19 تشرين الأول 2021 | 08:00

أخبار لبنان

نصرالله يهدّد جعجع بـ 100 الف مقاتل‎!‎

نصرالله يهدّد جعجع بـ 100 الف مقاتل‎!‎

‏كتبت صحيفة " النهار " تقول : ‏‎اتخّذت تداعيات أحداث 14 تشرين الأول في الأيام ‏الأخيرة منحى قد يتجاوز بخطورته ‏انفعالات اللحظة الساخنة التي أعقبت اشتباكات ‏ذاك اليوم، اذ اتسعت مفاعيل التصعيد ‏الخطير غير المسبوق، الا في حقبات تسبق ‏او تواكب الحروب الداخلية، لتشلّ تماماً ‏المؤسسات الدستورية، وفي مقدمها ‏الحكومة ومجلس الوزراء، وربما ينسحب الامر على ‏تأثيرات مباشرة من اليوم ‏على مجلس النواب. واما رئاسة الجمهورية فبدت مهمّشة تماماً ‏امام قصورها عن ‏الاضطلاع بأي دور مؤثر، كما بعدما تعذّر فصل موقفها عن موقف رئيس ‏‏"التيار ‏الوطني الحر" النائب جبران باسيل الذي اتسم بازدواجية حاول من خلالها ‏الانضمام ‏إلى حرب الاتهامات العنيفة والحادة التي يشنها الثنائي الشيعي على ‏حزب "القوات ‏اللبنانية " ورئيسه سمير جعجع من جهة، والإبقاء على تمايز مع ‏حليفه الشيعي "حزب ‏الله" في الموقف من المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت ‏القاضي طارق البيطار من ‏جهة أخرى. وفي ظل ذلك تسابقت حركة "امل" ‏و"حزب الله" على تصعيد حرب الاتهامات ‏والتهديدات المباشرة غير المسبوقة ضد ‏‏"القوات اللبنانية" في ما أراده الثنائي الشيعي ‏محاكمة استباقية سياسية وإعلامية ‏لـ"القوات" إلى حدود بلغت معها حدوداً مثيرة للقلق ‏الشديد حيال معالم التحريض ‏وما يتسبب به من انشقاق عمودي خطير قد يستحضر ‏مناخات طائفية ويسعّر ‏الأجواء المتوترة‎.‎

‎ ‎

ولعلّ الأسوأ في هذا السياق، ان استباق الثنائي الشيعي للتحقيقات الواسعة النطاق ‏التي ‏يجريها محققو مخابرات الجيش في الوقائع التي شهدتها احداث مثلث الطيونة ‏عين الرمانة ‏الشياح بحملة "تجريم" للقوات بلغت حدود التهديد بأعمال ثأرية علنية ‏على ما ورد بألسنة ‏رئيس كتلك نواب "حزب الله" النائب محمد رعد ونواب ‏ومسؤولين أساسيين في الحزب. كما ‏ان حركة "امل" رفعت وتيرة اتهاماتها بشكل ‏خطير. وجرى ذلك فيما تبيّن، وفق معلومات ‏موثوقة متوافرة عن التحقيقات، ان ‏عدد الموقوفين لدى مخابرات الجيش يرتفع يوماً بعد ‏يوم وتجاوز العشرين موقوفاً، ‏وهو مرشح لان يبلغ عشرات الموقوفين من اتجاهات مختلفة، ‏بما يسقط الانطباع ‏المفتعل السائد عن تركيز مزعوم للتحقيقات على فئة بعينها. ثم ان ‏المعلومات تشير ‏إلى انه صار لدى الجيش عشرات الأشرطة المصوّرة والشهادات ‏المختلفة ‏للموقوفين وشهود العيان بما يوازي كمية كبيرة من الأدلة التي تحتاج إلى ‏الكثير من ‏التدقيق وتقاطع المعلومات وتمحيصها بما فيها تلك التي تتصل بمسؤولية ‏جندي عن قتل ‏مسلح كما ان هناك وقائع كثيرة لم تعرف بعد ستكون على أهمية ‏مفصلية في جلاء ‏الحقائق التي تحتاج إلى وقت غير قصير لتبيانها. ولذا فان المناخ ‏الاتهامي الضاغط لن يحمل ‏الجيش على الاستعجال تحت وطأة التسييس او توظيف ‏الاحداث لتصفية حسابات سياسية ‏او حزبية، بل ان مسؤوليته الكبيرة والمصيرية ‏عن جلاء الحقائق وتوقيف المتورطين في ‏الاحداث الدامية وتقديمهم للمحاكمة تجعله ‏يوسع التحقيقات إلى اقصى مدى ممكن‎.‎

