14 آب 2021 | 22:54

أخبار لبنان

الراعي: بكركي لا تدين بالولاء لأحد ‏

الراعي: بكركي لا تدين بالولاء لأحد ‏

إستقبل البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وفدا من قضاء ‏البترون يتقدمه الوزير والنائب السابق بطرس حرب. جاء لدعم مواقف ‏غبطته الوطنية وللتنديد بالحملة الاخيرة التي طالته.‏

‏ في بداية اللقاء القى حرب كلمة باسم الوفد قال فيها: "اعتبرنا انه من ‏واجبنا ان نزور البطريركية المارونية، هذا الصرح الوطني الحريص ‏على مصلحة كل اللبنانيين، لنؤيد مواقف غبطتكم، ولنقول انه مهما ‏اشتدت الصعاب علينا، ومهما اضطهدنا وحرمنا ومهما تم اذلالنا، سيبقى ‏رأسنا مرفوعا. نحن ابناء كنيسة الرجاء، ومهما اشتدت علينا الايام ‏سنكون اشد وأقوى منها."‏

اضاف: "جئنا لنقول لغبطتك ان لبكركي فضل كبير على لبنان وعلى كل ‏اللبنانيين وكلامكم الذي يمثل ضمير لبنان، يعبر عن رأينا ولذلك نحن ‏نشد على يدك، وكلنا الى جانبك ومعك وانت لست لوحدك وما يصيبك ‏يصيبنا جميعا، وحملات التجني التي وبكل اسف طالت موقعك ‏وشخصك، طالتنا جميعا، ونحن لا نقبل بأي شكل من الاشكال ان يطال ‏الرعاع والصغار المقام الكبير الذي تمثله بشخصك. ان لبنان بني على ‏الاخلاق والمحبة والتسامح والعيش المشترك، وعندما يبدأ الاعتداء على ‏المقامات الروحية والاخلاقية تكون نهاية لبنان قد بدأت. لذلك نؤكد انه لا ‏يمكن ان نقبل ان تمس البطريركية لانها تعبر عن رأي كل اللبنانيين ‏المخلصين مسلمين ومسيحيين، ولا يحق للمأجورين، ولو انه يحق لهم ‏التعبير عن رأيهم، ان يتطاولوا على بكركي وعلى البطريرك الذي يدافع ‏عن لبنان."‏

الراعي

‏ من جهته رد البطريرك الراعي بكلمة ترحيب وشكر اكد فيها ‏‏"الاستمرار في المسيرة الوطنية التي اعتادت عليها البطريركية ‏المارونية والتي سلكها البطاركة الموارنة من جيل الى جيل وهي قائمة ‏على قول الحقيقة الوطنية، معتبرا انه اذا توقفت بكركي عن هذه الرسالة ‏تكون قد انكرت ذاتها وتنكرت لواجبها".‏

وتابع: "ان بكركي تتكلم باسم كل المخلصين للبنان وانتم منهم، ونحن ‏نتكلم بلغة واحدة لاننا درسنا في كتاب واحد هو كتاب الولاء للبنان ‏وكتاب المواطنة اللبنانية الصادقة والمخلصة. فبكركي لا تدين بالولاء ‏لاحد وليست مأجورة لاحد ولا حسابات او مساومات لديها مع احد، ‏واهمية دور البطريركية هي في قول الحقيقة، فالحقيقة تجمع وتحرر ولو ‏انها تجرح احيانا، كما حصل في المرة الاخيرة "وقامت القيامة". وانا ‏اشبه الحقيقة بمبضع الطبيب الجراح الذي يجرح ليشفي من العلة ‏والمرض. فاذا لم نقل الحقيقة نموت بمرضنا، والحقيقة تساعد الجميع ‏واول من تساعدهم هم من تجرحهم، وحتما سيدركون عاجلا أم آجلا ان ‏قولها كان لمصلحتهم ولخيرهم اولا".‏

