20 كانون الثاني 2021 | 08:16

أخبار لبنان

تفعيل مشاورات تشكيل حكومة بات في ‏عهدة عون

تفعيل مشاورات تشكيل حكومة بات في ‏عهدة عون

كتبت صحيفة "الشرق الأوسط" تقول: قالت مصادر سياسية مواكبة للتحرك الذي قام به رئيس ‏حكومة تصريف الأعمال حسان دياب باتجاه رؤساء الجمهورية ميشال عون والمجلس النيابي ‏نبيه بري والمكلّف تشكيل الحكومة الجديدة سعد الحريري، بأنه من غير الجائز تحميل لقاءاته ‏أكثر مما تحتمل، والتعاطي معها على أنها أدت إلى فتح ثغرة في الحائط المسدود الذي اصطدمت ‏به مشاورات تأليف الحكومة، وأكدت بأن إعادة الروح إليها وتفعيلها هي بيد رئيس الجمهورية ‏الذي يُفترض به أن يجيب على التشكيلة الوزارية التي عرضها الرئيس المكلّف والتي ردّ عليها ‏بمقاربة بقيت في حدود إعادة النظر في توزيع الحقائب على الطوائف اللبنانية من دون أن يقرنها ‏بتسمية الوزراء الذين ستوكل إليهم الوزارات‎.‎

ولفتت المصادر السياسية لـ"الشرق الأوسط"، إلى أن تفعيل المشاورات لتشكيل حكومة مهمة من ‏اختصاصيين ومستقلين من غير المحازبين بات في عهدة عون، وقالت بأن المشكلة لا تُحل بعقد ‏لقاء مجاملة بين عون والحريري الذي قام بكل ما يتوجب عليه، وإنما في مدى استعداد رئيس ‏الجمهورية للتعاون معه لإخراج البلد من الفراغ القاتل والانتقال به إلى مرحلة الانفراج، ‏خصوصاً أن كل ما أُشيع حول التشكيلة الوزارية التي عرضها عليه الحريري لا يمتّ إلى ‏الحقيقة بصلة، وأن مجرد الإعلان عن أسماء المرشحين لدخول الحكومة يتيح للرأي العام ‏الاطلاع عليها للتأكد بأن كل ما قيل عنها ليس في محله‎.‎

ورأت بأن عون هو من أوقف مشاورات التأليف بعد 14 جولة من المشاورات بدلاً من أن يجيب ‏على التشكيلة الوزارية التي سلّمه إياها الحريري، وسألت "من كان وراء تفخيخ الأجواء التي ‏أدت إلى القطيعة بين عون والحريري؟ وهل أن ما صدر عن رئيس الجمهورية باتهام الرئيس ‏المكلف بالكذب والذي أعقبه رئيس (التيار الوطني الحر) النائب جبران باسيل بشن حملة شعواء ‏على الرئيس المكلف يخدم الجهود الرامية إلى إنقاذ البلد بتبنّي المبادرة التي طرحها الرئيس ‏الفرنسي إيمانويل ماكرون؟‎".‎

كما سألت عن الأسباب الموجبة لاستمرار الحملات الإعلامية والسياسية من قبل التيار السياسي ‏المحسوب على عون - باسيل ضد الحريري؟ وكأن الأخير يتحمل مسؤولية تأخير تشكيل ‏الحكومة، مع أن العائق الوحيد هو من يرعى هذه الحملات، في حين يلوذ رئيس الحكومة وتياره ‏السياسي بالصمت؛ لأن البلد لا يحتمل المزيد من التأزيم‎.‎

واستغربت المصادر نفسها مما يردّده عون وتياره السياسي حول اعتماد وحدة المعايير وتطبيق ‏مبدأ المداورة في توزيع الحقائب على الطوائف، في حين وافق هو شخصياً على استثناء وزارة ‏المال من المداورة والإبقاء عليها من الحصة الشيعية كما ورد في مقاربته لإعادة توزيع الحقائب ‏على القوى السياسية‎.‎

وقالت بأن الحريري عندما قرّر انتخاب عون رئيساً للجمهورية لم يّتخذ قراره إلا لمنع استمرار ‏الفراغ في سدة الرئاسة الأولى لإعادة انتظام العمل في المؤسسات الدستورية من جهة ولوقف ‏انهيار البلد، وأكدت بأن موقفه انسحب على إجراء الانتخابات النيابية بعد التمديد للبرلمان وعلى ‏أساس اعتماد قانون انتخاب كان يُدرك سلفاً بأنه سيخسر عدداً من المقاعد النيابية، ورأت بأن ‏الحريري سيتخذ الموقف نفسه في حال أي فراغ من شأنه أن يعيق الجهود لإنقاذ البلد‎.‎

وأكدت بأن المبادرة الفرنسية ما زالت قائمة، وأن عدم تحريكها لا يعني أبداً سحبها من التداول، ‏وكشفت عن أن الحريري على تواصل دائم مع القيادة الفرنسية رهاناً منه على أن لا بديل عنها ‏لإنقاذ البلد، وسألت "من كان وراء تعطيل جلسات مجلس الوزراء ومنعها من الإنتاجية كما ‏يجب؟ ألم يكن باسيل وفريقه السياسي؟‎".‎

وبالنسبة إلى تحرّك دياب باتجاه الرؤساء الثلاثة، قالت المصادر بأنه أراد من تحركه أن يمرّر ‏أولاً رسالة تضامن مع الحريري ولو جاءت متأخرة على خلفية اتهام عون له بالكذب في حضور ‏دياب في ضوء التساؤلات التي طُرحت حول عدم ردّه على هذا الاتهام، وثانياً، إعلام من يعنيهم ‏الأمر بأن حكومة تصريف الأعمال غير قادرة على الاستمرار في ظل تراكم الأزمات ‏الاجتماعية والاقتصادية وارتفاع منسوب الإصابات بوباء فيروس كورونا بعد أن تجاوزت ‏الخطوط الحمراء، وهذا ما يستدعي الإسراع بتشكيل الحكومة اليوم قبل الغد‎.‎

لذلك؛ فإن الانتقال إلى مرحلة الانفراج بتشكيل الحكومة كان ولا يزال في عهدة عون الذي عليه ‏أن يجيب على التشكيلة الوزارية التي أودعه إياها الحريري الذي يتواصل باستمرار مع ‏البطريرك الماروني بشارة الراعي تقديراً منه لمواقفه ومحاولاته الدؤوبة لإخراج مشاورات ‏التأليف من المراوحة، وصولاً إلى توفير الأجواء لتسهيل ولادة الحكومة‎.‎



الشرق الاوسط ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

20 كانون الثاني 2021 08:16