في سياق المواقف الديبلوماسية من الوضع المأزوم في لبنان كلام للقائم بالاعمال في السفارة البريطانية في بيروت مارتن لنغدن بعد زيارته امس للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اذ اطلق مجموعة تساؤلات حملت دلالات بارزة ومنها: "الى أي مدى يجب ان يسقط لبنان بعد قبل ان تتحمل قياداته المسؤولية؟ ما هو مقدار الألم الذي يجب ان يتحمله الناس في جميع انحاء البلاد قبل ان يتوقف التسييس وتبدأ الإجراءات العملية لتحسين الأمور؟ ومتى يتوقف أصحاب النفوذ عن الانزلاق في الكارثة الاقتصادية والإنسانية ويظهرون بدلا من ذلك التصميم والوطنية المطلوبة لتشكيل حكومة إصلاحية قادرة على وقف الانحدار المتهور للبلاد ؟".
والتقى القائم بالأعمال في السفارة البريطانية في بيروت مارتن لنغدن مساء أمس البطريرك الراعي.
قال بعد الاجتماع لنغدن:"أنا ممتن للبطريرك الراعي لاستقبالي هذا المساء. هو أول لقاء لي مع غبطته منذ وصولي إلى لبنان في كانون الثاني. أجرينا مناقشات صريحة حول الوضع الحالي المؤلم وتشاركنا قلقنا العميق لمعاناة الشعب اللبناني. وشكرت البطريرك على جهوده لدوره القيادي والداعم في هذه الأوقات الصعبة. كما أكدت على دعم المملكة المتحدة الثابت للبنان خلال واحدة من أصعب فترات تاريخه، والتزامنا حياده وسياسته في النأي بالنفس".
أضاف: "ومهما كان الوضع الحالي قاتماً، فإنني أرى في لبنان إمكانات هائلة: لبنان يمكن أن يكون مزدهراً ومستقراً وآمناً. هو بلد قادر على أن يكون سيداً وقويّاً ومستقلاً؛ بلد يمكن أن يكون له حكومة تكون خاضعة للمساءلة، حكومة شفافة تستحق ثقة كل اللبنانيين".
وتابع:"للأسف هذا ليس لسان حال اليوم. وأراني أتساءل إلى أي مدى يجب أن يسقط لبنان بعد قبل أن تتحمل قياداته المسؤولية؟ ما هو مقدار الألم الذي يجب أن يتحمله الناس - في جميع أنحاء البلاد - قبل أن يتوقف التسييس وتبدأ الإجراءات العملية لتحسين الأمور؟ ومتى يتوقف أصحاب النفوذ عن الانزلاق في الكارثة الاقتصادية والإنسانية، ويظهرون بدلاً من ذلك التصميم والوطنية المطلوبة لتشكيل حكومة إصلاحيّة قادرة على وقف الانحدار المتهوّر للبلاد"؟
وختم: "لن يكون التغيير الإيجابي أمراً سهلاً - فلا شيء ذو قيمة حقيقية بأمر سهل. أصدقاء لبنان الدوليون على استعداد، كما هو الحال دائمًا، للمساعدة. والطريق نحو مستقبل أفضل موجود. غير أنّه لا يمكننا أن نصبو إلى هذا المستقبل أكثر منكم. فعلى قيادة التغيير أن تنطلق من الداخل. آمل أن يتمكن كل من يحملون مصلحة لبنان في صميمهم أن يعملوا معاً على إنجاز هذه المهمة الصعبة. لكن يجب أن يحدث هذا قريباً. فالوقت، مثل صبر الشعب اللبناني الذي طالت معاناته، بات ينفد بسرعة ".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.