3 كانون الأول 2020 | 07:50

أخبار لبنان

رسالتان حاسمتان من باريس: الحكومة والاصلاحات قبل المساعدات

كتبت صحيفة "النهار" تقول: اكد "المؤتمر الدولي الثاني لدعم بيروت والشعب ‏اللبناني" الذي عقد امس ونظمه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالتنسيق ‏والتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، بتقنية الفيديو، العزم ‏الفرنسي والدولي على الاستمرار في تقديم المساعدات للبنان وتقييم ما قدم خلال ‏مؤتمر الدعم الذي عقد في 9 اب الماضي، وكذلك تقديم توصيات جديدة للسلطات ‏اللبنانية للاسراع في تشكيل الحكومة وتنفيذ الاصلاحات.‏

واشارت مصادر رئاسية فرنسية الى ان المساعدات التي قدمت خلال شهر اب ‏تخطت التوقعات وكانت 253 مليون يورو وهو مبلغ يعبر عن قوة دفع بالنسبة الى ‏الوضع الذي يعيشه العالم جراء وباء كورونا. وأوضحت ان المجتمعين بحثوا سبل ‏توزيع هذه المساعدات بعد ان لوحظ عدد من الشوائب في تسليمها رغم اعتبار ان ‏التوزيع تم بشفافية بشكل عام.‏

وافتتح الرئيس ماكرون المؤتمر الذي شارك فيه 12 رئيس دولة ورئيس وزراء ‏و10 منظمات دولية والمجتمع المدني اللبناني ومن الدول المشاركة فرنسا ‏والولايات المتحدة وايطاليا وبريطانيا ومصر والكويت والعراق وقطر والامارات ‏العربية المتحدة واوستراليا والبرازيل. وجرى تقييم المساعدات الانسانية التي قدمت ‏الى لبنان والحاجات الجديدة وفقا للوضع الانساني القائم والذي يتدهور. وتم بحث ‏المستلزمات الصحية والتربوية والسكنية والغذائية وكيفية الاستجابة لهذه المطالب، ‏ووضع اليات جديدة مع الامم المتحدة لتوزيع هذه المساعدات.‏

والعمل جار بين الاطراف والامم المتحدة على العمل في الاجل القصير والمتوسط ‏لان الوضع المالي ما زال يتدهور وهذا يعني ان لبنان سيواجه المزيد من المشاكل ‏مما يجعل التدقيق المالي في مصرف لبنان اكثر حتمية. ويتابع المشاركون الوضع ‏في لبنان من قرب ولا يريد احد منهم ان يغرق لبنان في ازماته لان ذلك قد يشكل ‏خطرا امنيا ايضا.‏

كما تم البحث في الادوات التي يحتاج اليها المجتمع الدولي والعمل عليها من اجل ‏الاستجابة لكل هذه التحديات. وياتي ذلك بعد اجتماعات تحضيرية أشرفت عليها ‏فرنسا والامم المتحدة.‏

وشدد المجتمعون على تنفيذ خريطة طريق المبادرة الفرنسية التي وافق عليها ‏السياسيون اللبنانيون خلال اجتماعهم بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر ‏الصنوبر في بيروت. ولفتوا الى ان الاطراف اللبنانية لم تتجاوب مع اي بند من ‏هذه المبادرة حتى الان. كذلك لم يتم تنفيذ اي شيئ في ما يتعلق بمراجعة حسابات ‏مصرف لبنان. ونبه المشاركون من عدم تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ خريطة ‏الطريق. وبدا توافق تام حول اهمية تاليف حكومة تقوم بوضع ورقة الطريق ‏الفرنسية قيد التنفيذ لان التعاون اليوم هو فقط بين الامم المتحدة ومنظمات غير ‏حكومية بالاضافة الى التعاون مع الجيش اللبناني والصليب الاحمر الدولي من اجل ‏ايصال المساعدات الى جميع اللبنانيين .‏

اما بالنسبة الى العقوبات الاميركيةعلى الطبقة السياسية، تقول المصادر الرئاسية ‏الفرنسية ان العقوبات الاميركية على الطبقة السياسية اللبنانية لم تحدث اي تاثير ‏حتى الان ولم تساعد او لم تعطل تشكيل الحكومة. واعتبرت ان الاهمية بالنسبة ‏لجميع المشاركين ومنهم الولايات المتحدة هي وضع خارطة الطريق موضع التنفيذ. ‏كما تم بحث كيفية مساعدة المؤسسات التجارية الصغيرة والمتوسطة التي تعاني ‏ازمة وجودية .‏

