أكثر من 7 أشهر مرت على الكارثة التي حلت بمرفأ بيروت وراح ضحيتها المئات بين قتلى وجرحى، بسبب المواد الكيماوية التي خُزنت هناك وتُركت هناك نتيجة الإهمال والفساد، إلا أن مفاجأة صادمة أعادت المأساة إلى الواجهة خلال الأيام الماضية، بعد أن اتضح أن تلك المواد الخطيرة نفسها، لا تزال موجودة في قلب العاصمة اللبنانية حتى الآن.
وأعلنت الشركة الألمانية "كومبي ليفت"، التي أُسندت إليها مهمة التخلص من المواد الكيماوية التي أدت لانفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس الماضي، أن المواد لم تشحن إلى خارج بيروت حتى الآن.
وأوضحت الشركة أن السبب هو عدم سداد السلطات اللبنانية الدفعة الأولى المنصوص عليها في العقد، مؤكدة أن الخطر لا يزال يحدق ببيروت، حيث توجد 5 سفن مدمِرة في الميناء يجب التخلص منها.
وكانت شركة "كومبي ليفت" للنقل الثقيل قد وقعت عقدا مع السلطات اللبنانية في نوفمبر لتطهير ميناء بيروت من المواد الخطيرة، بعد 3 أشهر من الانفجار الناجم عن مادة نترات الأمونيوم، والذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص.
والشهر الماضي، أنهت الشركة عملها وتم وضع المواد في حاويات خاصة، كان من المفترض أن يتم شحنها إلى ألمانيا لمعالجتها، بحلول نهاية فبراير.
وأوضح المدير العام لإدارة واستثمار مرفأ بيروت، باسم القيسي، أن جهود تطهير الميناء كلفت 3.6 مليون دولار، يتعين على الحكومة اللبنانية دفع مليوني دولار منها، فيما تتحمل شركة "كومبي" المبلغ المتبقي.
من جانبها، أكدت "كومبي" في تصريحات لصحيفة "ذي ناشيونال"، الجمعة، أنها لا تزال تنتظر "الدفعة الأولى" من المبلغ، دون مزيد من التوضيح.
وقالت الشركة لوكالة فرانس برس الشهر الماضي، إنها تعاملت مع حاويات من الأسيتون وبيروكسيد الهيدروجين، موضحة أنه كان من الممكن أن يقع انفجار ثان خطير، كانفجار أغسطس الماضي، إذا اختلطت المادتان معا.
بدوره، قال مايكل وينتلر، الخبير الكيميائي الذي يدير عمليات "كومبي ليفت" في بيروت: "الميناء محظوظ، لأن الحاويات بينهما مسافة".
وأشار القيسي إلى أن "كومبي" عالجت 59 حاوية، أي أكثر بـ7 حاويات مما ذكره سفير ألمانيا لدى لبنان، أندراس كيندل، في تغريدة على تويتر في 6 فبراير.
وكان كيندل قد قال في تغريدته: "كومبي ليفت عالجت 52 حاوية من المواد الكيميائية الخطيرة، التي تراكمت على مدى عقود وكانت تشكل تهديدا للناس في بيروت".
وأوضح القيسي أن المفاوضات مع "كومبي ليفت" بشأن الدفع يجب أن تنتهي بحلول الاثنين، قائلا: "لا يوجد تردد أو رفض أو تأخير من قبل الحكومة اللبنانية".
وتابع: "كومبي ليفت قامت بفحص الميناء كاملا بحثا عن المواد الكيماوية. لا يوجد شيء مؤكد بنسبة 100 في المئة، لكن يمكنني أن أؤكد أنه تم التعامل مع 95 بالمائة من المواد الكيماوية الخطيرة في الميناء، لكن لا أحد يعلم ما قد يظهر في المستقبل".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.