‎ ‎

الذروة مع نصرالله‎

ولم يخالف الأمين العام لـ"حزب الله " السيد حسن نصرالله معظم التوقعات التي ‏سبقت ‏إلقائه كلمته مساء امس، اذ جاءت بمثابة تتويج لذروة حملة الاتهامات ‏والتجريم، بل ‏والتحريض غير المسبوق على حزب "القوات" ورئيسه سمير جعجع ‏من دون ان يسمي ‏جعجع، وهي المرة الأولى التي يخصص فيها نصرالله خطاباً ‏كاملا للتهجم واتهام القوات ‏بشتى النعوت، ولا سيما منها السعي الدائم لاشعال ‏الحرب الاهلية، كما تعمد الحديث ‏المباشر عن "المسيحيين". وأسهب نصرالله في ‏اتهاماته لـ" القوات" بدءاً "بسعيها الدائم إلى ‏جعل اهل مناطق عين الرمانة وفرن ‏الشباك والحدث يخافون من الضاحية الجنوبية"، بلوغاً ‏إلى الإسهاب في تاريخ ‏الحزب في حماية المسيحيين في وجه "داعش". وإذ تعمّد التوجه ‏إلى المسيحيين في ‏لبنان معظم الوقت، اتهم رئيس الحزب والقوات بانهما "أكبر تهديد ‏للمسيحيين في ‏لبنان" معتبراً انهما تسببا بتهجير المسيحيين وبافتعال جرائم، كما اتهمهما ‏بالتحالف ‏مع "داعش" وبان "رئيس الحزب يخترع عدوا للمسيحيين هو "حزب الله". وقال ‏ان ‏‏"البرنامج الحقيقي للقوات ورئيسها هو الحرب الاهلية". وزعم ان رئيس ‏الحزب حاول قبل ‏فترة اقناع بعض حلفائه القدامى بالمواجهة مع "حزب الله". واكد ‏ان "حزب الله ليس عدواً ‏للمسيحيين بل العدو هو رئيس حزب القوات اللبنانية". ‏وفيما اتهم "القوات" بالعمل بشتى ‏الوسائل لاسقاط تفاهم مار مخايل بين "حزب الله" ‏و"التيار الوطني الحر"، نفى ان يكون ‏الحزب طالب بالمثالثة. وإذ كرر "اننا لا ‏نربح جميلة"، ذكر ان القانون الأرثوذكسي "ما كان ‏ليمر لولا "حزب الله" كما ذكر ‏بموقف الحزب من الوقوف مع انتخاب الرئيس ميشال عون. ‏وفنّد ردوده على ‏جعجع "ناصحاً بعدم التفكير بعد اليوم بالحرب الاهلية" مستعرضاً قوة ‏‏"حزب الله" ‏ومهدداً جعجع "والقوات بـ"مئة الف مقاتل مع سلاحهم وهؤلاء مجهزون ‏ليس ‏للحرب الاهلية … أقول لكم اقعدوا عاقلين وتأدبوا وادعو المسيحيين إلى ‏الوقوف في وجه ‏هذا القاتل السفاح". وطالب بالتحقيق الناجز ومحاسبة المعتدين في ‏احداث الخميس ‏الماضي. وزعم الحرص على مؤسسة الجيش فيما كان يذكر ان ‏الجيش أطلق النار على ‏الحزب مرات عدّة في السابق‎.‎

الحكومة والمجلس‎

أما في انعكاسات هذا المناخ على المؤسسات الدستورية، فإنه على رغم الجدول ‏المحدد ‏للجلسة التشريعية التي يعقدها مجلس النواب اليوم في بداية عقده الثاني ‏العادي والتي ‏ستبدأ بانتخاب هيئة المكتب ومن ثم البحث في تعديل قانون الانتخاب، ‏فتتجه الانظار إلى ‏ما سوف تشهده أروقة وقاعات الاونيسكو التي ستجمع نواب ‏الثنائي الشيعي "أمل" ‏و"حزب الله"، ونواب "القوات اللبنانية"، في ظل التوتر ‏الناشئ بينهم بفعل الاتهامات ‏والتهديدات والمواقف المتشنجة. وفيما تردد ان الجلسة ‏قد تقتصر على الشق الاول لتجديد ‏هيئة مكتب مجلس النواب من دون الانتقال إلى ‏الجلسة التشريعية لإقرار تعديل قانون ‏الانتخاب تداركا لانفجار المواجهة، أكد ‏عضو هيئة مكتب المجلس و"كتلة التنمية والتحرير" ‏النائب ميشال موسى انعقاد ‏الجلسة في موعدها لانتخاب أميني سر وثلاثة مفوضين لهيئة ‏المكتب ولمناقشة ‏وإقرار تعديل قانون الانتخاب نافيا تمديد الجلسة إلى اليوم الثاني ‏ومعتبراً أن ‏المجلس حريص على الحفاظ على مهماته التشريعية بمعزل عن الخلافات ‏بين ‏المكونات‎.‎‎

