كل الروايات السابقة سقطت أمام الرواية الكاملة التي عرضتها منصة "شاهد" لجريمة مقتل الشاب محمد الموسى على يد الطبيب فادي الهاشم زوج الفنانة نانسي عجرم ليلة الخامس من كانون الثاني الماضي في فيلته في منطقة نيو سهيلة.
الوثائقي الذي أعده الاعلاميان جو معلوف ورامي زين الدين، أعاد القضية إلى الاضواء، رغم التساؤلات حول جدوى إعادة فتحها من جديد بعد مرور اكثر من ستة اشهر على وقوعها، انشغل بعدها لبنان والعالم بفيروس كورونا وما نتج عنه من تداعيات اقتصادية.
الضجة التي اثارها الوثائقي، أثبت أن القضية لا تزال قضية رأي عام، وأن الهاشم الذي صمت مطولاً كان لديه الكثير ليقوله، ليثبت أنه ليس مجرماً وأن القتيل مات ظالماً وليس مظلوماً.
تفاصيل من الوثائقي:
يبدأ الوثائقي مع الطبيب فادي الهاشم قائلاً "اللي صار حادثة من الخيال ما كنا منتوقعها، حتى مش حاطين حرس لأن منطقة السهيلة هي بيئة ضيعة. لم نشعر يوماً أننا مستهدفين، بخاصةٍ أن نانسي محبوبة".
ينتقل الوثائقي بعدها الى تفاصيل تلك الليلة التي التقطتها كاميرات المراقبة في الفيلا، حيث يعرض مشاهد من العشاء الّذي جمع نانسي وفادي بشقيق الأخير وزوجته.
وفي تلك الاثناء، كان محمد الموسى يستكشف الفيلا، وتبيّن ان المنزل مجهّز بجهاز انذار تم تشغيله عند مغادرة الضيوف.
ومن الشهادات المهمة، شهادة الناطور "لقمان" الذي يروي كيفية اقتحام الموسى الفيلا مع عرض مشاهد كاميرات المراقبة، التي بينت ان القتيل انتظر منذ الساعة 11 مساءً حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل على الشرفة قبل التسلّل الى الداخل.
نانسي عجرم تحدثت أيضا في الوثائقي، فقالت انها سمعت صوت حركة وصوت جنزير، تبيّن لاحقاً انه حقيبتها بحوزة السارق.
ومع اكتشاف السارق المُقنّع من قبل فادي، دخلت نانسي الى الحمام واتصلت بوالدها، قالت له "في حرامي بالبيت" بينما كان الموسى يهدّد فادي بالسلاح طالباً المال.
بدوره يظهر والد عجرم في الفيديو، يوضح انه طلب من زوجته الاتصال بالدرك بينما كان يتوجّه الى الفيلا بعد تلقّي اتصال ابنته.
في هذه الاثناء كان فادي الهاشم في مواجهة السارق موضحا: "قال لي ما تجبرني أذيك، وينها مرتك؟".
وحدث هذا خلال وجود نانسي في الحمام أثناء اتصالها بالسائق أحمد الّذي كان متواجداً مع شقيقه وصديقين، وتوجّهوا الى الفيلا.
وعندما سمع السارق صوتها، أصرّ على خروجها فرفض فادي، ووصل السائق وأصدقاؤه.
_ تفاصيل الجريمة
في هذا الوقت، نجح فادي في اخذ مسدسه من الدرج وهو من نوع غلوك 17 يُطلق 31 رصاصة لكنه كان يتضمن 18 طلقة تلك الليلة، ليكتشف ان الموسى توجّه نحو غرفة بناته.
وروى فادي الهاشم تفاصيل اطلاق النار على الموسى "قلت أكيد رح يقوّصني، ركضت ع اوضة الاولاد متل الانتحاري واطلقت النار"،
كما روى كيفية فقده السيطرة على اتجاه الرصاص وأصابته الجدران باتجاهات مُختلفة.
عن هذه اللحظات تقول نانسي عجرم "دقائق قطعوا سنة".
وتتابع "وقت سمعت صوت الرصاص، ضهرت من الحمام فكّرت ما بقى في فادي. عشت مستقبل بثانيتين: مات فادي؟ أخدوا ميلا؟ ايللا صرلها شي؟ ".
بعد توقف إطلاق النار، تفقّدت نانسي زوجها وبناتها، ودخلت في حالة انهيار أعصاب.
تقول إنها صارت تركض في أرجاء المنزل ولم تعرف لماذا، وصارت تتكلم مع نفسها، وتابعت قائلةً "حسيت انو عم توجعني اجري وما تطلّعت، بعدين الماما شافت دم ع اجري وتبيّن انو في حرق من شظية".
ونفى فادي الهاشم أن يكون ثمة معرفة سابقة بينه وبين الموسى، وقال إن الطبيب الشرعي هو من طلب تجريد الراحل من ملابسه وصوّره من أجل الملف.
كما فجر مفاجأة من العيار الثقيل، موضحاً أنه تم حجز كل هواتف العاملين في الفيلا، وبالتالي ليسوا من سرّب الصورة الشهيرة.
_ نانسي تغيرت فقدت اللمعة في عينيها
ويكشف الوثائقي وصول الدرك الى الفيلا بعد نصف ساعة من الاتصال بهم، وبدء التحقيقات، وتوقيف الهاشم لمدّة يومين، وما أظهره هاتف الموسى بحثاً عن عنوان منزل نانسي عجرم وتفاصيله لمدة 6 اشهر بالإضافة الى بحثه عن معلومات بشأن منزل كلّ من هيفاء وهبي وأحلام ونجوى كرم.
كما يضيء الوثائقي عن الشائعات التي تلت الحادث ونالت من نانسي وزوجها، ويختصر فرد من العائلة وضع نانسي بالقول "نانسي تغيّرت وفقدت اللمعة بعيونها".
فاطمة زوجة محمد الموسى رفضت الادلاء بأي تصريح، أمّا والد الموسى فأكّد أنه لا يمكنه أن يجزم عن وجود علاقة تربط ابنهم بعائلة الهاشم وظهر عبر سكايب بسبب اقفال الحدود بين لبنان وسوريا وعدم تمكنه من الحضور إلى بيروت.
أما والدة الموسى فقالت انها تريد الحقيقة متسائلةً "لماذا أطلق 18 رصاصة على ابنها؟"، ليجيب فادي "أطلقت النار على يده أولاً لكنه دخل الى الغرف فلم أعد أراه فأطلقت النار عشوائياً في الظلمة دون معرفة إذا أصبته أم لا".
هل فادي الهاشم بطل؟ سؤال يجيب عنه والد نانسي عجرم بالقول "فادي ليس قاتلاً، ما حصل هو صناعة القدر"، أمّا نانسي فقالت "زوجي ليس مجرماً، كان يدافع عن نفسه وزوجته وبناته".
اما فادي الهاشم فيقول " لا أشعر أنني بطل، لكن هذا الشخص مات ظالماً. ظلم عائلته وظلمنا عن سابق تصوّر وتصميم وتخطيط لمدّة اشهر".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.