فيما تطرُق الموجة الثالثة من وباء كورونا أبواب العالم متهددة دولَه قاطبة وأمنَ سكانها الصحي، كيف يستعد لبنان للتحدي الخطير هذا؟ اليوم، اجتمع المجلس الاعلى للدفاع وقرر تمديد التعبئة العامة لمدّة ستة أشهر، والاقفال التام لكل القطاعات خلال فترة الأعياد لمدّة ثلاثة أيام. وشدد رئيس الجمهورية ميشال عون في بداية اجتماع المجلس الأعلى للدفاع على "ضرورة تمديد التعبئة العامة نظراً لإزدياد نسبة الاصابات وأعداد الوفيات"، داعياً "الى تحديد الوضعية الحالية للاصابات والوفيات واللقاحات لمواجهة الموجة الثالثة المتوقعة لوباء كورونا".
من جهته، قال رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب "إنتشار "كورونا" يتزايد وهناك نسبة عالية من المواطنين لا يلتزمون بالإجراءات، بينما يبدو أننا على مشارف الموجة الثالثة ليس فقط في لبنان وإنما في العالم، وقد تكون أخطر من سابقاتها وأتبنّى تمديد التعبئة العامة ستة أشهر جديدة تمتد لغاية نهاية أيلول".
هذا القرار جيد، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، وهو مطلوب خشية تكرار السيناريو الكارثي صحيا الذي رافق عيدي الميلاد ورأس السنة. ومن الضروري ان يصار الى تطبيقه بيد من حديد لتفادي التجمّعات في البيوت ودور العبادة خلال عيدي الشعانين والفصح وحول موائد الإفطار خلال شهر رمضان وعيد الفطر... لكن هذه الخطوة وحدها لا تكفي تتابع المصادر. فتلقيح المقيمين يفترض ان يكون السلاح الامضى في وجه الوباء. فأين الدولة من هذه الاولوية؟ التطعيم بطيء جدا من جهة، ووزارة الصحة تعقّد على الشركات الخاصة استقدام اللقاح، كما انها تصرّ على ان تكون اللقاحات، في حال نجحت بعض الشخصيات والشركات في استيرادها، مجانية ومخصصة لجمعيات، لا لأفراد، حتى ولو كان هؤلاء مستعدين لدفع ثمنه... الامر الذي يعرقل عملية التلقيح فيما المطلوب الاسراع فيها وتفعيلها.
اما القطاع الاستشفائي، فمتروك لقدره، يصارع باللحم الحي، الوباء. المستحقات المالية تحوَّل اليه من الدولة، بالقطارة، فيما المعدات تتناقص يوميا بسبب ازمة الدولار، متهددة قدرة المستشفيات على تأمين الخدمة والعلاج للمرضى. وفي السياق، استغرب نقيب الأطباء في بيروت شرف أبو شرف "عدم وضع الحكومة خطة إنقاذ سريعة للقطاع الصحي للحفاظ عليه"، معتبرا انه "اذا تقاعست عن ذلك، فنحن ذاهبون إلى كارثة صحية كبيرة". ولفت عقب اجتماع للجنة الصحة النيابية في حضور نقباء المهن الصحية، إلى أن "الصعوبات التي يواجهها هذا القطاع من حيث الكلفة العالية، والتعرفات التي ما زالت متدنية، وانهيار الليرة اللبنانية، وتجميد أموال المودعين في المصارف، والتأخر في فتح الاعتمادات المالية في مصرف لبنان، لشراء المستلزمات الطبية، ستودي به الى عواقب كارثية تصيب شظاياها المجتمع بكامله. إن الأزمة المعيشية الخانقة أصابت كل القطاعات بما فيها الطبية، لا سيّما الكفاءات العالية منها في المستشفيات الجامعية، والتي بدأت تأخذ طريقها نحو الشرق والغرب، مهددة بذلك استمرارية هذا القطاع بالمستوى المعهود والعدد المطلوب".
في المقابل، تضيف المصادر، نرى ان وزيرالصحة حمد حسن يتلهّى بمسرحيات "سياسية" لا هدف منها الا تبييض صفحة النظام السوري. وفي هذه الخانة، تصب زيارته الاخيرة الى دمشق حيث طلب منها تزويدنا بالاوكسيجين بعد ان نفد من المستشفيات، ليتبيّن بعد التدقيق ان الاوكسيجين متوافر وموجود في معظم المستشفيات الكبرى في البلاد.
فاذا استمر تعاطي الرسميين مع الازمة بهذه الخفة وقلّة المسؤولية، تتابع المصادر، فإن لبنان سينهار امام شراسة الفيروس وسيخسر المعركة غير المتكافئة حتى الساعة، معه، فحذار!
المركزية
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.