ولكن يبدو ان الاقتراح الذي جرى تداوله حول انشاء هيئة اتهامية عليا يكون من ‏اختصاصها ‏النظر في قرارات المحقق العدلي كتسوية لمسألة المحقق العدلي ‏القاضي طارق البيطار، ‏لن يسلك طريقه نظراً لرفض رئيس المجلس نبيه بري ‏‏"وحزب الله" هذا الاقتراح وإصرارهما ‏على تنحية البيطار. وعشية الجلسة، دعا ‏رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المعنيين في القضاء ‏إلى اتخاذ قرار حيال قضية ‏البيطار مع "تشديده على احترام الدستور الذي يعلو على ‏القضاء". ورفض في ‏الوقت نفسه فرض أي املاءات على المسار القضائي وفي اي ملف. ‏واكد ميقاتي ‏لـ"النهار" انه لن يدعو "حتماً " إلى جلسة لمجلس الوزراء "اذا لم يكن هذا ‏المكوّن ‏‏(الثنائي الشيعي) مشاركاً حتى لو توافرت الاغلبية الوزارية ولا يمكن انا ‏استفز ‏شريكي في المواطنة. وما اقوله يعبر عن ضميري واقتناعاتي الوطنية". ‏وشدد على ان ‏‏"الحكومة باقية ومستمرة على كل الصعد بدءاً من صندوق النقد ‏الدولي زائد خطة الكهرباء ‏بغية الحد من التقنين وزيادة ساعات التيار الكهربائي. ‏وسيلمس المواطنون هذا الامر قبل ‏نهاية السنة الجارية "ولا أحد يشلّنا امام كل هذه ‏الملفات التي نقوم بمعالجتها‎".‎

وعشية الجلسة زار رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط رئيس مجلس ‏النواب نبيه ‏بري وأكد "اننا نحكّم القضاء في ما حدث في الطيونة، وأترك موضوع ‏التحقيق للمحاكم ‏المختصة، ويجب ألا ندخل في إستباق التحقيق لكنه أساس في كل ‏شيء، وأن يكون هناك ‏تحقيق شفاف للجريمة التي حصلت بحق المتظاهرين‎".‎

وشدد جنبلاط، على أنه "علينا أن نتابع مع الرئيس بري قضية الإصلاحات ‏والمواضيع التي ‏من أجلها تشكّلت الحكومة، ويجب ألا يُعطل عمل الحكومة بسبب ‏تحقيقات المرفأ، وهذا ‏الموضوع الأساس الذي جئت من أجله". وأوضح "أننا ‏سندرس كيفية إيجاد مقاربة موحدة ‏في موضوع التحقيقات في إنفجار المرفأ، مع ‏الأخذ في الإعتبار أننا طالبنا منذ البداية بلجنة ‏تحقيق دوليّة، ولا بد للتحقيق أن يأخذ ‏مجراه"، وعن إنشاء هيئة إتهامية عدلية، أكد أنه "إذا ‏كان الأمر يخرجنا من هذه ‏الدوامة فلم لا؟". وقال "اتفقنا مع الرئيس بري بأن تكون الأمور ‏شفافة جداً، وبألا ‏ندخل في التصعيد لأنه لا يفيد وبعض الجهات الدولية والعربية تريده‎".‎

‎ ‎ريفي في معراب

وفي المقابل أعلن الوزير السابق اللواء أشرف ريفي بعد زيارته امس معراب ‏متضامنا ‏ومتحالفاً مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" أن "هذه الزيارة هدفها التأكيد ‏مع القوات ‏اللبنانية والقوى السيادية كافة، وحدة الموقف والأهداف التي باتت ‏مختصرة بقضية واحدة ‏هي تحرير لبنان من الاحتلال الإيراني الذي أوصله إلى ‏الانهيار". وقال: " نشهد اليوم ‏انقضاضا كاملا على المؤسسات واحدة بعد الأخرى، ‏وآخرها الجيش وقيادته التي نحترم ‏ونجل، ومؤسسة القضاء إذ يريد حزب الله ‏الإطاحة بالقاضي طارق البيطار، عبر إخضاع ‏المؤسسات، وإذا تعذر ذلك فعبر ‏الفوضى والترهيب. حزب الله يقول للبنانيين اليوم: ‏تريدون العدالة، ادفعوا الثمن من ‏أمنكم واستقراركم واقتصادكم". وكشف عن "تنسيق مع ‏القوى السيادية ومجموعات ‏الثورة السيادية للتأسيس لمقاومة سلمية تواجه الاحتلال ‏الإيراني الذي أحرق البلد ‏ونهب أموال الناس وأموال الخزينة وحول لبنان دولة فاشلة‎".‎



النهار 

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

19 تشرين الأول 2021 08:00