4 أيلول 2020 | 08:32

عرب وعالم

النيل "الغاضب" يترك آلاف الأسر السودانية بلا مأوى

عندما استيقظ محمد عثمان معتوق في الثالثة من صباح الخميس بصوت انهمار المياه داخل غرفة ‏نومه في منزله بالحي الشرقي بمدينة سنجة وسط السودان، كان يعتقد أن الأمر مجرد حلم، لكن ‏ما هي إلا ثوان معدودة حتى بدأ يتلمس الحقيقة المحزنة من خلال أصوات الاستغاثات التي كانت ‏تنطلق من كل مكان في أحياء المدينة الهادئة التي فاجأها غضب النيل الأزرق وحول حياة ‏سكانها وسكان العديد من القرى والمناطق المجاورة إلى مأساة.‏

وخلال دقائق محدودة فقدت أسرة معتوق، البالغ من العمر 66 عاما والذي يعاني أمراض ‏المفاصل، كل ما تملكه من متاع الدنيا قبل أن تتمكن مجموعة من المتطوعين من إجلائها إلى ‏مكان أقل تأثرا.‏

أسرة معتوق واحدة من أكثر من 10 آلاف أسرة أصبحت بلا مأوى وبلا مصدر رزق، حيث ‏جرف الفيضان قرى وأحياء بالكامل وغمر معظم الأسواق الرئيسية في مدينة سنجة والعديد من ‏مناطق ولاية سنار التي تبعد آخر نقطة منها بأقل من 200 كيلومترا عن خزان الرصيرص ‏القريب من الهضبة الأثيوبية التي تشهد معدلات غير مسبوقة من هطول الأمطار.‏

ولفت معتوق لـ"سكاي نيوز عربية" الى أنه لم ير في حياته دمارا بهذا الحجم، مضيفا: "أصبحت ‏لا أملك الآن سوى هذا الجلباب الذي أرتديه، ولولا رحمة الله ونخوة الشباب لجرفتني المياه كما ‏جرفت كل ما أملك من متاع وأوراق ثبوتية".‏

وقال والي سنار الماحي سليمان لسكاي نيوز عربية إن جهودا كبيرة تبذل لإنقاذ الآلاف من ‏السكان القاطنين قرب مجرى النهر في عدد من مناطق الولاية، مشيرا إلى أن الأمر أصبح أكبر ‏بكثير من قدرة السلطات المحلية في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها السكان هناك.‏

ووصف الناشط خالد محمد عبدالباقي الوضع في معظم مناطق الولاية بالمأساوي خصوصا في ظل ‏محدودية إمكانيات الحكومة المحلية والدمار الكبير الذي لحق بالمؤسسات والأنشطة الخدمية ‏كالكهرباء والمراكز الصحية والأسواق ومواقع الإنتاج.‏

وأبدى عبدالباقي تخوفه من انتشار العديد من الأمراض بسبب سوء الأحوال البيئية وتوالد ‏الناموس والحشرات، مشيرا إلى الحاجة العاجلة لتوفير المأوى والغذاء لعشرات الآلاف من ‏السكان المتضررين وخصوصا الأطفال وكبار السن.‏

وتتزايد المخاوف أكثر في ظل الارتفاع المتواصل في منسوب النيل الأزرق بفعل كثافة الأمطار ‏في الهضبة الأثيوبية، الأمر الذي انعكس أيضا على الأوضاع في مناطق أخرى كالجزيرة ‏والخرطوم التي سجل فيها المنسوب صباح الخميس 17.58 مترا وهو أعلى مستوى على ‏الإطلاق.‏

وشهد العديد من مناطق السودان فيضانات كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية مما زاد من الخسائر ‏المادية والبشرية لموجة الفيضانات الحالية التي بدأت نهاية يوليو.‏

ووفقا لإحصاءات صادرة عن المجلس القومي للدفاع المدني فقد وصل عدد الضحايا حتى الآن ‏أكثر من 90 قتيلا فيما تعرض أكثر من 55 ألف منزل لانهيار كلي أو جزئي.‏



سكاي نيوز عربية ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

4 أيلول 2020 08:32