أثار مقتل الطفلة (ن عبد الغني) البالغة من العمر 9 سنوات من بلدة الروضة في البقاع الغربي شنقاً اثناء لهوها مع رفاقها في محاولة لتقليد مشهد في مسلسل " البحر الأسود" التركي ما أدى الى وفاتها، حالة من الغضب في الشارع اللبناني، وسط تساؤلات عن تساهل قناة "الجديد" في فرض رقابة على المسلسل، وسماحها بعرض مشاهد العنف التي يحتويها دون حذفها.
وكانت الطفلة قد توفيت عندما حاولت تقليد مشهد.شنق البطلة، ما أدى الى كسر عنقها ووفاتها فوراً.
_المشهد القاتل
وكانت قناة "الجديد" قد عرضت حلقة من مسلسل "البحر الاسود" من دون حذف مشهد تعليق احدى بطلاته على المشنقة وقتلها.
واستغرق عرض المشهد أكثر من خمس دقائق، وظهرت الممثلة وهي تحاول النفاذ من الحبل قبل أن يصل البطل لفكها عن حبل المشنقة.
ويتناول المسلسل قضية العنف ضد النساء في تركيا، وقد انتقد بشدة لما يحتويه من عمليات القتل والخطف واطلاق النار، وهو ما عرّضه إلى مشاكل مع الرقابة التركية وتم تغريم صناعه أكثر من مرّة.
_قصة المسلسل
المسلسل الذي عرض قبل سنتين في تركيا تحت عنوان "اشرح أيها البحر الأسود"، يتناول بشكل مركز قضية العنف ضد المرأة وتأثيره النفسي والاجتماعي عليها.
وتدور أحداثه حول شابة يحتجزها رجل لبضع سنوات رغماً عنها ويقوم بالاعتداء عليها، وتحاول الهرب منه عدة مرات لكنه يتمكن من إرجاعها وإيذائها بدنياً ونفسياً في كل مرة.
_ انتقادات تركية للمسلسل
تعرّض المسلسل لإنتقادات في تركيا، ورغم نجاحه جماهيرياً، اتهمته الصحافة بالتشجيع على العنف بصورة مبالغ بها.
وأثار أكثر من مرة حالات غضب جماهيرية، بسبب مشاهد العنف القاسية التي لم يكن لها أي مبرر درامي.
وامام هذا الاتهام الخطير رد منتج ومخرج المسلسل عثمان سيناف على الضجة الكبيرة التي أُثيرت حول العنف في المسلسل فقال في تصريح له: " نسعى لزيادة الوعي ضد العنف، كسرنا إصبعين فقط، لم نقطع حلق أحد أو نقتل أحدًا بالسلاح. لا تنسوا في بلدنا هناك نساء قُتلن أمام أطفالهن. نساؤنا يتعرضن للعنف والاغتصاب. إنّهن يعشن في الواقع ما هو أسوأ بكثير".
وأضاف سيناف أن الكثير من النساء يتجهن إلى موقع التصوير ويتحدثن بأن شخصية "نفس" التي تتعرض للتعنيف تشبه حياتهن وما يعانين منه على أرض الواقع.
_هيئة الرقابة التركية تتدخل
هيئة الرقابة RTÜk في تركيا كانت قد حذّرت صنّاع الدراما من مشاهد العنف في المسلسلات؛ ونتيجة لذلك قرر المنتجون تقليل هذه المشاهد في مشاريعهم القادمة، خصوصاً بعد حادث مقتل مواطنة تركية تدعى أمينة بولوت على يد طليقها ذبحاً امام ابنتهما في مكان عام الصيف الماضي، حيث التقطت الجريمة عدسات كاميرات المراقبة.
واتهمت الصحافة التركية يومها المسلسلات بتشجيع العنف، وقامت هيئة الرقابة بتشديد العقوبات على مشاهد العنف، وبتغريم " البحر الأسود" أكثر من مرّة لتضمنّه مشاهد عنيفة.
يذكر ان الدراما التركية تصدرت نسب المشاهدة في لبنان في رمضان الجاري، متفوقة على كل الانتاجات العربية، ما يجعل من مراقبة محتواها ضرورة قصوى كي لا تتكرر المأساة من جديد.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.