وضع حكم لمحكمة الجنايات في بيروت، حداً للشائعات والروايات حول جريمة قتل وُصفت ب"التكفيرية" وشغلت الرأي العام قبل ثلاث سنوات، وكان مسرحها محلة اليهودية في دير عمار بين شاب مخمور وإمام مسجد.
ويسرد الحكم الذي اصدرته المحكمة برئاسة القاضي سامي صدقي وعضوية المستشارين لميا ايوب وربيع المعلوف، تفاصيل الجريمة التي بدأت بإشكال بين المتهم خليل الدهيبي وهو إمام مسجد من جهة، والمغدور محمد الدهيبي داخل محل زيد العويك في دير عمار من جهة ثانية وذلك مساء ٢٥ آب من العام ٢٠١٨ ، على خلفية شتم المغدور وهو كان بحالة سكر، العزة الالهية لينتهي بمقتل الاخير بطعنات سكين بعد إستنجاد "الشيخ" بشقيقيه المتهمان عبدالله وعمر .
ودانت المحكمة الاشقاء الثلاثة بسجن عبدالله مدة ٧ سنوات اشغالا شاقة بعد تخفيض العقوبة من السجن ١٥ عاما، كما خفضت عقوبة عمر من السجن ١٥ عاما الى ٤ سنوات، وعقوبة خليل من السجن ١٥ عاما الى ٣ سنوات وذلك" بالنظر الى ظروف الحادث لجهة الاستفزاز الحاصل من قبل المغدور ولاسقاط الحق الشخصي".
غير ان المستشار ربيع المعلوف خالف رأي الاكثرية وسجّل مخالفة للحكم خلص فيها الى تطبيق المادة ٥٤٩ من قانون العقوبات على المتهمين الثلاثة في فقرتها الرابعة التي تنص على عقوبة الاعدام في حال اقدم" المجرم على اعمال التعذيب او الشراسة نحو الاشخاص".
ويأتي حكم المحكمة بعد استجواب المتهمين والشهود واقتنعت "بما لا يقبل الشك ان المتهمين الثلاثة لحقوا بالمغدور واقدم عبدالله على طعنه بسكين قبل ان يتمكن المغدور من الخروج من سيارته وبعد تمكنه من ذلك حصل عراك بينه والمتهمَين عبدالله وعمر الذي ضربه بعصا ما ادى الى سقوطه ارضا فيما قام عبدالله بطعنه عدة طعنات اصابته في صدره وانحاء جسمه الى حين قيام المتهم خليل برفعه عنه".
كما ثبت للمحكمة ان المتهم خليل وبعدما شتمه المغدور وشتم العزة الالهية قال له:" لو كان معي فرد قوصتك" كما ذكر امام شقيقه ان"المغدور شتم الرسول ويتوجب قتله شرعا".
وفي وقائع الجريمة ان المغدور وهو من بلدة المنية، حضر الى محل زيد العويك في دير عمار وهو بحالة سكر شديد ويحمل سندويش فلالفل بيده. وطلب إعطاءه علبة معسل وكان رذاذ الفلافل يتطاير من فمه. وعندما اعطاه صاحب المحل طلب راح يشتمه على سبيل المزاح، فنظر اليه خليل الذي كان متواجدا في المحل نظرة عتاب وطلب منه ان يحترم نفسه والحاضرين. فقام المغدور بشتمه ثم اعتذر منه. وعلم المغدور ان خليل امام مسجد،وبعدما سأله عن اقاربه عاد المغدور وشتم خليل واقاربه والعزة الالهية والرسول. فقال له المتهم:" لو كان معي فرد كنت قوّصتك" وشتمه.
عندها تدخل علي العويك ولما علا الصراخ حضر عمر العويك وهو على معرفة بالمغدور وقام بإخراجه، فيما تولى علي تهدئة خليل. ثم قام المغدور بسحب سكين ست طقات من جيبه من دون ان يفتحها. وقبل ان يغادر بسيارته قال للمتهم:" اذا كنت زلمي إلحقني" وانطلق بسيارته نحو المقابر.
في هذه الاثناء اتصل خليل بشقيقه عبدالله واعلمه بما حصل معه فحضر الاخير برفقة شقيقه عمر الى المحل . وعاد المغدور الى المكان بسيارته مستعملا الفرامل بشكل يُحدث ضجيجا، وراح يشتم خليل ويكيل له السباب ، ثم قال له:" اذا كنت رجال إلحقني"، وتوجه بسيارته نحو دير عمار.
وعلى بعد حوالي ٥٠٠ متر من المحل وقرب منزل محمد هاشم الدهيبي، سمع سكان المحلة صراخا، فنزل الاخير من منله وشاهد المغدور مرميا على الارض وكان لا يزال حيا فتم نقله الى المستشفى التي وصلها ميتا.
وبعد ان سلّم الماهمون انفسهم، افاد خليل بانهم لم يلحقوا بالمغدور انما فوجئوا بسيارته تعترض طريقهم وان المغدور خرج من سيارته وتوجهونحوه مباشرة وقام بطعنه بسكين في كتفه فترجل شقيقاه من السيارة حيث بادرهما المغدور بطعنهما، فحصل عراك بين المغدور وعبدالله الذي حاول سحب السكين وتمكن الاخير من طعنه عدة طعنات خلال وقوعه ارضا. فتدخل خليل وقام بإبعاد شقيقه عن المغدور وغادروا المكان. وادلى عبدالله وعمر بأقوال مطابقة لاقوال خليل ونفوا جميعا حيازتهم لاي سكين او عصا. اما الشهود فأفادوا ان المغدور انفعالي والجميع يبتعد عنه تجنبا للمشاكل وان بنيته قوية. وتحدثت شاهدتان عن ان احد المتهمين الثلاثة ضرب المغدور بعصا وطعنه بسكين وان عبدالله كان يحمل السكين فيما عمر كان يحمل العصا.
وايد المتهمون افاداتهم السابقة امام المحكمة فيما اشار الطبيب الشرعي الى ان المغدور اصيب بعدة جروح وطعنات سكين بأكثر من آلة حادة كالسكين ، وبانه يعتقد ان اصابات المتهمين بجروح طفيفة هي مفتعلة.
يذكر ان هذه القضية كانت احيلت من محكمة الجنايات في الشمال الى بيروت لاسباب امنية.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.