15 آذار 2021 | 18:23

أخبار لبنان

بيروت في "دائرة الخطر"... الكيماويات في قلب العاصمة

أكثر من 7 أشهر مرت على الكارثة التي حلت بمرفأ بيروت وراح ضحيتها المئات ‏بين قتلى وجرحى، بسبب المواد الكيماوية التي خُزنت هناك وتُركت هناك نتيجة ‏الإهمال والفساد، إلا أن مفاجأة صادمة أعادت المأساة إلى الواجهة خلال الأيام ‏الماضية، بعد أن اتضح أن تلك المواد الخطيرة نفسها، لا تزال موجودة في قلب ‏العاصمة اللبنانية حتى الآن.‏

وأعلنت الشركة الألمانية "كومبي ليفت"، التي أُسندت إليها مهمة التخلص من المواد ‏الكيماوية التي أدت لانفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس الماضي، أن ‏المواد لم تشحن إلى خارج بيروت حتى الآن.‏

وأوضحت الشركة أن السبب هو عدم سداد السلطات اللبنانية الدفعة الأولى ‏المنصوص عليها في العقد، مؤكدة أن الخطر لا يزال يحدق ببيروت، حيث توجد 5 ‏سفن مدمِرة في الميناء يجب التخلص منها.‏

وكانت شركة "كومبي ليفت" للنقل الثقيل قد وقعت عقدا مع السلطات اللبنانية في ‏نوفمبر لتطهير ميناء بيروت من المواد الخطيرة، بعد 3 أشهر من الانفجار الناجم ‏عن مادة نترات الأمونيوم، والذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص.‏

والشهر الماضي، أنهت الشركة عملها وتم وضع المواد في حاويات خاصة، كان ‏من المفترض أن يتم شحنها إلى ألمانيا لمعالجتها، بحلول نهاية فبراير.‏

وأوضح المدير العام لإدارة واستثمار مرفأ بيروت، باسم القيسي، أن جهود تطهير ‏الميناء كلفت 3.6 مليون دولار، يتعين على الحكومة اللبنانية دفع مليوني دولار ‏منها، فيما تتحمل شركة "كومبي" المبلغ المتبقي.‏

من جانبها، أكدت "كومبي" في تصريحات لصحيفة "ذي ناشيونال"، الجمعة، أنها ‏لا تزال تنتظر "الدفعة الأولى" من المبلغ، دون مزيد من التوضيح.‏

وقالت الشركة لوكالة فرانس برس الشهر الماضي، إنها تعاملت مع حاويات من ‏الأسيتون وبيروكسيد الهيدروجين، موضحة أنه كان من الممكن أن يقع انفجار ثان ‏خطير، كانفجار أغسطس الماضي، إذا اختلطت المادتان معا.‏

بدوره، قال مايكل وينتلر، الخبير الكيميائي الذي يدير عمليات "كومبي ليفت" في ‏بيروت: "الميناء محظوظ، لأن الحاويات بينهما مسافة".‏

وأشار القيسي إلى أن "كومبي" عالجت 59 حاوية، أي أكثر بـ7 حاويات مما ذكره ‏سفير ألمانيا لدى لبنان، أندراس كيندل، في تغريدة على تويتر في 6 فبراير.‏

وكان كيندل قد قال في تغريدته: "كومبي ليفت عالجت 52 حاوية من المواد ‏الكيميائية الخطيرة، التي تراكمت على مدى عقود وكانت تشكل تهديدا للناس في ‏بيروت".‏

وأوضح القيسي أن المفاوضات مع "كومبي ليفت" بشأن الدفع يجب أن تنتهي ‏بحلول الاثنين، قائلا: "لا يوجد تردد أو رفض أو تأخير من قبل الحكومة اللبنانية".‏

وتابع: "كومبي ليفت قامت بفحص الميناء كاملا بحثا عن المواد الكيماوية. لا يوجد ‏شيء مؤكد بنسبة 100 في المئة، لكن يمكنني أن أؤكد أنه تم التعامل مع 95 بالمائة ‏من المواد الكيماوية الخطيرة في الميناء، لكن لا أحد يعلم ما قد يظهر في ‏المستقبل".‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

15 آذار 2021 18:23