28 حزيران 2021 | 08:36

أخبار لبنان

الفوضى الحارقة… في قلب الدار

كتبت صحيفة " النهار " تقول :‏‎كيف سيمر قطوع المحروقات الحارقة والدولار الحارق هذا ‏الأسبوع ولا يسقط لبنان في ‏المحظور الذي بدأت معالمه الحارقة ترتسم على الأرض؟‎

كل شيء غدا حارقاً في اللحظة التي بلغها لبنان والتي تخوف الداخل والخارج ان يبلغها ما ‏دامت ‏حكومة انقاذية تمنع الانزلاق الى الانهيار الكبير منعت بقوة التعطيل القاهرة ولا تزال ‏ممنوعة ‏حتى اشعار أخر على رغم الثرثرة الجديدة التي تحدثت عن مشروع تحريك للشلل ‏الذي يحكم ‏الازمة. والى ان تتضح في الساعات المقبلة ملامح الاتجاهات لاحتواء تداعيات ‏الازمة ‏الاجتماعية المتصاعدة، فان لبنان بدا فعلاً في اليومين الأخيرين كأنه صار في النقطة ‏الأقرب من ‏خطر انفجار اجتماعي غير مسبوق وتفشي فوضى بالغة الخطورة امام التهاب ‏أسعار معظم ‏المواد الحيوية والأساسية التي ستزداد اشتعالاً مع ترقب قفزة كبيرة في ‏أسعار المحروقات بدءاً ‏برفع سعر صفيحة البنزين الى نحو تسعين الف ليرة ! ومع سعر ‏ناري سيقفز دفعة واحدة الى ‏هذا السقف والتهاب مماثل في ما بلغه سعر الدولار في ‏‏#السوق السوداء ناهز سقف 18000 ‏ليرة فان ما شهدته البلاد من الجمعة الى ليل امس ‏الاحد من تقطيع اوصال عبر اقفال الطرق ‏الرئيسية بكثافة في كل المناطق قد لا يقاس ‏بالتطورات التي ستقبل عليها في اتساع التحركات ‏الاحتجاجية بل انفجارها بما يخشى ان ‏يتجاوز قطع الطرق وشل الوضع العام، على ما كان ‏الكثير من المعنيين يرددون في ‏الساعات الأخيرة. ومع ان هذه اللحظة كانت محسوبة ومتوقعة ‏من اللحظة التي اتخذ فيها ‏قرار المضي في دعم استيراد المحروقات من خلال الية استثنائية ‏تقترض عبرها الدولة من ‏مصرف لبنان المبالغ اللازمة للاستيراد على أساس اعتماد سعر رسمي ‏جديد للدولار هو ‏‏3900 ليرة، فان اشتعال الشارع بدا انعكاساً اولياً لتفلت مخيف في سعر السوق ‏الدولار ذكر ‏انه كان نتيجة أساسية لإقبال المصارف على شراء كميات كبيرة من الدولار تحسباً ‏لبدء تنفيذ ‏تعميم مصرف لبنان المتعلق بدفع مبلغ 400 دولار وما يوازيه بالليرة للمودعين ابتداء ‏من ‏اول تموز. وتزامن الامر مع اشتداد ازمة المحروقات في ظل ترقب رفع الأسعار مطلع ‏هذا ‏الأسبوع مع وضع جدول أسعار جديد ذكرت معلومات انه سيسعر صفيحة البنزين ما ‏بين ‏‏70 الف ليرة و90 الفا‎.‎

‎تسريبات.. للحشر

وعشية أسبوع يبدو انه يحمل كل عوامل التفجير الاجتماعي بدا لافتاً ان يتسارع ‏تسريب ‏طروحات تجريبية تتصل بالازمة الحكومية حملت "شبهة" حشر الرئيس المكلف ‏سعد ‏الحريري. هذه الطروحات سربتها مصادر متصلة بـ"التيار الوطني الحر" فتحدثت عن ‏أن ‏‏"الاتصالات الحاصلة تنطلق من الأفكار التي طرحها رئيس التيار النائب جبران باسيل ‏في ‏اطلالته الأخيرة، والتي تجاوب معها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وعلى ‏اثرها ‏حصل لقاء بين باسيل والحزب كما اعلن السيد، وبين الحزب وكل حركة امل ‏وتيار ‏المستقبل"‏‎.‎‎

وزعمت ان "الافكار التي طرحها باسيل والتي استفسر الحزب ملياً عنها، تحمل في ‏طياتها ‏مشروع حل حكومي واضح المعالم، ويبقى أن يكون الرئيس المكلف سعد الحريري ‏قد ‏أصبح جاهزاً للتأليف، وأن يشجعه رئيس مجلس النواب نبيه بري على المضي في ‏التشكيل". ‏وقالت ان التهدئة الاعلامية التي حصلت ناجمة من مجمل هذه المعطيات. ولكن ‏سرعان ما ‏تبين ليلاً ان أحداً من المعنيين الكبار ولا سيما منهم رئيس مجلس النواب نبيه بري لم ‏يكن ‏على علم اطلاقا بهذه الطروحات وقيل أيضا ان الرئيس ميشال عون نفسه لم يكن على ‏بينة ‏منها‎.‎

