31 أيار 2020 | 11:49

أخبار لبنان

الراعي: نرفض تحوّل تطوير النِّظام اللُّبنانيّ إلى ذريعةٍ للقضاء على البلد

الراعي: نرفض تحوّل تطوير النِّظام اللُّبنانيّ إلى ذريعةٍ للقضاء على البلد

قال البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة الأحد إن الإنسان الذي لا يصلّي، لا يسمع حاجات النَّاس بل أنانيَّتَه ومكاسبَه غير المشروعة؛ ولا يتردّد في أعماقه صدى صوت لبنان الحضاريّ ذي الخصوصيَّة الرَّاقية، بل صدى الرُّوح الطائفيَّة والمذهبيَّة المستوردة والبغيضة.

وأضاف "وهنا مكمن الفساد السِّياسيِّ والماليِّ والإداريِّ عندنا. وهذا ما أوصلَ بلادنا إلى الإفلاس، وإلى المأساة المعيشيَّة والاجتماعيَّة التي نعيشُها. وهذا ما شوَّه وجه لبنان الشَّراكة والرِّسالة والدَّولة المدنيَّة الوحيدة في الشَّرق، التي تفصل بين الدِّين والدَّولة"

وتابع أن "الدَّولة المدنيَّة في لبنان تحترم جميع الأديان وشرائعها وتضمنها، كما تنصُّ المادَّة التَّاسعة من الدُّستور. فلا دين للدَّولة في لبنان، ولا أيّ كتابٍ دينيٍّ مصدرٌ للتَّشريع المدنيِّ، ولا استئثار لأيِّ مكوِّنٍ مِن مكوِّناته بالسُّلطة السِّياسيَّة بكلِّ وجوهها."

وأردف الراعي "أمَّا خصوصيَّة الدَّولة المدنيَّة في لبنان فهي نظامه الدِّيمقراطيّ، وحرِّيَّاته العامَّة، وميثاقه الوطنيُّ للعيش معًا، مسيحيّين ومسلمين، بالولاء الكامل والاستئثاريِّ للوطن اللُّبنانيّ، وهذا الميثاق هو روح الدُّستور، وهو مترجَمٌ في صيغة المشاركة المتساوية والمتوازنة في المؤسَّسات الدُّستوريَّة والإدارات العامَّة.

وقال "نرفض أن تتحوَّل عمليَّة تطوير النِّظام اللُّبنانيّ إلى ذريعةٍ للقضاء على لبنان، هذا الخيار التَّاريخيّ بخصوصيَّاته. إنَّ لبنان الدَّولة المدنيَّة والشَّراكة والرِّسالة موجودٌ منذ مئة سنة. فلا يُخترع اليوم من العدم والفراغ. كان لبنان قبل أن نكون، وسيبقى بعدنا. لبنان أمَّةٌ موجودةٌ في التَّاريخ والحاضر، وفي الجغرافيا والوجدان، وقد تأسَّست بالإرادة والنِّضال. وحدها الحقيقة التَّاريخيَّة تبقى، أمَّا الباقي فمرحليٌّ وزائل.

وأضاف "لذا يدعونا الواجب للدِّفاع عن هذا الكيان. لقد نذرنا أنفسنا للبنان حرًّا وللبنانيِّين أحرارًا. معًا يعيشون، ومعًا يقاومون كلَّ احتلال وتعدٍّ بقيادة الدَّولة وشرعيَّتها وجيشها. إنَّ لبنان كقيمةٍ ثمينة لا يزال يثير اهتمام الأسرة الدَّوليَّة، وبالتَّالي ليس دولةً متروكةً ومستباحة.فلا يحقّ للجماعة السِّياسيَّة أن تتصرَّف في شؤون البلاد والمواطنين بقلَّة مسؤوليَّة، وبذات الرُّوح التي أوصلَت الدَّولة إلى الحضيض".

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

31 أيار 2020 11:49