بمشاعر من الأسى واللوعة ، امتزج فيها الألم والحسرة بالغضب والسخط على من كان سبباً في كارثة بيروت ، ودعت بلدتا صربا في قضاء النبطية وبيصور في قضاء جزين ابنتيهما نيكول مجيد الحلو وميراي منير جرمانوس اللتين استشهدتا في انفجار المرفأ .
صربا
"بدلاً ان نزفها عروساً .. ندفنها تحت التراب " بهذه الكلمات عبّر عم الشهيدة نيكول الحلو المهندس ريمون الحلو عن غضبه وحسرته والعائلة على فقدها ، لافتاً الى ان " نيكول الجميلة ابنة الـ 25 ربيعاً التي كانت فرحة اهلها كبيرة بتخرجها من الجامعة وحصولها على شهادة ادارة اعمال وعملها في احد البنوك ، استشهدت لحظة وقوع الانفجار اثناء مغادرتها المصرف الذي تعمل فيه في منطقة الجميزة .. فانتهت حياتها بلحظات قاسية ومدمرة".
وتوجه الحلو الى المسؤولين فقال" أين ضميرهم وقد تركت هذه المواد المدمرة منذ الـ2014 في ذاك العنبر في المرفأ، اين الضمير واين المحاسبة ، ولماذا هذه الإهمال.. يا عيب الشوم هناك قرارات قضائية بنقل هذه المواد ولم تنفذ واهملت، ولكن اليوم يتحمل مسؤولية ما حصل كل الرؤساء في الدولة وكل المسؤولين في المرفأ ، واليوم صربا مذهولة وتبكي نيكول التي دفعت ثمن اهمال المسؤولين جميعهم".
جثمان نيكول استقبل عند مدخل البلدة من قبل عائلتها وعدد من الأهالي قبل ان ينقل الى كنيسة صربا ويسجى هناك وسط اكاليل الورود التي ملأت الأرجاء في وداع عروس صربا .
وأقيم جناز وصلاة لراحة نفسها ترأسها رئيس اساقفة صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار والمطران الياس نصار بحضور رئيس بلدية صربا المحامي ايلي الحلو وشخصيات وجمع من الاهالي الذين قدموا تعازيهم لعائلة نيكول .
وقال المطران العمار في عظته ان "الحزن والالم يعتصر قلوبنا جميعا جراء هذه النكبة التي حلت بوطننا العزيز لبنان، والتي اصابت كل بيت وآلمت كل مواطن، واليوم صربا حزينة لفقد ابنتها نيكول " عروسة السلام". ..بعد ذلك حمل جثمان نيكول على الاكف ووري الثرى في مدافن العائلة .
بيصور
وكانت بلدة بيصور الجزينية - شرق صيدا ودعت عروسها ميراي جرمانوس التي قضت جرّاء الانفجار اثناء تأدية واجبها الإنساني كممرضة في مستشفى الروم . حيث عمت البلدة اجواء من الحزن والحداد ، وشارك في وداع ميراي حشد من ابناء بلدتها والجوار واقيم جناز وصلاة لراحة نفسها في كنيسة البلدة ترأسها رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو ابو كسم الذي القى كلمة رثى فيها الشهيدة ميراي – ملاك الرحمة والتي قال انها " استشهدت في زمان ومكان من انبل الأوقات والأمكنة وهي تساعد المرضى واهي تضحي من اجل الغير وهي كانت مخطوبة وتستعد للزواج ، لكن عرسها اصبح في السماء ".
وطالب أبو كسم المسؤولين في الدولة بالكشف عن حقيقة ما حصل في انفجار المرفأ الذي خلف شهداء ودمارا ، معتبرا ان هذاه الكارثة يجب ان تحرك ضمير المسؤولين لأن الصمت عما جرى ينذر بنتائج خطيرة على البلد .
روم
الى ذلك تستعد بلدة روم في قضاء جزين لإستقبال جثمان عريسها وبطلها الشاب المفتش ممتاز في الأمن العام جو فرنسيس حداد، الذين استشهد في انفجار مرفأ بيروت اثناء تأديته لواجبه الوطني حيث من المقرر ان يشيع جثمانه الثالثة من بعد ظهر الجمعة في كنيسة البلدة .
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.