27 تشرين الثاني 2020 | 09:23

عرب وعالم

السودان يودّع المهدي "حكيم الأمة" في جنازة رسمية

وصل إلى العاصمة السودانية الخرطوم جثمان رئيس الوزراء السوداني الأسبق ورئيس "حزب ‏الأمة" القومي الصادق المهدي الذي توفي مساء الأربعاء بالعاصمة الإماراتية أبوظبي التي نقل ‏إليها في وقت سابق بعد تدهور صحته إثر إصابته بفيروس كورونا.‏

وكان في استقبال الجثمان عدد كبير من المشيعين يتقدمهم عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة ‏السوداني وعبدالله حمدوك رئيس الوزراء.‏




وأقيمت في مطار الخرطوم جنازة رسمية للفقيد قبل نقله في موكب جنائزي مهيب إلى مسقط ‏رأسه مدينة أم درمان، حيث سيوارى الثرى في القبة الملحقة ببيت آل المهدي والتي دفن فيها ‏عدد من زعماء الحزب السابقين.‏

وبدا المهدي حتى أسابيع قليلة من وفاته في سن الخامسة والثمانين في قمة نشاطه السياسي ‏وحضوره الفكري.‏

ويعتبر رحيل المهدي فقدا كبيرا للساحة السياسية والفكرية في السودان، وقد عرف بالحكمة ‏والكياسة السياسية حتى نال لقب "حكيم الأمة".‏

ويجمع الكثير ممن يختلفون أو يتفقون مع المهدي على التزامه نهجا تصالحيا قوميا حتى مع أكثر ‏المتشددين في انتقاده مما أكسبه كاريزما سياسية فريدة من نوعها.‏

وبرزت ملامح شخصية المهدي السياسية والفكرية بعد 15 عاما فقط من مولده في ديسمبر من ‏العام 1935 في بيت مفجر الثورة المهدية التي رسمت ملامح تاريخ السودان الحديث، ففي العام ‏‏1950 ترك ثانوية فكتوريا في الإسكندرية مبررا ذلك برفضه لمظاهر في الكلية اعتبرها تكريسا ‏للثقافة الإنجليزية في المجتمع العربي.‏

وبعد عودته للسودان واصل تعليمه ثم سافر إلى المملكة المتحدة التي رفض ثقافتها في ‏الإسكندرية ليلتحق بجامعة أوكسفورد العريقة التي درس فيها الاقتصاد والسياسة والفلسفة قبل أن ‏يعود إلى السودان مجددا في العام 1957 ملتحقا بالوظيفة العامة في وزارة المالية والتي تركها ‏في تشرين الثاني 1958 احتجاجا على الانقلاب الذي نفذه في ذلك الشهر الفريق إبراهيم عبود ‏الذي حكم السودان حتى اندلاع ثورة تشرين الاول 1964.‏

وفي مطلع ستينيات القرن الماضي انخرط المهدي في صفوف المعارضة، وأوكلت إليه في العام ‏‏1961 مهمة رئاسة الجبهة القومية المتحدة التي كانت إحدى أكبر الفصائل المعارضة لنظام ‏عبود.‏

وقبل أن يكمل سن الثلاثين انتخب المهدي رئيسا لحزب الأمة في العام 1964 وهو المنصب ‏الذي ظل يلازمه حتى وفاته.‏

وتقلّد المهدي منصب رئيس الوزراء في الحكومة السودانية مرتين، الأولى كانت في الفترة من ‏‏1966 وحتى 1967، والثانية من 1986 وحتى 1989 عندما أطاح به عمر البشير في انقلاب ‏عسكري مدعوم من تنظيم "الإخوان".‏



سكاي نيوز عربية ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

27 تشرين الثاني 2020 09:23