1 آذار 2021 | 13:11

عرب وعالم

روسيا لإيران عن نفط سوريا: لي هذا ولكِ ذاك‎!‎

العام الماضي، سمحت سلطات النظام السوري لـ "القاطرجي"، أحد حيتان المال ‏التابعين لها في البلاد بتقديم عقود جديدة تضمنت استثناءات وامتيازات خاصة ‏لشركات روسية وأخرى مدعومة من إيران للتنقيب عن النفط واستثمار الغاز ‏وتطوير شبكات نقل استراتيجية من غرب العراق إلى غرب سوريا على البحر ‏المتوسط‎.‎

وبعد سنة تقريباً وفي خطوة لتقاسم الكعكة، قامت القوات الروسية العاملة في ‏سوريا، بتلزيم استثمار حقلي نفط "التيم" و"الورد"، في محافظة دير الزور، إلى ‏شركة "أرفادا" مالكة مصفاتي "الرصافة" لتكرير النفط الثقيل و"الساحل" لتكرير ‏النفط المتكاثف بعقد مدته 5 سنوات، وذلك بعد اجتماع عقد في مطار دير الزور ‏العسكري، بين ضباط روس، ورجل الأعمال السوري حسام قاطرجي‎.‎

بالمقابل، وبحسب مصادر محلية، أبقت روسيا حقلي "الحسيان"، و"الحمار" بريف ‏البوكمال، تحت سيطرة الحرس الثوري الإيراني الذي رفض تسليمهما لها بحجة ‏توقيع عقود استثمار مع دمشق مدتها 10 سنوات‎.‎

الحسبة على الأرض‎:‎

تقبع أغلب حقول النفط في المنطقة الواقعة شرق سوريا، وتحديداً في محافظتي دير ‏الزور والحسكة على الحدود العراقية والتركية. أغلب تلك المناطق خاضعة لسيطرة ‏قوات سوريا الديمقراطية، من بينها حقل رميلان في الحسكة، والذي يضم أكثر من ‏‏1322 بئراً، إضافة لأكثر من 25 بئراً للغاز، ولها أيضاً أكبر الحقول النفطية في ‏سوريا، وهي حقلا العمر والتنك، وحقل العزبة وعدد من الحقول لأخرى الموجودة ‏في ريف محافظة دير الزور، في حين يسيطر النظام وحلفاؤه، على حقول صغيرة، ‏حيث لا ينتج حقلا الورد والتيم الواقعان تحت سيطرة النظام والقوات الروسية ‏غربي الفرات، سوى مردود ضئيل، كونهما محطة ضخمة للنفط القادم من حقلي ‏العمر والتنك‎.‎

فيما تنتج حقول الجفرة وكونيكو لإنتاج الغاز، وحقول ديرو والجفرة والخراطة ‏الواقع تحت السيطرة الإيرانية، نحو ألفي برميل، يومياً‎.‎

الجدير ذكره أن روسيا سيطرت على حقلي "التيم" و"الورد" بدير الزور، منذ ‏الصيف الماضي، في حين استولت الميليشيات الإيرانية على حقلي "الحسيان" ‏و"الحمار" بريف البوكمال، منذ طرد تنظيم داعش منها عام 2017. وتكتسب ‏حقول دير الزور الأهمية الأكبر بإنتاج كان يصل حوالي 400 ألف برميل يوميا‎.‎

القاطرجي وشبكاته

الأشقاء قاطرجي يعتبرون من أهم قيادي النفط في سوريا، ويد النظام الرئيسة ‏للتعامل مع الدواعش حين كانت حقول النفط تحت سيطرتهم، ومع قوات سوريا ‏الديمقراطية التي تسيطر اليوم على معظم حقول النفط والغذاء في الجزيرة السورية‎.‎

حصلت مجموعة "أرفادا" التابعة للقاطرجي على أول ترخيص رئاسي بتأسيس ‏مصفاتي نفط لشركة خاصة العام الماضي بحصة الأسد 80%، بالشراكة مع ‏وزارة النفط والثروة المعدنية بدمشق التي امتلكت 15% من أسهم الشراكة، فيما ‏تملك شركة "ساليزارشيبينغ" اللبنانية، 5‏‎%.‎

وضمن الخطة، عمل القاطرجي على تجنيد أكثر من ألف شاب من المنطقة الشرقية ‏ومنطقة الشميطية ومعدان والسبخة والبوكمال، لقاء رواتب شهرية تقدر بـ225 ألف ‏ليرة سورية مع سلة غذائية، أي ما يعادل 60 دولاراً أميركياً، وكانت مجموعته ‏المنتشرة في المنطقة هي من يتولى حماية الصهاريج ومرافقتها وحماية آبار النفط، ‏إلا أنها وبعدما تعرضت لسلسلة هجمات من فلول داعش خلال الأشهر الماضية ‏تولت القوات الروسشية المهمة‎.‎

ولدى سوريا حقول غاز في المنطقة الوسطى بحمص وحماه والبادية السورية ‏وجميعا تقع تحت سيطرة النظام السوري الذي لا يسيطر في المقابل على أي من ‏حقول النفط في البلاد حاليا‎.‎

فيما دمرت الحرب القطاع النفطي في البلاد لينخفض إنتاج البترول السوري ‏الرسمي في العام 2014 إلى 9329 برميلا في اليوم الواحد بعدما بلغ 380 ألفا ‏قبل بدء الصراع في 2011‏‎.‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

1 آذار 2021 13:11