21 تموز 2020 | 06:53

أخبار لبنان

"الحياد" بين البطريركية المارونية ورئاسةالجمهورية!


المصدر: الشرق الأوسط


لا تزال دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى حياد لبنان تأخذ حيزاً أساسياً من ‏الاهتمام، فيما مصير طرحها يبقى مجهولاً في ظل استمرار الانقسام بشأنها على حاله، رغم ‏أن البطريركية المارونية بدأت الإعداد لوثيقة حولها لتكون منطلقاً لحوار وطني موسع‎.‎

وفيما تتجه الأنظار إلى ما ستنتجه زيارة الراعي إلى الفاتيكان، جدد البطريرك موقفه أمس، ‏بقوله إن "دخولنا في أحلاف سبب لنا عزلة تامة والحياد وحده مصدر الاستقرار". وقال ‏خلال لقائه وفداً من حزب "الكتائب اللبنانية" إن "نظام الحياد أكبر ترجمة للكلام الوارد في ‏مقدمة الدستور الذي يقول: لبنان وطن نهائي لكل أبنائه‎".‎

وأضاف أن "دخولنا في أحلاف سبب لنا عزلة تامة والحياد وحده مصدر الاستقرار والازدهار ‏ونظام الحياد الفاعل والناشط يعيد للبنان دور الجسر بين الشرق والغرب". وأردف: "لم ‏نخترع شيئاً جديداً. هذا تاريخنا وهذه ثقافتنا وحضارتنا وقد عشناها أربعين سنة، لبنان يعتمد ‏الحياد ويلتزم القضايا العامة والسلام وحقوق الإنسان وثقافة الحوار والحضارات‎".‎

ومع مواقف الراعي المتكررة عن موضوع الحياد منذ الخامس من يوليو (تموز) الحالي، ‏قالت مصادر البطريركية المارونية لـ"الشرق الأوسط"، إنها تعمل على وثيقة حول دعوة ‏الراعي الأخيرة لحياد لبنان على أن تكون منطلقاً لحوار وطني موسع لمناقشتها، مع تأكيدها ‏أن "هذه المهمة لا تقع فقط على الراعي، إنما المسؤولية الأولى هي على المسؤولين ‏والحكومة لتلقّف الدعوة والعمل عليها أيضاً كل وفق موقعه‎".‎

وعن موقف "حزب الله" الذي يعتبر المعني المباشر بدعوة الراعي، وعما إذا كان هناك ‏تواصل معه، أم لا، تلفت المصادر إلى أن التواصل غير مباشر كما أنه لم يصل بكركي حتى ‏الساعة موقف من قبله على دعوة الراعي‎.‎

وفيما من المفترض أن يزور الراعي الفاتيكان في الأيام المقبلة، أكدت المصادر أن موضوع ‏الحياد سيكون حاضراً في لقاءاته كما في اتصالاته مع دول عدة، وتحديداً تلك التي أبدت ‏تجاوباً مع دعوته، وعلى رأسها فرنسا، مذكرة بموقف المجتمع الدولي الداعي إلى ضرورة ‏أن يساعد لبنان نفسه كي يساعده الآخرون‎.‎

لكن في المقابل، تقول مصادر مطلعة على موقف رئاسة الجمهورية إن العمل على هذا ‏الطرح "ليس أولوية" في الوقت الراهن، معتبرة أن "هموم الناس الاجتماعية والأزمة ‏الاقتصادية والمالية التي يمر بها لبنان تبقى هي الأهم". ونفت علمها بأي خطة يتم العمل ‏عليها‎.‎

وقالت مصادر الرئاسة لـ"الشرق الأوسط": "لا نعلم ماذا لدى البطريرك، إنما وفق ‏المعطيات ليست هناك خريطة طريق إنما توصيفات لموضوع الحياد في غياب أي آلية، ‏إضافة إلى أن الراعي يقول إنه يريد أن يتشاور بشأنها مع الأطراف". وأكد أن "الموضوع ‏ليس مطروحاً الآن والأولوية هي لمعالجة الموضوع الاقتصادي - المالي والاجتماعي الذي ‏يهم الناس في المرحلة الراهنة مع تزايد المآسي اليومية‎".

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

21 تموز 2020 06:53