صعّدت روسيا من غاراتها على خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي بعد هجومه على سجن الصناعة بحي غويران في الحسكة شرقي سوريا، مستهدفة بشكل خاص مواقعه في البادية السورية، والتي توصف بأنها الخزان المالي والبشري للتنظيم.
واستهدفت المقاتلات الروسية، يوم الاثنين، مواقع يتحصّن بها مقاتلو "داعش" في البادية، فنفّذت 8 ضربات عند مثلث (حلب – حماة – الرقة) والحدود الإدارية بين الرقة ودير الزور، دون ورود معلومات عن خسائر.
وخلال الـ48 ساعة الماضية، نفّذت 28 غارة جوية، استهدفت مواقع "داعش" التي يتحصّن بها في باديتي الرصافة في الرقة وأثريا بريف حماة، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، والذي أشار إلى أن الغارات الروسية وصلت لأكثر من 674 غارة في البادية منذ مطلع يناير الجاري.
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن روسيا شنّت أكثر من 12 ألف غارة على البادية في 2021، قتلت فيها أكثر من 500 داعشي.
وعن سبب تحصّن التنظيم الإرهابي في البادية، قال عبد الرحمن إنها "منطقة جغرافية صعبة وصحراء شاسعة تشكّل نحو نصف الأراضي السورية، ولذا يختبئ بها داعش في شكل خلايا ومجموعات صغيرة تنفّذ هجمات على قوات النظام أو الميليشيات المسلحة الموالية له في البادية".
ونفى مدير المرصد أن يكون "داعش" انتهى وجوده سنة 2019 (العام الذي تمّ إعلان هزيمته في سوريا)، قائلا إن ما جرى هو إنهاء سيطرته على مناطق مأهولة بالسكان، بينما لا يزال يواصل عملياته في مناطق واسعة.
وعن جغرافية البادية، يقول الصحفي الكردي السوري زانا عمر، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنها تتميز بجغرافيا صعبة وخالية من السكان تقريبا، وتضاريسها تساعد "داعش" على تغطية نفسه بالتمويه وشنّ هجمات سريعة على نقاط وحافلات الجيش السوري العابرة في تلك المناطق.
وتمتد البادية بين ريفي حماة وحمص الشرقيين إلى الحدود العراقية، ومن ريفي دير الزور والرقة شمالي سوريا إلى الحدود الأردنية-السورية، ومساحتها أكثر من 75 ألف كيلومتر مربع من مساحة سوريا البالغة نحو 185 ألف كيلومتر، وهي مفتوحة على الصحراء العراقية التي توجد فيها خلايا التنظيم بشكل كثيف، حسب عمر.
ويقدّر عمر حصيلة الخسائر البشرية خلال الفترة من 24 مارس 2019 حتى منتصف يناير 2021، بـ1636 قتيلا من الجيش السوري أو الميليشيات التابعة له من جنسيات سورية وغير سورية، بينهم 3 روس على الأقل، و163 من الميليشيات التابعة لإيران، قُتلوا في تفجيرات وكمائن لـ"داعش" غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص والسويداء وحماة وحلب.
وعن مصادر قوة "داعش"، يقول عمر إنها في "حصوله على إمدادات لوجستية، فصحراء البادية تشكّل خط إمداد لخلايا التنظيم في شرق الفرات (مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية والتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب)، خاصة ما يعرف بصحراء الرصافة التي شهدت أكثر من مرة تحرك خلايا التنظيم من غربي الفرات إلى شرقه".
ولفت عمر إلى أن وجود "داعش" في هذه المناطق يرجع لوقت مبكر جدا من مراحل الحرب السورية، خصوصا عند السيطرة على مدينة تدمر في 2015، وعند بداية الانهيار سنة 2019، حيث أرسل عناصره وأمواله إلى البادية التي يصفها بأنها باتت خزان التنظيم المالي والبشري لدعم نشاطه في شرقي وغربي الفرات والعراق.
سكاي نيوز عربية
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.