وبدورها أفادت "وكالة الانباء المركزية" ان الرئيس الحريري سيعود الى بيروت خلال ‏الساعات ‏المقبلة وتحدثت عن "اتفاق على مخرج لصيغة الحكومة وخطوة جدية الاربعاء قد ‏تكون عبارة ‏عن اتفاق على تشكيلة من 24 وزيرا موزعة 4 ستات، فيما يبقى عالقا موضوع ‏الثقة ويتردد ان ‏المخرج يقضي باعطاء الحرية لنواب تكتل لبنان القوي". (في اشارة الى 6 ‏وزراء لقوى المجتمع ‏المدني‎(‎‏.‏

كما ذهبت تسريبات أخرى الى الحديث عن ترشيحات لاسماء جديدة في وزارات ‏الخدمات ‏الرئيسية كالطاقة محسوبة على فرنسا، كما عن مشاريع مدوارة في الحقائب ‏وتوقعات ‏تتصل بلقاء بين الحريري وباسيل‎ …‎


‎سجالات وهدنة

ولعل المفارقة الهزلية انه في حين كان لبنان يشهد صعوداً مخيفا للتوترات الاجتماعية ‏تحت ‏وطأة اشتعال سعر الدولار في السوق السوداء واشتداد ازمة المحروقات ‏وعودة ‏الاحتجاجات الشعبية الى الاحتدام الواسع مع قطع الطرق في معظم مناطق لبنان، ‏كاد ‏انفجار احدى أسوأ الموجات من السجالات العنيفة بين "التيار الوطني الحر" وحركة ‏‏"امل" ‏في توقيت شديد الاحتقان والالتباس وبمضمون سياسي بالغ الحدة والانفعال ينذر ‏بانحراف ‏العلاقة المتفجرة بين هذين الفريقين الى منحى طائفي الامر الذي ربما حدا بهما الى ‏وقفها ‏مساء السبت بعدما تطاير تبادل السجالات على وقع اعنف التغريدات ‏والتصريحات ‏المتبادلة بين نواب الفريقين وأنصارهما على مواقع التواصل الاجتماعي‎.‎‎

أما على الأرض فبدا الوضع اشبه ما يكون باقتراب العد العكسي من نهايته لانفجار في ‏الشارع ‏لا احد يدري هذه المرة كيف ستكون عليه صورة لبنان في ظله مع تواصل قطع ‏الطرق في ‏معظم المناطق في اليومين الأخيرين وحصول صدامات عنيفة بين مجموعات ‏من المحتجين ‏والجيش في طرابلس وصيدا. كما يخشى ان تتطور الأمور اكثر نحو العنف مع ‏مزيد من تفلت ‏كبير لاسعار السلع الغذائية والحيوية يواكب الارتفاع الذي سيحصل في ‏أسعار المحروقات بدءا ‏من مطلع الأسبوع‎.‎

هنية في بيروت

هذه الأجواء الداخلية الحارة لم تحجب دلالات و صول رئيس المكتب السياسي لحركة ‏‏"حماس" ‏إسماعيل هنية مع وفد من قيادة الحركة إلى بيروت، في زيارة "رسمية" ضمن ‏سلسلة الزيارات ‏التي شرعت بها قيادة الحركة في بداية الشهر الحالي. وكانت معطيات ‏سبقت الزيارة لفتت الى ‏ان توقيتها بعد حرب غزة الأخيرة يواكب مسعى لعودة الحركة الى ‏سوريا ولبنان في ظل قيود ‏عليها‎.‎‎

واكد هنية ان "زيارة لبنان تكتسب دائما أهمية خاصة، لكونها فرصة للقاء المسؤولين في ‏الدولة، ‏بدءا برئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان ورئاسة الحكومة، عدا عن قادة الفصائل ‏الفلسطينية ‏وقوى المقاومة والأحزاب والفاعليات اللبنانية، وأبناء الشعب الفلسطيني في ‏مخيمات الصمود ‏والعودة". وشدد على أن "اللقاءات ستتضمن البحث في الملفات ذات ‏الاهتمام المشترك، بدءاً ‏بملف العلاقات الثنائية، وكيفية العمل على تنسيقها وتطويرها، بما ‏يخدم مصالح البلدين والشعبين ‏الشقيقين، وكذلك البحث في التطورات السياسية التي ‏ترتبت على هذا الانتصار، الذي صنعه ‏الشعب الفلسطيني من رحاب المسجد الأقصى ‏والقدس، امتدادا إلى كل نقطة جغرافية داخل ‏فلسطين التاريخية، وكل أبناء الشعب ‏الفلسطيني في كل مواقع الشتات وأحرار العالم". وأضاف: ‏‏"سيكون بحث أيضا في ‏الإجراءات الإسرائيلية التي ما زالت متواصلة في القدس والأراضي ‏المحتلة والتأكيد على ‏ثوابت الشعب الفلسطيني، وبشكل خاص حق العودة، رفض التوطين ‏ورفض الوطن ‏البديل"، موضحا أن "هذه الثوابت السياسية راسخة في أدبيات الحركة ‏والشعب ‏الفلسطيني والمقاومة، ومتقاطعة بالشكل الكامل مع أدبيات لبنان رسميا وشعبيا‎".‎



النهار

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

28 حزيران 2021 08:36