5 شباط 2021 | 08:16

أخبار لبنان

‏ مصادر أمنية: لقمان سليم كان يخضع للمراقبة والملاحقة.. خطف قبل قتله

‏ مصادر أمنية: لقمان سليم كان يخضع للمراقبة والملاحقة.. خطف قبل قتله

كتبت صحيفة "الشرق الأوسط" تقول: أسفرت عملية اختطاف معقّدة عن مقتل ‏الناشط السياسي والاجتماعي المعارض لـ"حزب الله" لقمان سليم في جنوب لبنان، ‏حيث عُثر على جثته في سيارة استأجرها قبل أيام، ما أثار صدمة واسعة في ‏الأوساط اللبنانية‎.‎

وأبلغت شقيقته عن اختفاء أثره، مساء الأربعاء، بعد خروجه من زيارة إلى منزله ‏صديقيه في مزرعة نيحا الواقعة بين بلدتي صريفا ودير كيفا في قضاء صور، في ‏جنوب لبنان، قبل أن يُعثر على هاتفه بعيداً نحو 350 متراً عن المنزل، الذي كان ‏يزوره، ويُعثر على جثته في طريق فرعية غير مأهولة في منطقة العدوسية في ‏قضاء الزهراني‎.‎

وقالت مصدر أمني لـ"الشرق الأوسط" إن سليم، كان في زيارة إلى صديقيه محمد ‏وشبيب الأمين، في مزرعتهما بقضاء صور، قبل أن يخرج من منزلهما، في ‏الساعة الثامنة مساء، لافتة إلى أنه كان يستقل سيارة يستأجرها، منذ مطلع الشهر ‏الحالي. وقالت إنه بعد الإبلاغ عن اختفاء أثره، عُثر على جثته في السيارة مقتولاً ‏بخمس رصاصات أصابت رأسه، ورصاصة سادسة اخترقت صدره من جهة ‏ذراعه اليسرى. ووسط رفض عائلته لتشريحه، كشف عليه الطبيب الشرعي الذي ‏قدّر أن يكون قد تعرَّض للقتل في منتصف ليل الأربعاء - الخميس‎.‎

وكانت عائلة الناشط والباحث السياسي أبلغت عن اختفائه، مساء الأربعاء، مشيرة ‏إلى أنه غادر قرية جنوبية، وكان يفترض أن يعود إلى بيروت. ولم تعثر القوى ‏الأمنية على أوراقه الثبوتية، وقد تعرف مقربون منه عليه‎.‎

وتوصلت التحقيقات الأولية إلى أن سليم كان يخضع للمراقبة والملاحقة، وقد ‏تعرَّض للخطف قبل قتله، وأشار المصدر الأمني إلى أن السيارة سلكت طرقات ‏فرعية غير رئيسية، واستقرت في منطقة العدوسية (10 كيلومترات جنوب صيدا) ‏في طريق غير مأهول، مستغلين حظر التجول والإقفال التام، والمنطقة النائية التي ‏كان يزورها في الليل‎.‎

وقال المصدر إن قوى الأمن الداخلي استمعت إلى إفادات صديقيه، وتستقصي ‏معرفة من رمى هاتفه غير بعيد عن المنزل الذي كان يزوره، وما إذا كان الهاتف ‏قد رُمي فوراً؛ ما يعني أنه اختطف من مكان قريب من المزرعة، أو أنه رُمِي في ‏المكان بعد قتله بغرض تضليل التحقيق‎.‎

وفيما كشف المصدر عن أن السيارة التي كان يستقلها لا تتضمن نظام تتبع جغرافي ‏‏(جي بي إس)، أشار إلى أن التحقيقات تسلك ثلاثة خطوط متوازية، أولها جمع ‏الكاميرات، وثانيها رفع البصمات ومقارنتها مع بصمات في قاعدة البيانات ‏الشخصية للسلطات اللبنانية، وثالثها تتبع خريطة الاتصالات. فشعبة المعلومات في ‏قوى الأمن الداخلي التي تتولى التحقيق، تحلل "داتا" الاتصالات في الفترة التي كان ‏يوجَد فيها، وتحليل خريطة الاتصالات لمعرفة الجناة من اتصالاتهم‎.‎

وسليم باحث وناشط مدافع عن حقوق الإنسان، وملتزم التوعية الثقافية والسياسية ‏حول مواضيع المواطنة والحريات، وناقد في مقالاته وإطلالاته التلفزيونية لـ"حزب ‏الله"، القوة السياسية والعسكرية الأكثر نفوذاً في لبنان‎.‎

وطلب الرئيس اللبناني ميشال عون من المدعي العام التمييزي القاضي غسان ‏عويدات، إجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة ملابسات جريمة اغتيال سليم. وشدد ‏عون على ضرورة الإسراع في التحقيق لجلاء الظروف التي أدَّت إلى وقوع ‏الجريمة والجهات التي تقف وراءها‎.‎

من جانبه، كلف رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وزير الداخلية ‏والبلديات محمد فهمي "الإيعاز إلى الأجهزة الأمنية الإسراع في تحقيقاتها لكشف ‏ملابسات جريمة اغتيال سليم، وملاحقة الفاعلين والقبض عليهم وإحالتهم إلى ‏القضاء بأسرع وقت ممكن". وشدد دياب على أن "هذه الجريمة النكراء يجب ألا ‏تمرّ من دون محاسبة، وألا تهاون في متابعة هذه التحقيقات حتى النهاية". وأكد أن ‏‏"الدولة ستقوم بواجباتها في هذا الصدد". وأدان وزير الداخلية اللبناني محمد فهمي في ‏حديث لقناة محلية قتله، واصفاً ما حدث بأنه "جريمة مروعة ومدانة‎".‎

وفيما لم تتمكن الجهات الأمنية بعد من تحديد ظروف الجريمة، أثار مقتل لقمان ‏سليم صدمة في الأوساط السياسية اللبنانية. وربطت شقيقته رشا الأمير، وقبل ‏الإعلان عن وفاته، اختفاءه بمواقفه السياسية. وقالت لـ"وكالة الصحافة الفرنسية": ‏‏"لديه موقف؛ لماذا ممكن أن يخطفوه؟". وتحدثت عن ليلة صعبة عاشتها مع زوجة ‏سليم بانتظار أن يصل إليهما خبر عنه، قائلة: "لم ننَم كل الليل، ونحن نتصل ‏بأشخاص علَّ أحدهم يعلم شيئاً، ذهبنا إلى المستشفيات واتصلنا بالصليب الأحمر، ‏خشينا أن يكون تعرض لحادث سير". وقالت: "حزني كبير، أحاول أن ألملم نفسي، ‏لا نعرف ماذا نفعل... لا أصدق أنني لن أرى أخي وصديقي مرة أخرى‎"‎‏.‏

وتابعت: "كنت أسأله ألا تخاف يا لقمان أن تعبّر عن رأيك بهذا القدر من الحرية؟ ‏كان يجيبني: (الموت لا يخيفني)". وأضافت: "لقد قتلوا شخصاً نادراً واستثنائياً‎".‎

وكان سليم (58 عاماً) يدير مركز "أمم" للأبحاث والتوثيق في جزء من منزله، في ‏حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت، معقل "حزب الله"، الأمر الذي كان يُنظر ‏إليه على أنه تحدّ للحزب الشيعي. وينتمي لقمان إلى الطائفة الشيعية، لكنه رافض ‏بشدة للطائفية، ويعتبرها إحدى أكبر مشكلات لبنان‎.‎




الشرق الاوسط ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

5 شباط 2021 08:16