كتب عماد موسى في "نداء الوطن":
بُعيد منتصف ليل أمس، شهد لبنان تقاطر حجاج مسيحيين من كل أصقاع الأرض، ما تسبّب بضغوط لم يشهدها مطار رفيق الحريري الدولي ومرافئ صيدا وصور وجبيل في الأعوام العشرين الأخيرة، حضروا من الأميركتين، من أوروبا، من أستراليا، من أفريقيا ودول الشرق الأدنى وكلهم مهاجرون مسيحيون.
توافد مسيحيو براد وحلب واللاذقية ودمشق (روم أرثوذكس وكاثوليك وأرمن وسريان) تتقدمهم الجوقات والمرنّمون، وبعضهم قطعوا المسافات حفاة وكانوا طوال طريقهم يرفعون الصلوات في مشهد إحتفالي آسر، كما وصلت أفواج المسيحيين من الطائفتين الكلدانية واللاتينة من الموصل عبر الأردن وسوريا، كما وفد إلينا نحو 3000 مسيحي من جنوب السودان وأثيوبيا عبروا إلى جمهورية مصر العربية، وانضم إليهم آلاف الأقباط، متخطين كل الحساسيات والتباينات وانطلقوا في جسر جوي إلى بيروت.
والأروع كان الزحف البشري، لكل المكونات المسيحية اللبنانية الوافدة من البقاع والجنوب والجبل والشمال، اليد باليد والكتف على الكتف. ناس بعدد حبات رمل الربع الخالي ملأوا جرد كسروان، سار جميع المؤمنين اللبنانيين والعرب باتجاه فقرا: فقرا القداسة، فقرا الطهارة فقرا النضال، حاملين رجاء واحداً، ألا وهو تطويب تلميذ العماد عون المجتهد والمميز بين الرسل، قديساً.
لم ينتظر المؤمنون تحرّك المراجع المسيحية المشرقية، لرفع دعوى تطويب جبران باسيل إلى حاضرة الفاتيكان، تحرّكوا عفوياً لحظة سمعوا زنبقة التواضع يقول في بكركي ، والزيت يرشح من كفّيه والنور يشع من عينيه "لو تنازل المسيح من ألفي سنة لما كان هناك مسيحيون، المسيح صلب كي يشهد للحق. ونحن سنبقى نشهد للحق، مهما كان الثمن، ونحن على يقين بأن الثمن غالٍ للحق". ومثل السيد المسيح، وعد جبران رعيته بأنه لن يتنازل عن الحقوق...
يا يسوع ألهمنا لنستحق هذه النعمة المدافعة عن حقوقنا كمسيحيين.
يا يسوع، كن معنا لكي نقف إلى جانب هذه الصخرة الوطنية الصلبة.
يا يسوع عزز إيماننا بالأب والصهر والقديسة غ. ع.
يا يسوع سدد خطوات جبران لكي يظل يشهد للحق ضد الباطل ويحبط محاولات رئيس الحكومة السني لـ "هبج" مقعدين مسيحيين مكرسين منذ المجمَع الخلقيدوني الأول للعماد ميشال عون.
يا يسوع ضع جبران، الشاهد على عذاباتنا، السائر على خطاك، الوفي لوصاياك (ما عدا الكذب) إلى جانب قديسيك الأبرار.
يا يسوع ، إن مسيحيي العالم سائرون خلف جبران، وبفيض نوره البهي لن يحتاج لبنان إلى سلعاتا.
يا يسوع أغفر من عليائك لمن يقولون عن جبران انه المسيح الدجال.
وساعد سعد الحريري كي يكف جشع جبران.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.