22 تموز 2020 | 07:38

صحافة بيروت

التدقيق الجنائي المالي أمام حائط مسدود؟.. مجلس الوزراء يكلّف شركة في غير اختصاصها

كتبت صحيفة "النهار" تقول: اذا كانت الحكومة تقدمت أمس في مشروع التدقيق الجنائي المالي ‏عبر تكليف شركة جديدة المهمة الصعبة والمعقدة، وقول رئيس الوزراء حسان دياب لمجلس ‏الوزراء إن "اعتماد شركة للتدقيق الجنائي سيشكّل تحولاً جذرياً في مسار كشف ما حصل على ‏المستوى المالي من هدر وسرقات"، فإن الانجاز بدا منقوصاً سياسياً وتقنياً في ظل أسئلة كثيرة ‏تطرح حول الاعتراض الحقيقي الذي يغطي اعتراضاً ظاهرياً على هوية الشركات، ثم على ‏الاختيار الخاطىء لتلك الشركات. ‏

وقد تجدّدت الاسئلة أمس حول اختيار شركة‎ Alvarez and Marsal ‎وإسقاط شركة‎ Kroll ‎ما ‏دام البُعد الامني المتعلّق بالصلة بإسرائيل هو نفسه لدى كل شركات التدقيق المالي. وهو ما ‏طرحته وزيرة العدل ماري كلود نجم سائلة: لماذا استبعدت كرول طالما أن البُعد الأمني شبيه ‏لدى كل الشركات وكان عرضها المالي أقل من غيرها؟ ولم يقدم لها أي جواب، فيما اكتفى ‏الرئيس دياب الذي ختم النقاش بالقول إن الشركة المكلفة هي الأنسب. أما الفريق الممانع، فتقدمه ‏الوزير عماد حب الله بإعلانه تأييده لمبدأ التدقيق الجنائي وتحفظه عن الشركات وارتباطاتها، ‏ولذلك قرّر استخدام الورقة البيضاء التي تعني لا معارضة ولا قبول وجاراه في موقفه الوزيران ‏حمد حسن وعباس مرتضى بورقة بيضاء بهدف عدم العرقلة‎.‎

لكن اللافت، وفق متابعين للشأن المالي، أن شركة "ألفاريز آند مارسال"، كما تعرّف عن نفسها، ‏تقدم الخدمات الاستشارية المتخصصة لمساعدة الشركات والمستثمرين والجهات الحكومية في كل ‏أرجاء العالم من دون الاعتماد على الحلول التقليدية. تأسست عام 1983، وهي إحدى الشركات ‏الرائدة على المستوى العالمي والتي تختص بتقديم الخدمات الاستشارية لتحسين أداء الأعمال ‏ومراحل إدارة التحوّل‎.‎

وتعمل مع الشركات ومجالس الإدارة، وشركات الأسهم الخاصة، وشركات المحاماة والجهات ‏الحكومية التي تواجه تحديات معقّدة وتسعى إلى تحقيق نتائج ملموسة. إضافة إلى مجموعة من ‏الخبراء في هذا القطاع الذين يكرسون خبراتهم لمساعدة قادة الأعمال على تحويل التغيير إلى أحد ‏الأصول التجارية‎.‎

ويذهب هؤلاء الى ان الشركة لا تعمل في مجال التدقيق الجنائي ولا خبرة لها في هذا المجال. ‏وكانت هذه الشركة عملت لبنانياً مع بنك الشرق الاوسط وافريقيا‎ (MEAB) ‎عام 2015 حول ‏اجراءات مكافحة تبييض الأموال المعتمدة في البنك بعد اتهامات وجّهت اليه في الولايات المتحدة ‏الأميركية التي لم تأخذ بنتائج التقرير المعدّ. يُضاف الى ذلك أن أحد مديري الشركة هو الرئيس ‏السابق لشركة "آرثر اندرسن" التي أقفلت عام 2002 بعد ادانتها في المحاكم الاميركية باتلاف ‏أدلّة جرمية في قضية إفلاس شركة "انرون" وإخفاء عمليات احتيالية ورشى قامت بها‎.‎

الى ذلك، وبعدما كان التحقيق محصوراً بأربع سنوات وفق الاقتراح المعد، فإن التكليف جاء عن ‏كل السنوات السابقة، محاطاً بعوائق سياسية وقانونية تسد طريقه، ولا يمكن تجاوزها الا ‏بتعديلات في مجلس النواب، مثل قوانين السرية المصرفية والنقد التسليف وصلاحيات حاكم ‏مصرف لبنان وهيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان. وهذه التعديلات لن تعبر بسلام ساحة ‏النجمة كما أكد مصدر نيابي لـ"النهار" إذ قال إن هدف هذا الاجراء محاصرة الرئيس نبيه بري ‏والرئيس سعد الحريري والزعيم وليد جنبلاط، وهذه خطة لا يمكن أن تمر عبر مجلس النواب‎.‎

وفي المواقف السياسية من الإجراء، اعتبر "تكتل لبنان القوي" أن قرار مجلس الوزراء التعاقد ‏مع احدى الشركات للقيام بالتدقيق المالي المحاسبي التشريحي لحسابات مصرف لبنان خطوة في ‏الاتجاه الصحيح لتحديد الخسائر والمسؤوليات. ودعا الى إقرار قانون كشف الحسابات ‏والممتلكات لكل القائمين بخدمة عامة لما له من أهمية في مكافحة الفساد وتحقيق الشفافية‎.‎

في المقابل، رأت كتلة "المستقبل" أنه "كان الأجدى بالحكومة أن توافق على أن يشمل التدقيق ‏الجنائي والمحاسبي كل مؤسسات الدولة وخصوصاً وزارة الطاقة والإنفاق على قطاع الكهرباء ‏والمديونية المتأتية عنه‎".‎

وتوقع الوزير السابق وئام وهاب "إنقلاباً سياسياً كبيراً وحملة لا رحمة فيها على رئيس ‏الجمهورية والحكومة بعد تكليف شركات التدقيق المالي خاصة عند الإقتراب أكثر مما جرى ‏طيلة ثلاثين عاماً. المهم أن لا تقف الأكثرية مع الإنقلابيين‎".‎

لودريان

على صعيد آخر، وفي زحمة الأزمات، يصل الى لبنان اليوم، وزير الخارجية الفرنسي جان - ‏ايف لودريان، حيث يلتقي الرؤساء الثلاثة وعدداً من المسؤولين الرسميين، والبطريرك الماروني ‏وأصدقاء له ولبلاده. وسيحمل لودريان رسالة حازمة الى السلطات والمسؤولين اللبنانيين للقيام ‏بالاصلاحات الملحّة ورفض باريس تقديم دعمها المالي والاقتصادي قبل القيام بالاصلاحات ‏الحقيقية التي ينتظرها المجتمع الدولي منذ مؤتمر "سيدر" وقد أعيد تأكيدها ووضعت خريطة ‏طريق لتنفيذها خلال اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان الذي انعقد في باريس في 11 كانون ‏الأول من العام الماضي‎.‎



النهار

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

22 تموز 2020 07:38