25 أيار 2021 | 10:07

منوعات

هل ظهرت تحورات جديدة لكورونا في إفريقيا؟

يُرجح الخبراء ظهور تحورات جديدة من فيروس كورونا في إفريقيا، وهو ما قد يكون السبب ‏المباشر في زيادة عدد حالات الإصابة والوفيات في القارة السمراء، حيث أكدت أكثر من 10 ‏دول حتى الآن ظهور السلالة التي ظهرت في الهند لأول مرة العام الماضي.‏

وثمة مخاوف من عدم إمكانية تتبع السلالات الجديدة بسهولة، لأن نوعية الاختبارات المطلوبة ‏للتعرف عليها ليست متوفرة في القارة الإفريقية على نطاق واسع.‏

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن هذه السلالة "مصدر قلق عالمي" مع احتمال زيادة انتشارها.‏

وبحسب تقرير نشره موقع "بي بي سي" ‏BBC، الثلاثاء، يُرجح الخبراء أن الموجة الجديدة من ‏الإصابات في إفريقيا ترتبط بشكل ما بظهور سلالات أكثر انتشارا.‏

وكانت أوغندا أول بلد في القارة يعلن عن ظهور حالة إصابة بالسلالة الهندية.‏

والآن، ظهرت هذه السلالة في عدد من الدول الإفريقية منها كينيا والمغرب والجزائر وجنوب ‏إفريقيا وبوتسوانا وأنغولا والكونغو وأوغندا وزامبيا وزيمبابواي.‏

وظهرت سلالة أخرى من الفيروس في جنوب إفريقيا العام الماضي، ما ساهم في زيادة أعداد ‏الإصابات في جنوب القارة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وسُجلت حالات إصابة بهذه السلالة ‏في أكثر من 20 دولة إفريقية.‏

ومن المرجح أن السلالة وصلت لدول أخرى، لكن قليل منها لديه القدرة على إجراء اختبارات ‏التراتبية الجينية المتخصصة للتعرف على السلالات المختلفة.‏

وتعرف العلماء في نيجيريا على سلالة جديدة من الفيروس، إلا أنه لا يوجد دليل حتى الآن يؤكد ‏أن هذه السلالة تسهم في زيادة تفشي العدوى، بحسب تقرير "بي بي سي" ‏BBC‏.‏

كما رصدت 20 دولة ظهور السلالة التي ظهرت لأول مرة في المملكة المتحدة.‏

وكان المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإفريقيا حذر، الخميس، من خطر حدوث موجة ‏جديدة لانتشار فيروس كورونا في القارة بسبب التأخير المتزايد في حملات التطعيم بالمقارنة مع ‏بقية العالم.‏

وحذر المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية ومقره برازافيل في بيان من أنه "بسبب تأجيل ‏تسليم جرعات لقاحات كوفيد-19 التي يصنعها معهد سيروم في الهند لإفريقيا، وبطء نشر ‏اللقاحات وظهور متحورات جديدة، ما زال خطر حدوث موجة جديدة من العدوى مرتفعاً في ‏إفريقيا".‏

وأطلقت منظمة الصحة العالمية والمراكز الإفريقية للسيطرة على الأمراض شبكة من المختبرات ‏العام الماضي لدعم قدرة القارة على التعرف على السلالات المختلفة.‏

وقالت إن ظهور سلالات جديدة ومعدية "زاد من أهمية الحاجة لدعم التتبع الجيني (للفيروس)".‏

وتشمل هذه الإجراءات تحليل شفرات الفيروس للتعرف على تكوينه الوراثي.‏

لكن مقال نشر مؤخرا في دورية "لانسيت" أشار إلى أنه على الرغم من جهود التوسع في هذا ‏النوع من الدراسات، إلا أن هناك مشاكل بشأن التمويل، وكذلك في توفير العاملين ذوي المهارات ‏المطلوبة.‏

وتقول المراكز الإفريقية للسيطرة على الأمراض إن عدد الحالات الجديدة في القارة انخفض ‏بنسبة 9%.‏

وتزيد أعداد الحالات في دول مثل جنوب إفريقيا ومصر ونيجيريا، في حين تنخفض في الكونغو ‏وإثيوبيا وكينيا.‏

وكانت نسبة الوفيات المرتبطة بكورونا منخفضة في إفريقيا في المراحل الأولى من الجائحة، ‏مقارنة بمناطق أخرى في العالم.‏

وخرج البعض بنظريات عن سبب هذا الانخفاض، مثل أن غالبية سكان القارة من الشباب، أو ‏احتمال الحصول على مناعة مسبقة من أنواع مختلفة من فيروسات كورونا، أو من تلقي الأفارقة ‏نوع معين من اللقاحات في الصغر قد يكون سبب تكون مناعة ضد فيروس كورونا.‏

وتحذر المراكز الإفريقية للسيطرة على الأمراض من ارتفاع معدلات الوفيات في القارة، وتقول ‏إنه من بين 55 دولة تتابعها، ثمة 21 دولة تسجل وفيات أعلى من المتوسط العالمي الذي يبلغ ‏‏2.2%.‏

وارتفعت معدلات الوفاة في إفريقيا من 2.1% في يوليو العام الماضي، إلى 2.7% في أبريل ‏هذا العام.‏

وتشير دراسة نشرتها دورية لانسيت إلى أن مرضى المستشفيات الذين يعانون من حالات كوفيد-‏‏19 الحرجة، أكثر عرضة لخطر الوفاة في أماكن أخرى من العالم بسبب الموارد الطبية ‏المحدودة.‏

ودرس الباحثون حالات مرضى المستشفيات في عشر دول إفريقية، ووجدوا أن قرابة نصف من ‏يحتاجون للعناية المركزة يموتون، في حين أن متوسط الوفاة في هذه الحالات عالميا يقل عن ‏الثلث.‏

وانخفضت معدلات الوفاة عالميا منذ بداية الجائحة، ما يضع إفريقيا في معدلات أعلى من ‏المتوسط العالمي.‏

كما تتأثر معدلات الوفاة بمعدلات الاختبارات، فالدول التي تنخفض فيها معدلات الاختبارات تزيد ‏فيها أعداد الوفيات لأن الكثير من حالات كوفيد لا يتم رصدها.‏

وشدد مجلس الأمن الدولي، الأربعاء الماضي، في بيان تم تبنّيه بالإجماع على ضرورة زيادة ‏المساعدات لإفريقيا لتعزيز تصديها لجائحة كوفيد-19، خصوصا على صعيد اللقاحات، معتبرا ‏أن حملات التلقيح ضد فيروس كورونا في القارة غير كافية.‏

وفي قرابة 130 ألف شخص بكوفيد في إفريقيا مقارنة بأكثر من 1,1 مليون في أوروبا وأكثر ‏من 3,4 مليون على مستوى العالم، وفق إحصاءات لوكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر ‏رسمية.‏

لكن التكلفة الاقتصادية كانت مدمرة، وبطء عمليات التلقيح تثير مخاوف من تفشي متحورات في ‏القارة يمكن أن تصيب الأفارقة ثم تنتشر في العالم.‏



العربية. نت ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

25 أيار 2021 10:07