18 نيسان 2021 | 13:43

مقالات

"دويلة" .."غارة عون"


 


وليد الحسيني-حديث الإثنين





ظهرت مؤخراً "دويلة غارة عون"، وانضمت إلى منظومة دويلات في دولة. 

قاضية القصر تنشق عن القضاء، بعد أن حوّلت النيابات العامة إلى نيابات خاصة، تعمل غب طلب جبران باسيل. 

تهيأ لها أنها أعلى من مجلس القضاء الأعلى. وأنها رئيسة على رئيسها... ولهذا ضربت قراراتهما بحائط "ميرنا شالوحي". 

ولأنها "دون كوشيتية" الانتماء، واتكالاً على حماية فخامة الرئيس، واتكاء على شعبية رامي عليق الحاشدة، أقدمت "غارة عون" على شن غاراتها على مكاتب "المكتف"، أمام أعين دولة مكتفة الأيادي، رغم القرار بكف يدها عن صلاحياتها الكيدية. 

جرى هذا من دون أن يغضب أحد احتجاجاً على إذلال القضاء وطعنه بسمعته وكرامته وهيبته. 

إنه زمن السياسات الهابطة. 

كل شيء يهبط إلى الهاوية... وها هو القضاء يهبط إلى أسفل السافلين. 

قديماً سادت موجة الأفلام السينمائية الهابطة بذريعة أن "الجمهور عاوز كده". 

وحاضراً نسأل: 

هل الجمهور اللبناني أيضاً "عاوز كده" رئيس... و"كده" سياسة... و"كده" أضاليل؟. 

لقد أخذ العهد عن الرحابنة فكرة راجح... فاستنسخ أكثر من "بعبع": 

بعبع الفساد. 

بعبع الإرهاب. 

بعبع العدو الإسرائيلي. 

بعبع حكومة برئاسة سعد الحريري. 

مجموعة "بعبعات" جمعت بين التزييف والمبالغة. 

وبغباء جماعي، سببته الغيبوبة الجماعية، صدقناهم. 

صدّقنا أن لا عودة لأموالنا المنهوبة، إلا بعون القاضية عون. 

ولا نجاة من الإرهاب إلا بتدخل حزب الله في سوريا. 

ولا رادع للخطر الإسرائيلي، إلا بالإنتماء إلى محور الممانعة. 

ولا حكومة إنقاذية من دون هيمنة جبران باسيل. 

تهويلات... تهويلات... تهويلات... في حين أن الحل بسيط، إذا قبلنا ببحثه، كما يقولون، على بساط أحمدي. 

يكفي أن يقتنع فخامته بأن صلاحياته محددة بما يقرره الدستور، لا بما يقرره سليم جريصاتي. 

يكفي أن يضحي حزب الله فيمتنع عن المشاركة في الحكومة، كي لا يقع لبنان في شرك فيتوات الغرب والشرق. 

يكفي أن نتوقف عن انتظار زواج المتعة بين الولايات المتحدة وإيران. 

عندئذ يمكن لسجّان بعبدا الإفراج عن حكومة الإنقاذ. وأن تبدأ، بالتالي، الإصلاحات في إحياء عظام الوطن وهي رميم. وأن نعيد لبنان إلى عروبته، بعد اغتراب قسري في بلاد فارس، لتعود بعودتها السياحة الخليجية. 

ربما قادتنا الحاجة الملحة إلى تبادل هذه الأوهام مع التيار العوني وحزب الله... 

فلا نحن سنصل إلى ما يريده لبنان، ولا هم سيصلون إلى ما يريدونه من لبنان. 

من الواضح أن شعبنا لا يملك من أسلحة مقاومة الكوارث سوى الصبر. 

يقال أن النصر صبر ساعة... فكم مجموع الساعات التي علينا أن نصبرها في الباقيات من عمر العهد العامر بالمفاجآت العامرة بالويلات؟. 

 

 

 

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

18 نيسان 2021 13:43