13 تشرين الثاني 2020 | 09:25

مجتمع

‏"كورونا" سينحسر في كانون الثاني المقبل

‏

كتب جستن فوكس في "بلومبرغ":‏


ثمة احتمال كبير أنه بحلول موعد تولي الرئيس المنتخب جو بايدن مهام منصبه في ‏‏20 كانون الثاني، ستكون جائحة فيروس «كوفيد - 19» في انحسار. ومع ذلك ‏فإنه في تلك الأثناء، يبقى باستطاعة الفيروس التسبب في خراب كبير.‏

ولا يعتبر اللقاح الذي أعلنت شركتا «فايزر إنك» و«بايونتيك إس إي» أنباء ‏إيجابية للغاية عنه، السبب الرئيسي وراء العبارة السابقة. في الواقع، من غير ‏المحتمل أن يجري إطلاق هذا اللقاح أو أي من اللقاحات الأخرى الجاري العمل ‏عليها، بسرعة كافية لإحداث تأثير ملموس خلال الأسبوع الثالث من كانون الثاني.‏

في الواقع، السبب الرئيسي وراء الاعتقاد بأن الموجة الأخيرة من فيروس ‏‏«كورونا» ستكون في حالة انحسار بحلول أواخر يناير أن هذا ما يحدث عادة في ‏الأوبئة المرتبطة بالجهاز التنفسي. وفيما يلي نظرة سريعة على ما جرت عليه ‏الأوضاع خلال مواسم الإنفلونزا الأخيرة داخل الولايات المتحدة.‏

بلغ وباء إنفلونزا إتس 1 إن 1 ذروته عام 2009 في وقت مبكر عن ذلك، تحديداً ‏أواخر تشرين الأول وتشرين الثاني. وينطبق الأمر ذاته على وباء الإنفلونزا الذي ‏ضرب عام 1918. إلا أن فيروس «كوفيد - 19» ليس إنفلونزا - مثلاً، يتسم ‏بقدرة أكبر بكثير على العدوى - وليست هناك ضمانات أنه سيتبع مساراً مشابهاً في ‏الشتاء.‏

ومع ذلك، ينبغي أن تصل هذه الموجة الثالثة لذروتها في وقت ما، وبالنظر إلى ‏تجربتنا مع المرض وموجاته التي ظهرت حتى الآن يبدو أن هذا المحتمل حدوثه ‏خلال الشهرين القادمين. وعليه، فإن مهمة قوة العمل المعنية بفيروس «كورونا» ‏ربما لا تكون محاربة الموجة الثالثة للفيروس بقدر ما هي التخلص من آثاره وإدارة ‏عملية توزيع اللقاح على نحو يضمن عدم وقوع موجة رابعة. بمعنى آخر، يبدو أن ‏بايدن موفق للغاية فيما يخص توقيت توليه مهام الرئاسة. في المقابل، فإن إدارة ‏الرئيس دونالد ترمب، التي أخفقت في إدارة الكثير من جوانب معركة الوباء، لكن ‏من الواضح أنها كانت فاعلة في التشجيع على تطوير لقاح، تعاين انتهاء فترة الحظ ‏الجيد.‏

إلا أنه في الوقت الراهن، تعمل الولايات المتحدة على التكيف مع أكبر موجة من ‏الإصابات بفيروس «كورونا» حتى الآن. ورغم أن جميع الدلائل تشير إلى أن ‏الفيروس أصبح أقل فتكاً عما كان عليه الربيع الماضي، فإنه أصبح اليوم أكثر ‏انتشاراً بكثير.‏

والواضح أن الأميركيين أصابهم السأم من قواعد التباعد الاجتماعي، ويكفي للتأكد ‏من ذلك معاينة الاحتفالات التي ملأت أرجاء الشوارع، في أعقاب إعلان المحطات ‏التلفزيونية ووكالة «أسوشييتد برس» فوز بايدن بالرئاسة، أو اندفاع الجماهير إلى ‏داخل الملعب ابتهاجاً بفوز نوتردام على كليمسون.‏

ومع ذلك، فإن الجوائز المترتبة على التزام قواعد التباعد الاجتماعي وارتداء ‏الأقنعة الواقية والسبل غير الدوائية الأخرى الرامية للحيلولة دون تفشي وباء ‏فيروس «كوفيد - 19» ارتفعت على نحو هائل مع ورود أنباء اللقاح الأخير. كل ‏ما عليك تجنب الإصابة بالفيروس لبضعة شهور أخرى، وبعد ذلك ربما لا تصاب ‏به أبداً.‏

من ناحيته، تمثل رد فعل بايدن على الأنباء الخاصة باللقاح الجديد في قوله: ‏‏«سيتعيَّن على الأميركيين الاعتماد على أقنعة الحماية والتزام التباعد الاجتماعي ‏وتتبع الاتصال وغسل الأيدي والسبل الأخرى اللازمة لإبقائهم آمنين حتى بضعة ‏شهور من العام المقبل». ويبدو هذا تقديراً صحيحاً، لكن بايدن لن يتولى مهام ‏الرئاسة فعلياً حتى 20 كانون الثاني، ويبدو من غير المحتمل أن يقضي الرئيس ‏الحالي الشهرين المتبقيين له في الرئاسة في قيادة حملة لارتداء أقنعة الحماية. لذا، ‏فإنه مثلما كان الحال أغلب العام الماضي، تقع المسؤولية على الباقين منا للعمل من ‏أجل الحيلولة دون حدوث مزيد من التفاقم في وضع الجائحة قبل أن تبدأ في ‏التحسن.‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

13 تشرين الثاني 2020 09:25