30 كانون الأول 2020 | 18:05

منوعات

‏"توقعات الأبراج" كذب أم حقيقة؟

‏

مع نهاية كل عام تضج وسائل الإعلام بتوقعات الأبراج للعام الجديد، وتتباين ‏التوقعات بين الحالة المزاجية والأمور المادية، وحتى الأوضاع الصحية، وبينما ‏يتهافت كثيرون على متابعة تلك التوقعات، فإنها لم تسلم بالتأكيد من تشكيك البعض ‏في مدى التزامها بمنهج علمي، إلى جانب رفض البعض الآخر لها من منظور ‏ديني.‏

وترتبط توقعات الأبراج، بالتنجيم الذي يعتمد على مجموعة من التقاليد، ‏والاعتقادات المرتبطة بالأوضاع النسبية للأجرام السماوية؛ حيث يتم استنباط ‏تنبؤات عن الأمور الشخصية للبشر، وشؤونهم الدنيوية.‏

وعن ظاهرة التنجيم وما يرتبط بها من توقعات الأبراج، يقول رئيس قسم الفلك ‏بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والچيوفيزيقية في مصر، الدكتور أشرف تادرس، ‏إنه يرى أن التنجيم "لا علاقة له بالعلم إطلاقا".‏

أضاف أنه "مجرد حرفة تعتمد على ثقافة المنجم وخبرته، فمع تكرار الحوادث ‏يتكون لدى ممارسين هذه الحرفة خلفية واسعة، يستطيعون من خلالها التنبؤ ‏بالأحداث وفقًا لمواقع النجوم.‏

فعلى سبيل المثال إذا تكررت أحداث سيئة عند اجتماع القمر مع زحل في مدار ‏الجدي، يتم تسجيل الأمر لدى المنجمين نذيرا للشؤم، ومن هنا يتم إعداد جداول ‏إحصائية للأحداث وعلاقتها بالتشكيل النجمي في السماء، وما يرتبط بذلك من ‏توقعات متشائمة أو متفائلة.‏

ويوضح تادرس، في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن هذه الطريقة في التنبؤ ‏لا تعتمد على منهجية علمية، وإنما هي مسألة متروكة للصدفة، فقد تحدث أو لا ‏تحدث من الأصل، وهذا ما يتعارض بالضرورة مع العلم الذي لا يقبل بأمور تحتمل ‏التأويل والتخمين بهذا الشكل.‏

وبخصوص تأثير الأجرام السماوية على الحالة المزاجية للبشر، يلفت تادرس إلى ‏أن الشيء الواضح في هذا الأمر هو أن القمر يعتبر الجسم السماوي الوحيد الذي ‏يحتمل أن يكون له تأثير على الإنسان، لأنه قريب جدا إلى الأرض.‏

وأوضح أن جاذبيته قد تؤثر على المزاج العام لدى البشر، لافتا في الوقت نفسه إلى ‏أن هذا الأمر "لا يزال قيد الدراسة، ولا توجد أدلة قاطعة عليه".‏

ويختم رئيس قسم الفلك حديثه، بإلقاء اللائمة على وسائل الإعلام "التي تتيح ‏المساحة للمنجمين للظهور والتأثير في الرأي العام"، مشيرا إلى أن توقعات الأبراج ‏على صفحات الجرائد تختلف من صحيفة إلى أخرى، "مما يوضح التضارب ‏والخلل لدى هؤلاء، خاصة وأن الأمر يصل أحيانا لأن يكتب هذه التوقعات ‏أشخاص لا علاقة لهم بحرفة التنجيم".‏

ونشأت حرفة التنجيم -التي لا يعتد بها العلماء- أول الأمر في الحضارة البابلية، ‏ويستدل على ذلك بأول وثيقة نشرت عن التنجيم في بابل، واختلط التنجيم البابلي ‏بالحضارة المصرية وخرج للعالم كما نعرفه اليوم.‏

ويعتبر الفلكي الشهير أبو ريحان البيروني أول من فرق بين حرفة التنجيم وعلم ‏الفلك في القرن الحادي عشر، بمؤلفه المهم "التفهيم لأوائل صناعة التنجيم"؛ إذ ‏حاول من خلاله تبسيط علم الفلك من خلال رسوم هندسية وعمليات حسابية ‏مبسطة، وقد وثقته منظمة اليونسكو ضمن برنامج ذاكرة العالم في عام 2011، ‏باعتباره أقدم المخطوطات الموجودة باللغة الفارسية.‏




سكاي نيوز عربية ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

30 كانون الأول 2020 18:05