23 تموز 2021 | 17:02

إقتصاد

شحّ المازوت يُهدّد بكارثة.. هل تنفجر الثورةُ الشعبية؟ ‏

شحّ المازوت يُهدّد بكارثة.. هل تنفجر الثورةُ الشعبية؟ ‏

تقف البلاد على شفير أزمة كبيرة وخطيرة، تتهدّد الناسَ في يومياتهم ومأكلهم ‏وصحّتهم، وتضع على المحك استمراريةَ القطاعاتِ الانتاجية الاساسية في معظمها ‏‏(او ما بقي منها حيًّا)، سبُبها مخزونُ المازوت الذي لامس الخطوط الحمر، كي لا ‏نقول انه تجاوزها وبات "صفرا"‏‎.‎

أمس، وللمرة الثانية في غضون يومين، رفعت المديرية العامة للنفط الصوت ‏محذّرةً. ففي بيان صادر عنها الخميس، قالت "تتمنى المديرية من كافة شركات ‏المحروقات لحظ كميات من مخزونها لزوم تلبية احتياجات المستشفيات تباعاً منعاً ‏للوصول الى اي كارثة انسانية جراء انقطاع المادة من المستشفيات. وتطالب ‏المديرية مصرفَ لبنان بضرورة الاسراع والمبادرة السريعة حتى في فترات ‏العطل والأعياد الى فتح الاعتمادات الخاصة بمادة الديزل أويل بعدما اقترب نفاذها ‏من الأسواق رأفة بالبلد والمواطنين، وتجاوباً مع صرخات المواطنين المحقة. ‏وتهيب المديرية العامة للنفط بكافة المسؤولين على مستوى الدولة التعاون الكامل ‏لتأمين مادة المازوت من دون انقطاع التي تشكَل نبض التيار الكهربائي وكل ‏القطاعات في لبنان‎". ‎

الواقع السلبي هذا، سيصيب بشظاياه رغيف المواطن. ففي وقت ارتفعت اسعار ‏المحروقات من جديد اليوم، حذر اتحاد المخابز والافران في لبنان من "ازمة ‏رغيف على الابواب اعتبارا من الاسبوع المقبل بسبب فقدان مادة المازوت حيث ‏ستضطر بعض الافران والمخابز للتوقف بعد نفاذ الاحتياط المتوفر لديها من هذه ‏المادة". واكد الاتحاد ان "مديرية النفط سلمت الاثنين كمية من هذه المادة لا تكفي ‏لاكثر من اسبوع، الا انه خلال عطلة عيد الاضحى المبارك لم تسلم اية كمية ، في ‏حين اعلنت مديرية النفط عن نفاذ هذه المادة لديها، علما ان مادة المازوت متوفرة ‏في السوق السوداء بسعر ١٤٠ الف ليرة للصفيحة الواحدة‎ ".‎

الاستشفاء، بدوره مهدّد وحياةُ المرضى في خطر. فقد أعلنت نقابة المستشفيات في ‏بيان امس ان "مشكلة كبيرة تواجه القطاع، إذ يتعذر على المستشفيات الحصول ‏على مادة المازوت لتشغيل المولدات، في ظل انقطاع الكهرباء مدة لا تقل عن 20 ‏ساعة في اليوم". وأشارت إلى أن "عددا من المستشفيات مهدد بنفاد هذه المادة ‏خلال ساعات، ما سيعرض حياة المرضى للخطر". وأهابت النقابة بالمسؤولين ‏‏"العمل فورا على حل هذه المشكلة تجنبا لكارثة صحية محتمة‎".‎

في الموازاة، اضطُر عدد من الفنادق والمطاعم الى اقفال ابوابه لعدم توفّر اي تغذية ‏بالتيار الكهربائي، لا من مؤسسة كهرباء لبنان ولا من المولدات الخاصة، ما ينبئ ‏بضرب الموسم السياحي الذي يعوّل عليه اهل الحكم بقوة. اما اللبنانيون، فأصبح ‏معظمهم يعيش في منزله "في العصر الحجري"، من دون انترنت او برادات او ‏هواتف او مكيّفات، في ظل التقنين القاسي الذي بدأه اصحاب المولدات العاجزون ‏عن ايجاد المازوت بالسعر الرسمي‎.‎

امام هذا المشهد، تأسف مصادر سياسية معارضة عبر "المركزية" لكون السلطة ‏اللبنانية تتفرّج، نائمة نومة أهل الكهف. بدل ان تأمر بضبطٍ محكمٍ للحدود مع ‏سوريا، التي عبرها تتسرّب المحروقات من بنزين ومازوت. ‏

المنظومةُ ستقوم على الارجح بالضغط على مصرف لبنان لفتح اعتمادات جديدة ‏لبواخر الفيول، فتُدفَع من اموال اللبنانيين وودائعهم، فيتنعّمون هم بجزء صغير منها ‏لايام قليلة، ويذهب معظمُها الى "الجيران".‏

‏ وبدلا من ان تهبّ لتأليف حكومة انقاذ تتعاون مع صندوق النقد الدولي وتأتي ‏ببعض الرساميل والاموال الطازجة الى لبنان، ستلجأ المنظومة الى الخيار الاسهل: ‏ستدقّ بابَ "المركزي" وتطالبه بمد يده من جديد، الى الودائع، لتتفادى الانفجارَ ‏الاجتماعي المعيشي الذي تصبّ ازمة المحروقات الزيتَ فوق جمره. لكن بحسب ‏المصادر، الهروب الى الامام هذا لن ينفع طويلا، واذا لم تسارع القوى السياسية ‏الى التفاهم في ما بينها على حل سياسي – حكومي ما، فإن الاحتياطي الالزامي ‏سينتهي ولن يدوم "الى الابد"، والثورةُ الشعبية ستنفجر كما لم تنفجر من قبل، تختم ‏المصادر‎.‎



المركزية

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

23 تموز 2021 17:02