9 آب 2020 | 13:17

إقتصاد

‏"رويترز": ضغوط جديدة على الليرة بعد إنفجار المرفأ

حذّر تقرير نشرته وكالة "رويترز" من انكماش الناتج المحلي الإجمالي اللبناني نحو 20 إلى 25 ‏في المئة هذا العام، ليتجاوز بكثير توقعا حديثا من صندوق النقد الدولي لتراجع نسبته 12 في ‏المئة بسبب الأزمة الاقتصادية والسياسية المتفاقمة، وذلك بعد انفجار المرفأ. ‏

وحذّر المحللون من صعوبة نجاح لبنان في تأمين تمويل، في وقت يقدّر فيه المسؤولون حجم ‏الأضرار بمليارات الدولارات. وفي قراءتهم، أكّد محللون أنّ الانفجار يسلط الضوء على إهمال ‏الحكومة، ويفرض مزيدا من الضغوط على الحكومة للتعجيل بالإصلاحات كي تحصل على ‏المساعدة الضرورية لإعادة بناء الاقتصاد. ورغم إبداء التعاطف الواسع مع لبنان هذا الأسبوع، ‏فقد لوحظ غياب أي التزامات بتقديم المساعدة حتى الآن، عدا عن الدعم الإنساني الطارئ، وفقاً ‏لما جاء في التقرير. ‏

من جهته، قال جيسون توفي، كبير اقتصاديي الأسواق الناشئة في كابيتال إيكونوميكس: "من ‏المستبعد جداً أن يتمكن لبنان من تدبير التمويل الذي يحتاج إليه للتغلب على مشاكله الاقتصادية ‏العميقة. بعض الشركاء قد يبدون ترددا في تقديم الدعم نظرا للدور المؤثر لـ"حزب الله" المدعوم ‏من إيران داخل الحكومة".‏

وحذّر الخبراء من أنّ انفجار المرفأ جدّد الضغط على الليرة، التي جرى تداولها بنحو 8300 ليرة ‏للدولار في السوق السوداء، عقب الانفجار، مقارنة مع ثمانية آلاف قبله، حسبما قال متعاملون.‏

وتوقع الاقتصاديون مزيدا من التآكل في القوة الشرائية للعملة، التي فقدت نحو 80 في المئة من ‏قيمتها منذ تشرين الأول، وسط تضخم فلكي يتجاوز 56 في المئة، وبالتالي تأجيج التوترات ‏الاجتماعية.‏

وقال باترك كوران، كبير الاقتصاديين بشركة تِليمر للأبحاث في بريطانيا: "نرى أن الانفجار قد ‏يؤخر عملية الإصلاح، في ظل محاولة الحكومة التنصل من المسؤولية، مما سيؤدي إلى تآكل ‏رأس المال السياسي الضروري لإجراء إصلاحات صعبة، لكن الحاجة تشتد لها".‏

وقال رجال الأعمال والاقتصاديون إن الميناء أحد أكبر موانئ شرق المتوسط، والذي تتوجه 40 ‏في المئة من شحناته العابرة إلى سوريا ومنطقة الشرق الأوسط، فقَد بالفعل إيرادات وأعمالا منذ ‏الانفجار لمصلحة موانئ منافسة، مع قيام شركات النقل البحري بتحويل اتجاه شحنات.‏

وقال جواد العناني، الاستشاري الاقتصادي الإقليمي والوزير الأردني السابق: "اتضح أن الميناء ‏هو نقطة ضعف (لبنان)... الاعتماد عليه كان أكبر مما ينبغي، لذا عندما لحقه الدمار اتضح أنه ‏كان كعب أخيل".‏

وقال كمال حمدان، مدير مؤسسة البحوث والاستشارات في بيروت: "النظرة المستقبلية تبعث ‏على الاكتئاب في ظل الصراعات الدائرة بين طبقة سياسية غير متوافقة على سبيل للخروج من ‏الأزمة، وغير مستعدة لتناول الدواء المر".‏




القبس 


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

9 آب 2020 13:17