17 حزيران 2022 | 14:15

أخبار لبنان

الطاقة الشمسية هل تشكل تهديدا لمصير المولدات؟

تترك الدولة اللبنانيين لمصيرهم حتّى تأمين الكهرباء جعلته من ‏مسؤوليتهم، فلجأوا إلى المولّدات الخاصة منذ ما بعد الحرب الأهلية، ‏ما خلق قطاعاً خاصاً للمولّدات من المفترض أن يكون خاضعاً ‏للقانون ولوصاية وزارة الطاقة والمياه. وعوض العمل على تأمين ‏التيار الكهربائي من المعامل العامة وكهرباء لبنان ما يسمح بالتخلي ‏عن المولّدات، ازدادت الأزمة الكهربائية حدّةً إذ أثّر تحليق أسعار ‏المازوت على فواتير المولّدات توازياً مع تراجع ساعات التغذية ‏الرسمية إلى حدّ شبه معدوم، ما دفع بأصحاب المولّدات إلى التقنين ‏للتخفيف من عبء الفواتير، فغرقت البلاد في العتمة.‏

وسط هذه الظروف سعى اللبناني إلى البحث عن حلّ بديل جديد ‏للاكتفاء الذاتي، وظهرت موجة تركيب الألواح الضوئية لإنتاج ‏الطاقة الشمسية المنزلية كالخيار الأكثر إقبالاً بين البدائل المتوافرة ‏لتأمين الطاقة.‏

ولنظام الطاقة الشمسية عدد متفاوت من الأمبيرات يبدأ بالـ5 أمبير ‏بكلفة تتراوح ما بين الـ 2000 دولار والـ 2500 دولار فريش، ‏وطبعاً ترتفع التكلفة حسب عدد الأمبيرات. أما الألواح والبطاريات ‏ونوعياتها فتتفاوت بين نظام وآخر وحسب القدرة الشرائية.‏

‏كل ذلك وليس لدى كلّ اللبنانيين القدرة على تحمّل أكلاف هذه الطاقة ‏التي لن ينعم بها سوى الميسورين فحسب، أما أصحاب الدخل ‏المحدود والمتوسّط ففرصتهم، إن كانت لديهم الرغبة في تركيب ‏الألواح الضوئية، عن طريق القروض من مصرف الإسكان والتي ‏تصل قيمتها إلى مئتي مليون ليرة مع فائدة 5% على فترة استرداد ‏تمتد لخمس سنوات بالليرة اللبنانية. وفي ظلّ هذه التطورات هل ‏سيتأثر قطاع المولدات الخاصة؟ وكيف؟

مصادر المولّدات المنضوية في تجمّع اصحاب المولّدات الخاصة ‏تؤكّد لـ "المركزية" أن "الطاقة الشمسية تؤثّر سلباً على أصحاب ‏المولّدات، تحديداً لجهة المدخول، فالمشترك الذي كانت فاتورته مثلاً ‏‏3 مليون ليرة لبنانية تدّنت إلى 500 ألف ليرة بعد أن اعتمد على ‏الطاقة الشمسية إذ يطفئ عداد المولّد ويعتمد على الطاقة البديلة".‏

وتلفت إلى أن "أصحاب المولّدات لا يحققون أرباحاً وبالكاد يغطّون ‏الكلفة، بالتالي يعرقل هذا الواقع المستجد تأمين المال الكافي لشراء ‏المازوت وتشغيل المولّد، ما يهدّد قدرة القطاع على الاستمرار في ‏ظلّ تراجع المدخول مقابل التسعيرة المتدنية بالليرة في حين أن ‏المحروقات تسعّر بالدولار، أما المصروف فيبقى على حاله أو يتدنّى ‏بشكل بسيط جدّاً".‏

وتختم المصادر موضحةً أن "في فصل الشتاء لا يمكن الاستغناء عن ‏المولّدات لأن هذه الطاقة بديلة وتعمل نهاراً فقط وبحاجة إلى أشعة ‏الشمس، أما في المساء فتعتمد على ما تخزّنه البطاريات وهو عدد ‏محدود من الأمبيرات، فكيف يمكن تشجريها في الشتاء من دون ‏شمس؟".‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

17 حزيران 2022 14:15