كتب عوني الكعكي:
بعد 17 عاماً على اغتيال شهيد لبنان والوطن الرئيس رفيق الحريري ورفاقه أصدرت المحكمة الدولية في لاهاي حكمها على عضوين من حزب الله هما حسن مرعي وحسين عنيسي بعدما أكدت القاضية إيفانا هردليشكوفا فسخ حكم تبرئة الشخصين المذكورين وقالت: «نعلن بالإجماع أنهما مذنبان».
وبالفعل وبالرغم من الصعوبات التي واجهت تشكيل المحكمة الدولية وبالرغم من الاعتراضات والعرقلات التي وضعت أمام تشكيل هذه المحكمة تشكلت المحكمة يومذاك ولله الحمد.
صحيح ان معارضة قوية خاصة من رئيس الجمهورية السابق اميل لحود وفريقه السياسي والأمني الذين لم يتركوا وسيلة إلاّ واستعملوها لعرقلة إحالة ملف الاغتيال الى الأمم المتحدة تشكلت المحكمة وفشلت كل محاولات المعترضين.
الرئيس الأسبق اميل لحود قال: إنه لا يثق بالمحكمة الدولية لأنها مسيّسة وانها تريد تركيب تهم سياسية ضدّه وضد فريقه.
صدر الحكم الذي كان ينتظره اللبنانيون، وهذا الحكم بالفعل، دقيق جداً وثبّت بشكل قاطع هوية الذين قاموا بهذه الجريمة البشعة. لكن المشكلة اليوم هي بتنفيذ الحكم... ومن هنا أتساءل: متى التنفيذ؟
صحيح ان معظم اللبنانيين كانوا يعرفون من قام بتفجير موكب الشهيد الرئيس الحريري... كما يعلم الجميع كيف حاول البعض أن يُخْفِيَ آثار الجريمة في الحفرة التي طمروها، الى نقل السيارات المحترقة، الى اللعب بساحة الجريمة ولم يتركوا وسيلة إلاّ ولجأوا إليها.
صديق ومسؤول كبير كان يقول منذ اليوم الأول للتفجير: «سترى ان الذين قاموا بهذه العملية سوف يُكْشفون بالرغم من ان الجرائم السياسية يُعْرَف من قام بها ولكن لا أحد يستطيع أن يثبت ذلك»!!
وكما قال صديقي: «إنّ أعمال الخير الكبرى التي عملها الرئيس الشهيد سوف تكشف الذين قاموا بالتفجير».
ومن دون الحديث عن الذين قاموا بهذا العمل فإنّ الجميع يعلم كيف قُتِلَ عدد كبير من مسؤولين كبار في لبنان وفي سوريا، وفي ظروف غامضة رافقت عملية قتلهم.
نعود الى السؤال الذي ينتظر العالم كله جواباً له، لنقول: «إنّ هذه الجريمة سوف يتعامل معها المجتمع الدولي حسب مصلحته، لذلك أقول اليوم إنّه سيأتي يوم وهو قريب حيث سينفذ الحكم في الذين ارتكبوا هذه الجريمة».
كما أؤكد ان هذه الجريمة لا بدّ من أن تنتهي بمعاقبة الذين افتعلوها، فالعقوبة آتية في الدنيا وهي آتية في العالم الثاني، لأنّ ربّ العالمين يُـمْهِل ولا يُهْمِل.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.