تحدث الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري عقب انتهاء المشاورات النيابية غير الملزمة التي أجرها بعد ظهر اليوم في مجلس النواب، وقال: " اللقاءات اليوم كانت كلها إيجابية والتركيز كان بمجمله على الإصلاحات التي يجب أن نقوم بها بأسرع وقت ممكن. هذه الحكومة ستكون حكومة اختصاصيين، لكي نقوم بالعمل السريع بحسب الورقة الإصلاحية الفرنسية، والتي هي بالفعل إصلاحات كان يفترض بنا القيام بها منذ زمن، لكننا سنقوم بها اليوم. ولسوء الحظ، فإن كل هذا التأخير أوصلنا إلى هنا.
اليوم هناك انهيار في البلد، واللبنانيون باتوا في موقع آخر، ويجب علينا التعامل مع هذه الفرصة بأن نحيّد كل اختلافاتنا السياسية جانبا ونكون إيجابيين لكي نستعيد الثقة بين المواطن والدولة أو بين الدولة والمجتمع الدولي.
الحديث اليوم عن الوضع الاقتصادي، حدث ولا حرج. ليس هناك قطاع إلا ويعاني من أزمة، إن كان بالطبابة أو الدولار أو غيرها من القطاعات التي تعاني كلها من أزمات. هذا لا يعني أننا وصلنا إلى طريق مسدود، كلا، باستطاعتنا الخروج مما نحن فيه، بالتأكيد سيتطلب الأمر وقتا، لكن علينا أن نقوم بواجبنا على صعيد الإصلاحات التي توافقنا عليها في قصر الصنوبر، والطريقة الوحيدة لذلك هي الإسراع بتشكيل حكومة تستطيع أن تعمل على إنجاز كل هذه الإصلاحات وعلى برنامج صندوق النقد الدولي. ومن هذا المنطلق نكون قد أوصلنا البلد إلى وقف الانهيار ونعمل في الوقت نفسه على إعادة إعمار بيروت.
لدى اللبنانيين الكثير من القدرات، ولكن لكي نتمكن من استثمار هذه القدرات، علينا أن نضع القواعد الصحيحة حتى يعود رأس المال إلى البلد. فمن لديه اليوم رأس مال معين ويرى الوضع الاقتصادي والمصرفي ووضع البلد ككل لن يعود. ولكن حين تحصل هذه الإصلاحات بالطريقة اللازمة وبما يتناسب مع الخطة التي توافقنا عليها في قصر الصنوبر، فإن هذا يعطي ثقة لأي مواطن لبناني، سواء يعيش في لبنان ولديه دولارات يخبئها في المنزل أو لأي مستثمر خارجي، حين يرى بأن هناك تقدما وإصلاحا وخطة وهناك أفق. المشكلة اليوم أن أحدا لا يعرف إلى أين يتجه، وهذا ما يضيّع اللبنانيين. من هنا، يجب أن نضع أمامنا هدفا واضحا ولا نحيد عنه أيا كانت الظروف. إذا كانت هذه هي الخطة التي توافقنا عليها في قصر الصنوبر فيجب أن نطبقها حتى النهاية لأنها هي التي تعيد ثقة المواطن والمجتمع الدولي بالدولة اللبنانية.
إنها الخطوة الأولى، حيث قمت بالاستشارات مع معظم الكتل، وسألتقي فخامة الرئيس بأسرع وقت ممكن لكي أتناقش وأتشاور معه بما حصل، كما سأتشاور توصلا إلى تشكيل الحكومة.
سئل: على ماذا تراهن لإنجاح هذه المهمة؟ وهل كل الكتل السياسية تسعى لتسهيل عملك؟
أجاب: أنا أراهن على أن كل الناس باتوا واعين اليوم أننا وصلنا إلى هذه الحالة. والمشكلة الآن أنه ليس هناك وضوح أمام اللبناني ولا أمام الدولة إلى أين نتجه. هذه الخطة هي فعليا جزء كبير من "سيدر" ومن الإصلاحات التي كان يفترض أن تحصل في السابق والتي توافقنا عليها في قصر الصنوبر. هذه الخطة هي الهدف، وإذا كان الهدف واضحا لدينا، لذلك نقول بحكومة لستة أشهر، حيث يجب أن نحدد لأنفسنا أهدافا ونعمل للوصول إليها، ووعدي لكم أني لن أحيد عن كل إصلاح موجود في هذه الورقة وسألحّ حتى النهاية من أجل تطبيق هذه الإصلاحات.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.