لمناسبة مرور اربعين يوماً على كارثة انفجار مرفأ بيروت أحيت بلدة بيصور – شرق صيدا اربعين ابنتها الممرضة الشهيدة ميراي جرمانوس التي قضت في الانفجار اثناء تأدية واجبها الإنساني كممرضة في مستشفى الروم ، وذلك بقداس اقيم في كنيسة البلدة ترأسه كاهن الرعية " رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام " الأب عبدو ابو كسم بحضور عائلة الشهيدة جرمانوس وجمع من اهالي البلدة واعقبه ازاحة الستارة عن نصب تذكاري تكريماً للشهيدة ميراي .
وفي كلمة له خلال القداس توجه الاب ابو كسم بالتحية لأرواح شهداء كارثة انفجار المرفأ وروح الشهيدة ميراي جرمانوس وقال " نصلي اليوم مع ابينا السيد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى الذي يحتفل ايضا بهذه الأثناء بقداس في سيدة حريصا بقداس وجناز لرحة انفس كل الشهداء ، ونرفع الصلاة لراحة نفوس موتانا ولخلاص لبنان ".
واضاف" اننا اليوم نمر بمخاض عسير ونحن على مفترق طرق في هذا البلد ، ان ما قبل الرابع من آب ليس كما بعده . ما حصل في ٤ آب كان ثمرة الفساد ولامبالاة الدولة بابنائها، ثمرة الاستهتار بأرواح الناس وتغليب المصالح المالية والسياسية على مصلحة الناس .. هذا الانفجار كان ليطال نصف اللبنانيين لو انهم كانوا في ذروة الخروج من بيروت، لا بل اكثر من ذلك طال الناس داخل بيوتهم في العاصمة بيروت ودمرها من وراء استهتار الطبقة التي تحكم لبنان بارواح وممتلكات اللبنانيين . اليوم بعد كل الذي حصل نقول : نحن نريد الحقيقة قبل الحق لأننا اذا وصلنا الى الحقيقة نستطيع ان نحصل على حقنا . لكن للأسف بعد 40 يوما هناك صمت مريب ، لم يسمى مسؤول واحد عن هذا الانفجار انما على العكس هناك تمييع بهذا الموضوع وكان هناك رهان على عامل الوقت حتى تهدأ النفوس ويقطع الموضوع مثل كل مرة بالتي هي احسن . نقول بكل صراحة باسم اهل كل الضحايا وكل الجرحى وكل المتضررين والنازحين عن بيوتهم ، لن نسمح هذه المرة كلبنانيين وكمسؤولين في الكنيسة ان تميع الحقيقة لأنه اذا تميعت الحقيقة سوف نقضي على ما تبقى من لبنان".
وتابع الأب ابو كسم " اولادنا ليسوا لكم يا تجار الهيكل ويا تجار الدولة ويا تجار الضمائر. اولادنا فلذات اكبادنا هم نعمة من الله نبني عليها آمالنا .. دمرتم قلوبنا وآمالنا كما دمرتم بيروت .. لكن نحن ابناء الايمان والقيامة والرجاء لا يستطيع احد ان يقتل فينا الرجاء الذي في قلوبنا .لذلك لا يموت حق وراءه مطالب. سنبقى وراء كل مسؤول بهذا البلد لنصل الى الحقيقة.. من أدخل هذه المواد المتفجرة الى مرفأ بيروت ومن فجرها.. ولماذا..عندها نستطيع أن نحاسب المسؤول وان نصل الى حق ميراي التي لا تعوض واذا طالبنا بحقها نكون نطالب بحق كل إنسان لبناني. نسأل الله أن يكرم ميراي في ملكوته السماوي.. ويعطينا نعمة طهارتها وقداستها وروح الخدمة والرحمة التي تميزت بها ، كانت ملاك رحمة ومحبة وكانت ملاكا بين اخوتها وأهلها. كلما مرت الأيام كلما افتقدوها اكثر .. كانت تحلم ان نزفها عروساً في هذه الكنيسة ، زفيناها عروسا للسماء.. هذه ارادة ربنا التي يجب أن نقبل بها .. لكن بعد الموت هناك قيامة وكلنا ننتظر العبور من هذا الموت الى القيامة. رحمها الله ورحم الشهداء واعزي أهلها واخوتها ومحبيها.
بعد ذلك قامت عائلة ميراي بازاحة الستارة عن نصب تذكاري اقامته لجنة الوقف بمساهمة من عدد من ابناء البلدة عبارة عن تمثال للسيدة العذارء والطفل يسوع ولوحة تذكارية تحمل عبارة " اذكروني بصلاتكم" واسم الشهيدة ميراي وتاريخ الاستشهاد ( 4 آب 2020 ). ورفعت صورتها الى جانب النصب.
وبارك ابو كسم النصب التذكاري وقال " نحن نكبر بميراي الشهيدة ابنة البلدة التي حملت اسم بيصور في كل لبنان وكل العالم ..نحن نريد الحقيقة قبل ان نأخذ حقنا ، لأننا اذا عرفنا الحقيقة نعرف من اين ناخذ حقنا وان دم ميراي والشهداء الذين سقطوا لن يذهب هباء .. رحم الله نفوس كل الشهداء .
ثم تقبلت عائلة الشهيدة ميراي التعازي في قاعة الكنيسة .
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.