وسأل: "نحن نتكلم عن سيادة لبنان، فهل ترفضون سيادة لبنان؟ نحن ‏نتكلم عن كرامة الجيش اللبناني الذي ترتبط بكرامته كرامة الشعب ‏اللبناني كله وقد طالبنا ببسط سلطته على كامل الاراضي اللبنانية، فهل ‏ترفضون ذلك؟ نحن نتكلم عن انفتاح لبنان على كل الدول وعن حياده عن ‏الصراعات وعدم انحيازه لاي دولة. فاذا كنتم ترفضون كل ذلك فهذا ‏يعني انكم ضد طبيعة لبنان، ولطالما كانت طبيعته وهويته "الحياد"، وقد ‏عاشه ما بين سنة 1920 و1975 وعرف الازدهار والاستقرار والخير، ‏وقد ساهم في ذلك نظام لبنان والتعددية فيه وفصل الدين عن الدولة ‏وعلاقات الصداقة مع كل الدول."‏

وأردف: "يجب ان نعرف اين تكمن مصلحة وطننا وقد ظهر جليا اننا ‏تراجعنا وبدأنا بالسقوط يوم ابتعدنا عن سياسة الحياد، ولذلك نحن نطالب ‏اليوم ولخير كل اللبنانيين بدون استثناء وقد طالتهم المصائب بدون ‏استثناء ان نعود الى سياسة الحياد وعدم الانحياز. فالكل يخسر اليوم ‏والازمة الاقتصادية والاجتماعية تطال الجميع والهجرة سيدة الموقف...‏

وشدد على أن "من واجبنا قول الحقيقة اذا اردنا ان نكون مواطنين ‏مخلصين للبنان فعلا، اما اذا كنت يا اخي لا تريد ان تكون مواطنا لبنانيا ‏وولاؤك ليس للبنان، فكيف نتفاهم؟ ان ردة الفعل السلبية على طروحات ‏وطنية، تسترعي الانتباه وتثير الاستغراب وتعني لا سمح الله ان النوايا ‏الوطنية مختلفة واننا بتنا لا نتكلم لغة وطنية واحدة واننا على خلاف ‏عميق. فيا اخوة تعالوا نتصارح وتعالوا لنبني الوطن المشترك الذي منه ‏كرامتنا جميعا والذي لا بديل لنا عنه. ان لبنان الكبير كان ثمرة صمودنا ‏ولو ان الظروف الحالية قاسية جدا فان علينا الصمود مجددا وذلك يكون ‏بالصبر والتكاتف والتعاون والتضامن كي تعبر الغيمة السوداء ولا بد ان ‏تعبر فامثولة الارز كما ذكرنا قداسة البابا تعلمنا ان الجذور هي ضمانة ‏الشموخ والارز يقوى في العواصف والثلوج، وبعد ستار الليل سيأتي ‏الفجر."‏

وختم الراعي: "نأمل ان تبصر الحكومة الجديدة النور قريبا، والاجواء ‏تدعو الى التفاؤل بذلك، ومخطئ من يقول ان لا فرق بين وجود حكومة ‏وعدمه لان الحكومة تبقى هي السلطة الاجرائية في البلاد وبيدها سلطة ‏القرار وعليها واجبات كثيرة تجاه المواطنين الذين يرزحون اليوم تحت ‏عبء الازمة الاقتصادية والاجتماعية. فأملنا بحكومة قادرة تباشر ‏بالاصلاحات فورا وتواجه المسؤوليات المطلوبة للانطلاق مجددا بورشة ‏اعادة بناء لبنان. فمع الاسف لقد انهارت الاوضاع كثيرا ولكن ليس علينا ‏سوى اعادة النهوض فلسنا البلد الوحيد الذي مر بصعوبات كهذه يكفي ان ‏نفكر بأن لبنان كان زينة البلاد العربية كلها ومن واجبنا وباستطاعتنا ان ‏نعيده كذلك."‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

14 آب 2021 22:54