حديث الإثنين - وليد الحسيني
يا فخامة الرئيس،
من فمك تدان.
تحدثت الأسبوع الماضي إلى الزميلة "الجمهورية".
صرّحت، فسرَحت بين الخرافة والتخريف.
في الخرافة، قلت إنك ستسلم لبنان أحسن مما استلمته.
وفي التخريف، تباهيت بأنك "تسونامي".
نصيحة، وإن فات أوانها:
اُنظر يا فخامة الرئيس بعينيك، ولا تنظر بألسنة جبران باسيل وسليم جريصاتي ومُبخري التحليل السياسي.
لو نظرت بناظريك، لا بأذنيك، لأدركت كم تكذب ألسنة المخبرين.
لو فعلت ما قلت قولك هذا في التسلم والتسليم. أما وقد قلته، فقد أضحكت شعباً حزيناً يجهش بالبكاء على وطن، كان زينة الأوطان.
يستحيل، يا صاحب الوعد، أن تسلم الأحسن. إلا إذا كان المستلم من علماء الآثار.
عالم الآثار هذا هو الوحيد، الذي يعرف جيداً، قيمة الكنوز الأثرية، التي تركها عهدك، من بقايا بيوت مدمرة ومدن شبه مهجورة.
لقد أبليت في أربع سنوات ونصف السنة بلاء حسناً. ولم يبق للرئاسة زمن يكفي لتعطي لبنان خراباً إضافياً.
نصيحة أخرى... ومازالت صالحة.
تخلى عن "تسوناميتك". وتراجع عن التباهي بها. فتسونامي يا صاحب الفخامة، أجرم ما أجرمته الطبيعة في البشر.
قلت إنك بها قضيت على بعض الإقطاع.
عظيم،... إنما الآتي أعظم.
فبتسوناميتك إجتحْت الدستور والأعراف... فآل لبنان إلى دولة آيلة للسقوط.
والأعظم أيضاً كان الكلام الرئاسي في بكركي.
هناك قال فخامته، في موضوع تشكيل الحكومة "كلما حُلّتْ عقبة استولدت عقبات".
كأنه لا يدري أن العقبات تحبل في "ميرنا شالوحي"... وتلد في قصر بعبدا.
لا شك أن "حديث العقبات" شكل عقبة إضافية في علاقات البطريرك والرئيس.
يبدو أن فخامته فشل في إقناع سيد بكركي بأن الوجود المسيحي ومصالح المسيحيين مرتبطان بوجود العونية ومصالحها.
من الواضح، ومن دون أن يوضح، فإن فخامته يسعى لاقتسام المسيحية. فله سلطة التحدث باسمها والتصرف بمؤسساتها ومجتمعاتها، وللبطريرك الكنيسة وأجراسها وقداديسها وعظاتها.
سريعاً ردّ الراعي على الإحتكار العوني للوجود المسيحي. ففي عظة اليوم التالي، أعلن نيافته، وهو الأعلم بمصلحة المسيحيين، والأحرص على مصير المسيحية، بأن انقاذ لبنان أولى من انقاذ مصالح المسيحيين. فالمسيحي لبناني. وبانهيار لبنان تنهار مصالحه.
بهذا القدر العالي من المسؤوليات الوطنية والكنسية والمجتمعية، أسقط نيافته أقنعة التخفي العوني وراء المسيحية، لتحقيق مآرب أخرى.
ومع هذا فلن ترى الحكومة الإنقاذية النور، فللعتمة أربابها... سواء في الكهرباء أو في السياسة.
للأسف، فهذا مصير بلد يحكمه حزبان:
حزب يوجّه... وحزب واجهة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.