تجتاح ولاية تكساس الأميركية موجة صقيع وعواصف ثلجية غير مسبوقة، الأمر الذي دفع المواطنين لتخزين كميات كبيرة من الأغذية تحسبا لأجواء أكثر برودة.
وتدافع المواطنون في تكساس التي شهدت تسجيل درجات حرارة متدنية للغاية، وانقطاع الكهرباء عن نحو 200 ألف منزل، لشراء سلع ضرورية خلال حالة طوارئ على مستوى الولاية.
ورصد تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية حادثة غريبة تمثلت بسماح متجر في تكساس للمتسوقين الذين لم يكونوا يحملون أموالا نقدية، بأخذ أغراضهم دون مقابل.
وفي حديث للصحيفة الأميركية قال تيم هينيسي، بأنه تفاجئ خلال تسوقه بأحد المتاجر في تكساس، بالكم الهائل من عربات التسوق التي كانت أمامه أمام أمين الصندوق.
وازدادت مفاجأة تيم عندما قرر أن يدفع ثمن مشترياته، حيث أعلمه أمين الصندوق بأنه يقبل النقد فقط، وفي حال عدم توفره، فلا يتوجب عليه الدفع.
وأضاف تيم البالغ من العمر 60 عاما: "أصبت بالذهول إلى جانب عدد كبير من المتسوقين في متجر (إتش إي بي) الواقع بضاحية أوستن عندما سمحوا لنا بالمغادرة دون دفع ثمن مشترياتنا".
وأشار إلى أن "طيبة الناس تظهر في المواقف العصيبة"، وهو ما ظهر جليا في موقف المتجر مع المواطنين الذين يواجهون العاصفة التي اجتاحت معظم الولايات الأميركية، وأغرقت ملايين المنازل في الظلام.
وتوقعت هيئة الأرصاد الأميركية تراجعا تدريجيا لحدة موجة الصقيع القطبي والعواصف الثلجية التي تجتاح البلاد منذ أيام مع اقتراب نهاية الأسبوع وخاصة في الولايات الجنوبية.
وقالت الهيئة الجمعة إن "الأسبوع البارد بشكل غير عادي الذي شهدته السهول الجنوبية سينتهي آخر هذا الأسبوع حيث يجلب الهواء المنخفض هواء دافئا".
وواصلت موجة البرد اجتياح البلاد الجمعة، من دالاس إلى نيويورك، مع عواصف ثلجية متوقعة على الساحل الشرقي وأمطار قوية في كارولاينا الجنوبية والشمالية.
وشهدت ولايات الجنوب على غرار تكساس وأركنساس ولويزيانا درجات حرارة تحت الصفر، وهي معتادة على موجات الحر أكثر من الثلوج.
وانقطعت الكهرباء عن نحو 200 ألف منزل في تكساس، وأكثر من 180 ألف منزل في لويزيانا وميسيسيبي.
وتشهد تكساس أيضا تعطلا في شبكات الصرف الصحي بسبب الثلوج، حسبما نقلت "فرانس برس".
وطلبت السلطات من نحو سبعة ملايين ساكن في الولاية غلي الماء قبل شربه أو استعماله في الطبخ، وذلك لدوافع صحية.
والجمعة، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه سيوافق على إعلان ولاية تكساس منطقة كوارث مما يمهد الطريق لتقديم قدر أكبر من المساعدات في عاصفة شتوية عاتية مع تفكيره في القيام بزيارة لمعرفة المساعدات الاتحادية التي تحتاجها الولاية.
وتمثل أول أزمة يواجهها بايدن، الذي تولى الرئاسة قبل شهر، اختبارا لتعهده بالحكم أيضا باسم الأميركيين الذين عارضوا ترشيحه.
ويعمل البيت الأبيض الآن عن كثب مع حاكم تكساس الجمهوري غريغ أبوت، الذي لم يعترف في البداية بفوز بايدن في الانتخابات في تشرين الثاني.
وفي كانون الأول، حاول مسؤولو ولاية تكساس إلغاء فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية في المحكمة لكنهم فشلوا.
وقال بايدن الذي خسر في تكساس أمام ترامب "كما قلت عندما ترشحت، سأكون رئيسا لكل الأمريكيين".
تحدّث الرئيس جو بايدن مع حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت، وأكد أن الحكومة ستواصل "التعاون الوثيق" مع السلطات الفيدرالية والمحلية لمساعدة السكان، فيما يجري التخطيط لزيارة بايدن لتكساس هذا الأسبوع.
وقالت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض إن بايدن طلب من فريقه التعجيل بطلب تكساس إعلانها منطقة كوارث مما يمهد الطريق للحصول على مزيد من الموارد الاتحادية.
وتوفي عدة أشخاص نتيجة البرد في تكساس التي نادرا ما تشهد تساقطا للثلوج، ووصلت حصيلة الضحايا على مستوى البلاد إلى ثلاثين وفاة، وفق وسائل إعلام أميركية.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.