5 كانون الثاني 2022 | 08:08

أخبار لبنان

عون: الكلام عن رئيسين في بعبدا كذب وقلة أدب

نشرت صحيفة "نداء الوطن" حواراً مع رئيس الجمهورية ميشال عون قال فيه ‏اعتبر فيه أن الكلام عن رئيسين في بعبدا كذب وقلة أدب. ‏

وجاء في المقال: ‏

من خلف مكتبه يستعرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مجموعة أوراق ‏ضمّنها انجازات عهده، يعددها ولا يفوت شاردة او واردة الا ويفصلها تفصيلا ‏ويقول لمن يتهمه بالتقصير "فتش عن صلاحيات رئيس الجمهورية". بالمباشر ومن ‏غير مواربة ومن فحوى مواقفه يتهم عون رئيس مجلس النواب بالتعطيل في مكامن ‏كثيرة، معارضته "الحقت الضرر" بالبلد وفق قوله، يرجع بالخلاف الى يوم اتُّخذ ‏القرار بانتخابه وأبلغه بري صراحة انه سيكون معارضاً لوصوله الى سدة الرئاسة ‏الاولى، والمعارضة استمرت وتظهرت في اكثر من مناسبة وصولاً الى المواقف ‏والاتهامات التي خرج بها وزير ماليته السابق النائب علي حسن خليل ليقول، ان ما ‏تحدث عنه في مؤتمره الاخير "كذب وافتراء"، نافياً ان يكون وتياره أيّدا التمديد ‏لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة‎.‎

لا يظهر حماسة للمواقف التي خرج بها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن ‏نصرالله تجاه السعودية، وهو الذي تقصّد اصدار بيان ملطف في اعقابه ويقول في ‏دردشة مع "نداء الوطن": "كان يمكن للأمور ان تكون اهدأ في الخطاب تجاه ‏السعودية، من مصلحة لبنان اليوم ان تكون علاقته جيدة معها ولذا يجب تخفيف ‏اللهجة حيالها". وعما اذا كان يتوقع مزيداً من الخطوات التصعيدية من السعودية ‏تجاه لبنان قال: "أقسى ما لديها سبق وان مارسته منذ العام 2017 ولغاية اليوم". ‏يدرك ان الخلاف مع المملكة له امتداداته الاقليمية وهو يرتبط ارتباطاً وثيقاً ‏بالحرب في اليمن، ومتى توقفت هذه الحرب العلاقة السعودية الايرانية ستتحسن ‏حكماً وسيكون لذلك انعكاسه على لبنان‎.‎

أما داخلياً وإزاء الاجواء المتشنجة والسجال السياسي المتبادل بين حركة "امل" ‏و"التيار الوطني الحر" فيرى عون "ان الحلحلة يجب ان تبدأ من مكان ما وقد ‏يكون الحوار هو المؤدي الى هذه الغاية"، رافضاً اعتباره "حواراً في الوقت المتبقي ‏من عمر العهد"، ويراه "ضرورة في سبيل تهدئة الاجواء الداخلية تمهيداً لحث ‏الدول الخارجية على مساعدة لبنان". يتلقف بايجابية كلام رئيس مجلس النواب نبيه ‏بري عن الدعوة للحوار "ولو ان من يدور في فلكه لا يزال متردداً"، معتبراً ان ‏رفض بعض القوى "انما هو تهرب من المسؤولية‎".‎

عبّر عون لـ"نداء الوطن" عن بالغ قلقه على مصير الحكومة وتوقف عمل مجلس ‏الوزراء "تعطيل الحكومة خطأ جسيم ولا يحق لأي طرف ذلك، ووزراء الرئيس ‏بري يرفضون المشاركة في الجلسات". منذ بداية عهده صارح بري عون انه ‏سيكون معارضاً لعهده ويروي ذلك عون قائلاً: "قبل ان انتخب قمت بزيارة الى ‏رؤساء الكتل النيابية فزرت بري الذي بادرني قائلاً: "انا لا اؤيد وصولك للرئاسة ‏انما اؤيد سليمان فرنجية. فقلت له انت حر واحترم رأيك وافهمك"، مضيفاً: "لكن ‏معارضة بري مضرة للبلد وعطلت قوانين في مجلس النواب كنا تقدمنا بها ومنها ‏قانون الشيخوخة وقانون آخر عن تنظيم الاجهزة الامنية". اما عن موقع رئيس ‏الحكومة نجيب ميقاتي ودوره في الدعوة لعقد جلسة حكومية فيقول عون: "يتخوف ‏ميقاتي من ان تؤدي الدعوة الى مجلس وزراء الى استقالة الوزراء الشيعة من ‏الحكومة. دستورياً يمكن للحكومة ان تعقد جلستها رغم غيابهم، ولكن لست انا في ‏وارد تخطي الميثاقية‎".‎

