25 أيار 2021 | 09:07

أخبار لبنان

الراعي رافعة لمبادرة الفرصة الأخيرة ؟

الراعي رافعة لمبادرة الفرصة الأخيرة ؟

كتبت صحيفة النهار تقول: لم تفاجئ عودة الشلل والجمود الى المشهد السياسي، المأزوم أصلا، ‏جميع المعنيين والاوساط المراقبة مع مطلع الأسبوع، اذ ظلت ترددات التوتر العلني او المضمر ‏على خلفية ما آلت اليه جلسة مناقشة رسالة رئيس الجمهورية ميشال عون الى مجلس النواب ‏ورد الرئيس المكلف سعد الحريري عليها، طاغية على مجمل الوضع السياسي. بل ان المخاوف ‏من بلوغ الازمة الحكومية حافة اليأس الحقيقي من إيجاد مسالك لاختراق الانسداد الذي يطبعها، ‏تفاقمت بقوة في ظل الشكوك الواسعة في ان ينجح ما تردد عن عودة تحريك رئيس مجلس ‏النواب نبيه بري قنوات الاتصالات بين بعبدا وبيت الوسط، عله ينجح في تعويم مبادرته ‏وتطويرها ان اقتضى الامر، واذا بدا ان هناك أرضية معقولة تسمح بتحرك جدّي جديد. اذ ان ‏كفة الشكوك ظلت راجحة على كفة هذا الرهان حتى بعد توجيه الرئيس بري امس رسالته في ‏مناسبة عيد التحرير مطلقا من خلالها مواقف بارزة حيال الازمة الحكومية تبدو معها الأمور امام ‏شبح كارثي اكثر منها قابلة للحل. ولكن العنصر الجديد الطارئ الذي اثار اهتمام الأوساط المعنية ‏والمراقبة تمثل في التناغم البارز واللافت الذي طرأ على مواقف كل بري والبطريرك الماروني ‏الكاردينال بشارة بطرس الراعي عقب الجلسة النيابية اذ يبدو ان هذا العامل فتح كوة من امل ‏وبناء حسابات إيجابية عليه لتحقيق اختراق ستكون الأيام القليلة المقبلة فترة اختبار أساسية له.‏

ومع ان ثمة جهات عدة لا تشاطر بري موقفه من اعتباره الازمة "داخلية مئة في المئة"، فان ‏ذلك لم يقلل أهمية الدلالات التي طبعت موقفه امس من الملف الحكومي اذ دعا في الكلمة التي ‏وجهها في عيد التحرير الى "الإعتراف بأن مشكلتنا الحكومية الراهنة "مئة بالمئة" محض داخلية ‏وشخصية و"سوس الخشب منو وفيه"، وان نملك القدرة على ان نضحي من أجل لبنان لا ان ‏نضحي بلبنان من اجل مصالحنا الشخصية"، واعتبر ان "المدخل الالزامي للانقاذ ان يبادر اليوم ‏المعنيون بالتأليف والتشكيل وبعد ذلك التوقيع، ان يبادروا اليوم وقبل الغد ومن دون شروط ‏مسبقة ومن دون تلكؤ الى ازالة العوائق الشخصية التي تحول دون تشكيل حكومة وطنية ‏أعضاؤها من ذوي الاختصاص غير الحزبيين لا اثلاث معطلة فيها لأحد". وقال "وأنا هنا أعيد ‏وأكرر ما قاله غبطة البطريرك في هذا الصدد لا أثلاث معطلة لأحد ووفقا لما نصت عليه ‏المبادرة الفرنسية، برنامج عملها الوحيد إنقاذ لبنان واستعادة ثقة ابنائه به وبمؤسساته كوطن ‏للعدالة والمساواة، حكومة تستعيد ثقة العالم به وبدوره وخصوصا ثقة أشقائه العرب جميع العرب ‏‏. إحتكموا للدستور في مقاربة الملف الحكومي ، انصتوا لوجع الناس وقلقهم على مصير وطنهم ، ‏تعالوا الى كلمة سواء ننقذ بها لبنان ".‏

ولم يخف بري امام "النهار" قوله ان مسألة اعادة النظر في تفسير بعض بنود الدستور مطروحة، ‏ولكن الاكيد ان الوقت اليوم ليس مناسباً أبداً لهكذا طرح. ذلك ان فتح هذا الباب من شأنه ان ‏يستدرج الامور الى أماكن اخرى لا وضوح بعد او توافق على مقاربتها.‏

