5 تشرين الثاني 2021 | 15:27

أخبار لبنان

‏20 الى 30 مستشفى نحو الاقفال...لا حل الاّ بمساعدات خارجية

‏20 الى 30 مستشفى نحو الاقفال...لا حل الاّ بمساعدات خارجية

تزداد حدّة المأساة يومياً في القطاع الاستشفائي، فبعدما نبّه نقيب أصحاب ‏المستشفيات الخاصة سليمان هارون من احتمال أن يصبح حقّ الطبابة حكراً على ‏الأغنياء، لم تحرّك الدولة ساكناً وأصبحت السيناريوهات المستشرفة واقعاً. ذلك ان ‏مقومات صمود هذا القطاع غير متوافرة في حدها الادنى، والمستشفيات تواصل ‏عملها بـ"اللّحم الحي" محاولة سدّ الحاجة "بالموجود". وباتت نسبة الأسرّة الشاغرة ‏في المستشفيات 40%، بسبب تراجع الطلب على الاستشفاء، ما دفع بعددٍ من ‏المستشفيات إلى إقفال بعض الأقسام التي أصبحت فارغة، بما يساعد على التخفيف ‏من المصاريف التشغيلية. لكن، لا يبدو أن قدرة المستشفيات على مصارعة الموت ‏قد تدوم طويلاً، إذ ان بقاء الأمور على حالها يهدد جدياً بإقفال ما بين الـ 20 والـ ‏‏30 مستشفى من أصل 127 خلال عام 2022، وفق ما أكّد النقيب هارون لـ ‏‏"المركزية". ‏

ولفت إلى "أننا نعاني جدّاً من تبعات رفع الدعم عن معظم المستلزمات الطبية بنسبة ‏تفوق الـ90% وكذلك رفعه عن الأدوات غير الطبية، وهذا يزيد كلفة الاستشفاء ‏بشكل كبير، في حين أن المستشفيات تضطر الى تحميل الفروقات للمريض غير ‏القادر على تسديدها، حيث تصل إلى عشرات ملايين الليرات في بعض الأحيان. ‏هذه المشكلة الأساسية والأكثر إلحاحاً راهناً، إذ إن الوضع المأسوي للمريض لا ‏يحتمل ولا يمكن الاستمرار فيه". ‏

أضاف: "المازوت أيضاً يؤثر كثيراً على الكلفة الاستشفائية ونسدد ثمنه بالدولارات ‏الطازجة، فكل مريض يكلّف يومياً 650000 ليرة لبنانية لتوليد الطاقة. ونطالب ‏مراراً بدعم المازوت الاستشفائي لأن المولدات تشغّل طيلة 24 ساعة، والكلفة التي ‏نتكبدها تتخطى قدراتنا المادية". ‏

هذا عدا مشكلة رواتب العاملين في القطاع الاستشفائي، إذ أوضح هارون أن "مهما ‏حاولنا تصحيحها فإن الزيادات تتآكل ومعها قدرة الموظفين الشرائية نتيجة الغلاء ‏المتواصل، وكلفة النقل باتت توازي رواتب بعض القاطنين في مناطق بعيدة عن ‏مراكز عملهم. أوضاع الموظفين غير مريحة وهم يغادرون البلد عند أول فرصة ‏للعمل في الخارج، ما يسبب إشكالية إضافية للمستشفيات". ‏

وكشف عن محاولات مضنية "مع وزير الصحة العامة فراس الأبيض للبحث عن ‏الحلول الممكن تطبيقها، لا سيما لجهة ضبط أسعار المستلزمات الطبية وتغيير ‏تعرفات الجهات الضامنة. مشكلة الضمان أن مدخوله لم يعد يوازي كلفة الطبابة، ‏في حين أنه يحصّل أمواله من اشتراكات الموظفين، بالتالي رفع التعرفات يتطلب ‏رفع نسبة الاشتراكات في المقابل، لكن لا الشركات ولا الموظفون قادرون على ‏تسديدها. وما زاد الطين بلّة أن الدولة لم تسدد مستحقات الضمان البالغة 5000 ‏مليار ليرة لبنانية، وهذا المبلغ خسر اليوم 90% من قيمته". ‏

ورأى هارون أن "ما من حل للضمان سوى حصوله على دعم سواء من الدولة ‏عبر تسديد المبالغ التي له في ذمتها أو عبر دعم خارجي، إذ لا يمكنه القيام وحده ‏بهذا الحمل في ظلّ تدهور قيمة العملة الوطنية بالتوازي مع رفع الدعم، ما يجعل ‏عجزه هائلا جرّاء غلاء الأدوية والفاتورة الاستشفائية". وأشار إلى أن "المساعي ‏تنصّب على تأمين مساعدات خارجية لدعم الاستشفاء على حساب وزارة الصحة، ‏مثلما حصل للتعامل مع جائحة كورونا حين تلقينا دعما خارجيا كي تغطي الوزارة ‏فواتير طبابة المصابين بالفيروس. بالتالي، نحاول اعتماد هذا النهج لمختلف أنواع ‏الاستشفاء". ‏

وعمّا إذا كانت هناك بلدان معينة يمكن أن تدعم القطاع، خصوصاً بعد الأزمة ‏الدبلوماسية، أجاب: "نحاول العمل مع منظمات دولية وليس مع دول محددة". ‏

وختم هارون منوهاً بـ "جهود وزير الصحة الجبارة وغير المسبوقة لتأمين الدعم ‏للقطاع الاستشفائي الخاص، فهو يولي اهتماما كبيراً للمستشفيات الخاصة أسوةً ‏بالحكومية، في دليل لفهمه العميق لتركبية القطاع الاستشفائي، إذ اعتدنا على تشديد ‏وزراء الصحة على دعم المستشفيات الحكومية. اليوم النظرة جديدة تؤمن بأن ‏القطاع متكامل وبحاجة إلى دعم مختلف أركانه".‏





المركزية ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

5 تشرين الثاني 2021 15:27