يرفض الحديث عن ان عهده سينتهي من دون تسجيل انجازات، معتبراً ان ‏انجازات عدة تحققت كان اولها والاهم "انجاز استخراج النفط والغاز برغم القرار ‏الكبير بايقافه"، قائلاً: "اتصلوا بي ليقولوا انهم وجدوا نفطاً خلال اعمال التنقيب في ‏البلوك رقم 4 فطلبت اليهم التروي لاعلان الامر في اليوم الثاني، وما كانت الا ‏ساعات حتى عادوا وابلغوني انها ليست كميات تجارية كبيرة" بعدما تبين وجود ‏‏"مانع دولي"، كاشفاً ان الجلسة الاخيرة مع الوسيط الاميركي كانت جيدة ولكنه ‏ذهب الى اسرائيل على امل العودة الى لبنان ولا نزال ننتظر عودته‎".‎

ويأتي في الانجازات ايضاً "استئصال الارهاب وتفكيك الخلايا النائمة استباقياً، ‏الانتظام المالي بعد طول غياب، وقطع الحساب والتشكيلات الديبلوماسية التي ‏اعادت لبنان الى الساحة الدولية والاستقرار الامني، وقانون الانتخاب الذي حقق ‏توازناً بين الطوائف وداخل الطائفة الواحدة لتمثل الاكثرية والاقلية، منتقداً خطأ ‏مجلس النواب بإسقاط القانون بأقل من 65 صوتاً ثم سقوطه في المجلس الدستوري ‏في اللاقرار‎".‎

ينفي عون رواية التمديد لحاكم مصرف لبنان ويقول: "كان في نيتي تغييره لانه ‏أمضى في موقعه سنوات طويلة ولكن وزير المالية علي حسن خليل هو من اقترح ‏التمديد له وطلب ادراجه على طاولة مجلس الوزراء من خارج جدول الاعمال، ولم ‏يخضع الموضوع للتصويت آنذاك هذا فضلاً عن عملية التهويل التي قادتها جمعية ‏المصارف بالقول ان عدم التمديد له سيعرض الوضع المالي للمخاطر". وقال: ‏‏"هناك اشياء تقال تفوق القدرة على استيعابها وتبعث على الغضب حين تسمعها". ‏وتابع معلقاً على كلام حسن خليل "ولا كلمة صحّ كلّه كذب وافتراء. وزير المالية ‏علي حسن خليل هو من طلب مني التزاماً بصلاحياتي كرئيس للجمهورية عرض ‏الموضوع على جلسة الحكومة من خارج جدول الاعمال"، وتابع: "لم يصوتوا على ‏تغيير سلامة اصلاً، ثم زارني وفد جمعية المصارف متمنياً عدم تعيين بديل عنه ‏لاننا في بداية الازمة وهو الوحيد القادر على معالجتها، وكذلك كان رأي الهيئات ‏الاقتصادية. جميعهم نصحوا بعدم تغييره مع بداية العهد"، ما يعني وفق عون "ان ‏التمديد لحاكم المركزي انطلق من قبله بما يمثل وما يمثل وبناء على اقتراحه تم ‏عرضه على مجلس الوزراء من خارج جدول الاعمال‎".‎