وتعتبر المصادر انه امام استحالة تنفيذ خريطة الطريق، لا يمكن تجييش المجتمع ‏الدولي لمساعدة لبنان لاعادة تاهيل بنيته وانه لا يمكن سوى الاستجابة الى المطالب ‏الانسانية الملحة. وتعتبر انه يجب الاستمرار في الضغط على الطبقة السياسية ولا ‏يمكن التعاون سوى مع الواقع، فتقديم المال يحتاج الى ثقة وهذه الثقة مفقودة .‏

وتشير المصادر الى انها لا ترى اية علاقة بين تشكيل حكومة والانتخابات ‏الاميركية اوالعلاقة بين ايران واميركا ولكن الطبقة السياسية اللبنانية تجد الذرائع ‏تهربا من مسؤوليتها.واكدت ان الرئيس ماكرون يرفض ان يذهب لبنان الى ‏الانهيار والزوال .‏

ويامل المجتمعون ان يكون الاجتماع المقبل بعد تشكيل حكومة وتنفيذ الاصلاحات.‏

ماكرون

وفي الكلمة التي القاها في افتتاح المؤتمر اكد الرئيس ماكرون استمرار فرنسا في ‏دعم الشعب اللبناني لافتا الى ان عشرين من المئة من اللبنانيين يعيشون تحت خط ‏الفقر وان هذا الدعم لا يمكن ان يأتي بديلا من دعم السلطات اللبنانية ولا يمكنه ان ‏يستبدل ضرورة تشكيل حكومة وان المساعدات الدولية للبنان مرتبطة بتشكيل ‏حكومة إصلاحات .وشدد على اننا لن نتخلى عن ضرورة القيام بالإصلاحات وعن ‏التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت .وشدد على انه لن يتخلى عن وعوده للشعب ‏اللبناني وانه سيزور لبنان قريبا في كانون الأول الحالي مرة جديدة .واعلن ‏ماكرون انه من المقرر تأسيس صندوق دولي يديره البنك الدولي للمساعدة في تقديم ‏المساعدات الإنسانية للبنان.‏

والقى رئيس الجمهورية ميشال عون كلمة عبر الفيديو شكر فيها الرئيس ماكرون ‏على الدعم القوي والمستمر الذي يقدمه للبنان "وعلى رغم العوائق التي تواجهها ‏المبادرة الفرنسية لا بد لها من النجاح لان الازمات التي يمر بها البلد قد وصلت ‏الى اقصى حد". وتحدث عن رسالته الى مجلس النواب في شأن التدقيق المالي ‏الجنائي الذي سيفتح الطريق امام الإصلاحات الضرورية واكد ان "أولويتنا اليوم ‏هي تشكيل حكومة من خلال اعتماد معايير واحدة تطبق على جميع القوى السياسية ‏والمهمات التي تنتظرها ضخمة فالمطلوب من الحكومة العتيدة ان تطلق في الوقت ‏عينه ورشة الإصلاحات البنيوية الملحة وإعادة اعمار بيروت وتطوير خطة ‏التعافي المالي والاقتصادي ووضع اطر لتنفيذها". وخاطب المجتمعين مؤكدا ان ‏‏"مساعداتكم أساسية مهما كانت طرقها او آلياتها وايا كانت القنوات التي ستعتمدونها ‏طالما هي بإشرافكم وإشراف الأمم المتحدة . وها انا اليوم من على هذا المنبر ‏اطلب من المجتمع الدولي بأسره الا يتخلى عن بلد الأرز وما يمثله من ثروة ‏للبشرية جمعاء".‏

وقبل إلقاء عون كلمته استمع المشاركون في المؤتمر الى كلمات لعدد من الشباب ‏اللبنانيين المنتمين الى منظمات وجمعيات أهلية وغير حكومية عبروا عن ‏مشاعرهم ومعاناتهم جراء انفجار مرفأ بيروت .‏

وبدوره شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس على أهمية تلبية حاجات ‏اللبنانيين ولا سيما منهم الأكثر حاجة الى المساعدة كما شدد على إعادة اعمار ‏بيروت بمساندة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وغيرهما من الدول والمنظمات ‏الدولية . وفي سياق المداخلات التي ألقيت جدد رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس ‏الدعوة الى السلطات اللبنانية لوضع شبكة امان اجتماعي والانخراط في إصلاحات ‏ضرورية وشاملة ومن بينها في القطاع المالي . وقال ان "البنك الدولي مستعد ‏لمساعدة اللبنانيين والمؤسسات في لبنان بالمساهمة مع مؤسسات ودول أخرى كما ‏نلتزم مساعدة لبنان على تنفيذ خريطة الطريق لاعادة اعمار مرفأ بيروت بشكل ‏افضل".‏