وبدا واضحاً ان البطريرك من خلال اشادته بخلاصة الجلسة النيابية كما من خلال دعوته ‏الحريري الى تقديم صيغة محدثة للتشكيلة الحكومية والتوافق عليها مع رئيس الجمهورية، أعطى ‏بري مفتاحاً للمضي في محاولة تعويم مبادرته وفتح قفل التأليف العالق. وتكشف المعلومات ‏المتوافرة على ضوء كلام بري انه سيطرح مبادرة تقوم على طرح لائحة جديدة من الاسماء يتم ‏التفاهم عليها مع البطريرك الراعي .‏

ولم ينف بري هذه المعلومات، كاشفاً عن عزمه على تحريك الاتصالات ولا سيما مع الرئيس ‏المكلف من اجل فتح ثغرة في حائط التأليف.‏

ولكن ثمة اشارات عدة وردت في طيات التحذيرات التي اطلقها بري وفهم منها ان على المعنيين ‏تحمل كامل مسؤولياتهم وعدم التمترس خلف مواقف لا يمكن التراجع عنه امام التحديات التي ‏تهدد البلد . وأبلغ بري مواقفه هذه للحريري ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل ‏منذ السبت الماضي. وسيواصل بري بذل كل مساعيه لكنه اذا وصل الى طريق مسدود حيال ‏التخبط الحاصل في تأليف الحكومة قد يدفعه هذا الامر الى فرملة محاولاته وامتناعه عن القيام ‏بأي مسعى.‏

البطاقة التمويلية

وسط هذه الأجواء السياسية حصل تطور بارز في الملف المعيشي الاجتماعي تمثل في توقيع ‏وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني امس مشروع قانون معجلا معدا من ‏رئاسة الحكومة ويرمي إلى إقرار البطاقة التمويلية وفتح إعتماد إضافي استثنائي لتمويلها، علما ‏ان مشروع القانون يحتاج بعد الى تواقيع وزراء الاقتصاد والتجارة والشؤون الاجتماعية ورئيس ‏الجمهورية بالاضافة الى توقيع رئيس الحكومة على ان تتم إحالته على مجلس النواب لإقراره .‏

وعلمت "النهار" ان القيمة الاجمالية التي يلحظها الاعتماد المطلوب لتغطية تمويل البطاقة تصل ‏الى 1.2 مليار دولار على ان يتم إدراج هذا الاعتماد كإعتماد إضافي ضمن مشروع موازنة ‏العام 2021 .كما تشير المعلومات الى ان مشروع القانون الخاص بالبطاقة التمويلية، يلحظ ‏إستفادة 750 الف عائلة لبنانية من هذه البطاقة ويتم تحديد هذه العائلات من وزارة الشؤون ‏الاجتماعية ضمن ألية ومعايير محددة. أما القيمة التي سيتم إضافتها في هذه البطاقة فتصل الى ‏‏137 دولارا شهريا لكل عائلة والاهم ان هذه الاموال سيتم دفعها بالدولار الاميركي مباشرة، ‏وليس بالليرة اللبنانية، ويدور النقاش حاليا حول المصادر المحتملة لتمويل هذه البطاقة، فيما ‏البوصلة تتجه مرة جديدة لما تبقى من إحتياطات أجنبية لدى مصرف لبنان .‏

من جهة اخرى، ترأس الرئيس عون امس اجتماعا ضم رئيس الوفد اللبناني الى المفاوضات غير ‏المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية العميد الركن الطيار بسام ياسين وأعضاء الوفد وتم ‏خلال الاجتماع عرض لآخر التطورات المتعلقة بعملية المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود ‏البحرية الجنوبية والخطوات الواجب اعتمادها في ضوء توجيهات رئيس الجمهورية في هذا ‏الصدد. وبدا لافتا انعقاد الاجتماع وسط توقف المفاوضات قبل اكثر من أسبوعين من دون تحديد ‏موعد جديد للجولة المقبلة . ولم يستبعد متابعون لهذا الملف ان تكون ثمة مؤشرات لاعادة تحديد ‏موعد جديد للمفاوضات اللبنانية الإسرائيلية غير المباشرة برعاية الأمم المتحدة ووساطة الولايات ‏المتحدة .‏



النهار



يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

25 أيار 2021 09:07