وحول الاتهام بوجود عهد من رئيسين في بعبدا قال عون: "مثل هذا الكلام انما هو ‏كذب وقلة ادب بحق رئيس الجمهورية". وتابع: "انا رئيس الجمهورية ولست ‏رئيس التيار وقد تخليت عن رئاسة التيار عام 2015 اي قبل الرئاسة بسنتين لكنهم ‏هم لم يعترفوا بجبران باسيل، وكلما ارادوا منه شيئاً قصدوني لأتدخل في امور ‏تعنيه كرئيس تيار ورئيس اكبر كتلة نيابية وكنت اقول لهم راجعوا جبران، حتى ‏ركّبوا لي قصة قوم بوس تيريز". متابعاً: "كل القصة انهم لا يريدون الاعتراف ‏بجبران كرئيس اكبر كتلة نيابية ويشتكون منه عندي فاقول راجعوه ولا تراجعوني. ‏انا رئيس جمهورية ادير شؤون البلد وجبران رئيس تيار يدير شؤون الحزب ‏والشؤون السياسية في البلاد. يريدون الخلط بين رئيس الجمهورية ورئيس التيار ‏لتحميله المسؤولية‎".‎

وهل صحيح انه يمهد الطريق لرئاسة باسيل للجمهورية ويزيل العقبات من طريقه؟ ‏يقول: "العقبات ازيلها من طريق كل لبناني وليس من امام جبران"، متابعاً: "لأي ‏كان الحق في ان يطمح للرئاسة ومن هو الحزب الذي لا يتحضر لرئاسة ‏الجمهورية، واذا كان صحيحاً اني امهد لجبران طريق الرئاسة فيعني اني فاتحت ‏الكتل السياسية بذلك وانا لم افعل، واذا كان باسيل طامحاً للرئاسة فيجب ان يكون ‏كفوءاً ولكنهم يخافون منه لانه تربيتي ولا يقايض". وهل يعتقد ان باسيل سيبقى ‏رئيساً لاكبر تكتل نيابي في الانتخابات المقبلة؟ قال: "ان كل الاحزاب شهدت ‏تراجعاً في شعبيتها ورغم ذلك فالتيار سيكون الاول بينها وسيحافظ على حضوره ‏القوي بينها‎".‎

وعما اذا كان قلقاً على تفاهم مار مخايل، أعاد عون التأكيد على دور التفاهم في ‏تقريب المسافات مذكراً انه "كان اول من مهد للمصالحة بين "حزب الله" وتيار ‏‏"المستقبل" بعدما كانت القطيعة واقعة بينهما". لكنه استعاد بالمقابل قول باسيل بأن ‏‏"على حزب الله ان يختار اليوم بين مار مخايل الذي حقق الاستقرار للبلد والطيونة ‏والكل يعلم ماذا يعني بالطيونة‎".‎

يرفض الحديث عن فشل عهده "فحين نقول العهد فشل يجب ان نعرف مسبقاً ما هي ‏صلاحية رئيس الجمهورية وهي صلاحيات محدودة. لم يلبوني في كثير من الامور ‏لكنهم لم يطوقوا العهد فالعهد يقترب من نهايته بل كبلوا البلد واوقعوا الضرر فيه"، ‏محملاً المسؤولية في ذلك الى "رؤساء المنظومة" ومنهم "الحاكم المركزي المسؤول ‏عن حماية العملة الوطنية لكنه الحق الضرر بالوضع المالي"، متطرقاً الى التدقيق ‏الجنائي والعراقيل التي توضع في طريقه منذ عام ونصف قائلاً: "اذا لم ننجح ‏بتحقيقه فسأعلن للناس عن الاسباب المعرقلة وحينها سيكون الرئيس احد المواطنين ‏الذي سيقف في صف المودعين وسيسمي من سرق اموال الشعب". هل لا يزال ‏يتأمل بتحقيق خطوات على مسافة اشهر من نهاية عهده يجيب رئيس الجمهورية ‏خاتماً: "هناك فرق بين السلحفاة والارنب فقد يحصل ان تسابق السلحفاة الارنب اذا ‏لم يسرع خطواته، وهكذا نحن اليوم فاذا ما بدهم يشتغلوا ويحققوا اي شي بيهربوا ‏وهذا هو حالهم، ولكن يمكننا ان نفعل في الاشهر العشرة المتبقية، يكفي ان تجتمع ‏اللجان النيابية ثم مجلس النواب لاقرار جدول الاعمال ليكون ذلك انجازاً من ‏الانجازات‎".‎




كلير شكر - نداء الوطن

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

5 كانون الثاني 2022 08:08