وانتهى المؤتمر الى اصدار مجموعة توصيات من ابرزها تقييم المساعدات التي ‏قدمها المجتمع الدولي الى الشعب اللبناني وطرق توزيعها منذ مؤتمر 9 آب الماضي ‏، وتقييم الحاجات الإنسانية والصحية الجديدة والعمل على تلبيتها اذ ان تدهور ‏الوضع المالي والصحي يعني مواجهة لبنان المزيد من المشاكل، والتشديد على ان ‏هذه المساعدات الإنسانية موجهة الى الشعب اللبناني، والدعوة الى تشكيل حكومة ‏جديدة تنفذ خارطة الطريق الفرنسية والقيام بالإصلاحات الضرورية.‏

وجاء في ترجمة البيان الختامي :‏

‏" أكد المؤتمر أن الالتزامات التي تم التعهد بها في ما يتعلق بالمساعدات الطارئة ‏منذ 4 آب قد تم الوفاء بها، من حيث النوعية والكمية ، في جميع المجالات ذات ‏الأولوية التي حددتها الأمم المتحدة آنذاك ، بما في ذلك الصحة والتعليم وإعادة ‏التأهيل الحضري والغذاء. وفي حين تم التعهد بتقديم 257 مليون يورو، تم دفع ‏أكثر من 280 مليون يورو بالفعل. وأعاد المشاركون التأكيد على التزامهم بالتوزيع ‏الشفاف والفعال للمساعدات الدولية بما يعود بالنفع على الشعب وحده. وأثني على ‏دور الأمم المتحدة في هذا الصدد.‏

بالإضافة إلى المساعدات الطارئة، عمل المؤتمر على حشد دعم إضافي من حيث ‏الإنعاش المبكر من أجل المنفعة المباشرة للفئات السكانية الأكثر ضعفاً ، ولا سيما ‏من أجل الاستجابة لتحديات الأمن الغذائي والحصول على التعليم ….‏

وأعرب المشاركون عن قلقهم بشأن التأخير في التحقيق في انفجارات 4 آب. كما ‏ناقش المؤتمر إعادة إعمار مرافق الميناء ودمجها في المدينة وإعادة تأهيل الأحياء ‏المتضررة من الانفجار. وشدد المشاركون على أن إعادة إعمار الميناء يجب أن ‏تستند إلى المبادئ التالية: إعادة البناء بشكل أفضل ، والإدارة الأفضل، واتخاذ ‏القرار بشفافية. شعر المشاركون أن إعادة إعمار الأحياء المتضررة يجب أن تتم ‏بطريقة شاملة، بالتشاور مع السكان.‏

أعرب المؤتمر عن قلقه إزاء تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وأعرب ‏عن قلقه من الأزمة الإنسانية الناشئة. وأشار المشاركون إلى تدهور جميع ‏المؤشرات الاقتصادية والمالية والنقدية والاجتماعية ، حيث ارتفع معدل الفقر من ‏‏28? إلى 55? خلال فترة 12 شهرًا ، مما دفع الآن العديد من اللبنانيين إلى ‏الهجرة. واتفق المؤتمر مع البنك الدولي على أن هذا "كساد متعمد". لبنان في حالة ‏إفلاس مالي ، لكن لا يزال بإمكانه أن يكون دولة ناجحة إذا تم تنفيذ الإصلاحات ‏بسرعة. كما مكّن المؤتمر من البدء في التفكير في الإصلاح الضروري للنموذج ‏الاقتصادي اللبناني.‏

وأشار المشاركون بقوة إلى أهمية التنفيذ الفعال للإصلاحات التي يتوقعها السكان ‏والمجتمع الدولي. هذه الإصلاحات ضرورية للغاية لتمكين الأخير من الانخراط ‏جنبًا إلى جنب مع لبنان ، سواء من حيث النتائج التي توصل إليها مؤتمر سيدر في ‏‏6 نيسان 2018 ، وآفاق الدعم الهيكلي الإضافي على المدى الطويل. يجب أن ‏يكون هذا الدعم جزءًا من برنامج يُبرم مع صندوق النقد الدولي.‏

وجدد المؤتمر التأكيد على الحاجة الماسة إلى اتفاق القادة السياسيين اللبنانيين ‏بأسرع ما يمكن على تشكيل حكومة ذات مصداقية وفعالة وقادرة على العمل من ‏أجل المصلحة العامة للبلاد. على أساس خارطة الطريق في 1 أيلول 2020 ، التي ‏صادقت عليها جميع القوى السياسية اللبنانية ، سيكون على هذه الحكومة أن تنفذ ‏بشكل عاجل جميع الإصلاحات والتدابير اللازمة لاستعادة ثقة اللبنانيين من ‏المجتمع الدولي.‏

النهار ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

3 كانون الأول 2020 07:50