19 رحلة إلى تركيا، و20 رحلة إلى وجهات أخرى، بما فيها إسبانيا وماليزيا وتايلاند.

وكان هناك شركات طيران أخرى تقوم برحلات من إيران وإليها في الوقت نفسه. لكن " ماهان" كانت الوحيدة التي انتهكت قرارات الحظر على نطاق واسع

يذكر أن القطاع الخاص في إيران يتولى تشغيل طيران "ماهان" وتقول الشركة إنها تملك 55 طائرة، وتنقل سنوياً قرابة خمسة ملايين مسافر إلى 66 وجهة حول العالم.ولدى الشركة ارتباطات بفيلق الحرس الثوري الذي يتمتع بنفوذ كبير في إيران، وهو فرع من القوات المسلحة الإيرانية.

وبالتالي فقد سبق وأن خضعت الشركة لمراقبة أميركية انتهت بفرض عقوبات عليها، بعد اتهامها بنقل أسلحة وشخصيات بارزة لصالح الحرس الثوري. وتدعم الشركة عمليات إيران في سوريا ولبنان والعراق التي ترتبط بعض الجهات فيها بعلاقات قوية مع الحرس الثوري الإيراني


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

5 أيار 2020 16:42